تركيا وأرمينيا تتفقان على خطة لتطبيع العلاقات
اتفقت تركيا وأرمينيا على خريطة طريق لتطبيع العلاقات بينهما بعد خلاف تاريخي يتعلق بما تصفه أرمينيا بمجازر ارتكبت بحق شعبها في زمن حكم السلطنة العثمانية أوائل القرن الماضي.
وقال بيان باسم الخارجية التركية إن المحادثات بين الجانبين التي جرت برعاية سويسرية وبعيدا عن الإعلام، حققت تقدماً حقيقياً وأنهما اتفقا على تطبيع العلاقات بطريقة ترضي الطرفين.
وأضافت الخارجية بالبيان الذي صدر الليلة الماضية "حقق الطرفان تقدما ملموسا وفهما متبادلا بهذه العملية واتفقا على إطار شامل لتطبيع علاقاتهما الثنائية".
ويجري البلدان محادثات رفيعة المستوى لإعادة العلاقات بعد إغلاق الحدود بينهما عام 1993.
ويأتي هذا التطور قبل يوم واحد من إحياء أرمينيا ذكرى ما تعتبره قتل الأتراك العثمانيين لنحو 1.5 مليون أرمني عام 1915. وتنفي أنقرة بشدة وقوع هذه الأمر وتقول إن هذا الرقم مبالغ فيه، وإن الذين قُتلوا سقطوا أثناء اضطرابات مدنية بينما انهارت السلطنة العثمانية.
وتسعى تركيا لتطبيع العلاقات في إطار خطوة شاملة لحل إقليمي بمنطقة القوقاز، كي لا تثير حليفتها أذربيجان التي لديها خلاف شديد مع جارتها أرمينيا على منطقة حدودية.
وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ربط في تصريح له هذا الشهر تطبيع العلاقات مع أرمينيا باتفاق بين الأخيرة مع أذربيجان حول منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.
وأضاف أردوغان أن الاتفاق يعد بمثابة هدية للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وعد أنقرة بتأجيل الاعتراف بما يُسمى مذابح الأرمن، إلا بعد تطبيع العلاقات بين البلدين.
وكان أوباما دعا خلال زيارة لتركيا بوقت سابق هذا الشهر الطرفين على إحراز تقدم بالمفاوضات. لكنه قال إنه لم يغير رأيه بشأن ما يُسمى مذابح الأرمن التي وعد أرمينيا الاعتراف بها خلال كلمة يلقيها بالمناسبة غدا.
وقد ظهرت أولى بوادر الانفراج بين تركيا وأرمينيا مع زيارة قام بها الرئيس التركي عبد الله غول إلى أرمينيا في سبتمبر/ أيلول الماضي لحضور مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين.
كما التقى أردوغان الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وزار وزير الخارجية علي باباجان الأسبوع الماضي العاصمة الأرمينية يريفان للمشاركة بقمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود.
ومن الممكن أن تساعد الانفراجة بين تركيا وأرمينيا في تعزيز الاستقرار بمنطقة القوقاز المضطربة الغنية بالنفط.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد