موسكو تلغي تصدير طائرات «ميغ ـ 31 أي» إلى دمشق!
ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أمس، أن موسكو جمّدت تنفيذ عقد يتعلق بتزويد سوريا بطائرات «ميغ ـــــ 31 أي» المقاتلة الاعتراضية. ونقلت عن مصادر عديدة في المجمع الصناعي العسكري الروسي تأكيدها امتناع موسكو عن تصدير هذه الطائرات إلى دمشق.
والعقد الذي عُلّق، تتراوح قيمته ما بين 400 و500 مليون دولار، مقابل 8 طائرات، وقد وُقّع في دمشق مطلع عام 2007، وبدأ تنفيذه الصيف الماضي من خلال مصنع «سوكول» المختص بإنتاج طائرات «الميغ» وخدمتها، الذي يقع في مدينة نيجني نوفغورود.
ووفقاً لمصدر في مجلس إدارة هذا المصنع المكلّف من قبل الهيئة الفدرالية الموحدة الروسية لتصدير الأسلحة بتحديث هذه الطائرات وإعدادها، فإن التصدير توقّف بسبب «غياب العقد». غير أن مصدراً مقرّباً من المصنع كشف للصحيفة عن أن روسيا امتنعت عن تنفيذه تحت ضغوط إسرائيلية، مثلما جرى عام 2005، مع عقد تصدير صواريخ «إسكندر ـــــ أ» التكتيكية إلى سوريا، حيث تعرّضت موسكو حينها لضغوط جبارة من تل أبيب. وأكد الرئيس الروسي آنذاك فلاديمير بوتين، أثناء زيارته لإسرائيل في نيسان 2005، أنه «منع إنجاز الصفقة».
لكنّ مصدراً آخر لـ«كوميرسانت» في وزارة الدفاع الروسية أعاد السبب الأساس لتوقيف العقد إلى «مشاكل دمشق المالية»، حيث لم تستطع توفير الأموال اللازمة لشراء هذه الطائرات الغالية الثمن. وأشار المصدر نفسه إلى أن روسيا لم تستأنف تعاونها العسكري والفني مع سوريا إلا بعدما أسقطت موسكو عام 2005 حوالى 70 في المئة من ديونها على دمشق، والتي بلغت حينها 13ملياراً و400 مليون دولار، وبقي على دمشق سداد 3 مليارات و600 مليون دولار.
وقالت الصحيفة إن سوريا تسلّمت في العام الماضي 12 من 50 عربة دفاع جوي، صاروخية ـــــ مدفعية من طراز «بانتسير ـــــ إس1» كانت قد أوصت عليها.
من جهته، أكدت مجلة الطيران والفضاء الروسية أن أسباب إيقاف تنفيذ العقد اقتصادية بحتة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وأن الدول في ظروف الأزمات تعدل خططها لشراء الأسلحة، كما فعلت إندونيسيا في الأزمة المالية الآسيوية عامي 1997 ـــــ 1998، عندما قلّصت بشدة مشترياتها من الأسلحة الروسية.
في المقابل، نفى متحدث باسم قطاع التصنيع العسكري الروسي وجود أي عقد بين سوريا وروسيا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس». وقال «لم يوقّع أيّ عقد لتسليم سوريا مقاتلات اعتراض ميغ ـــــ 31 أي»، مضيفاً أن وسائل الإعلام «ألغته عام 2009، بعدما أعلنت توقيعه عام 2007».
ونقلت وكالة «نوفوسوتي» عن مصدر قوله إن «روسيا وسوريا أجرتا محادثات بشأن تجهيز الأخيرة بمقاتلات ميغ ـــــ 31 أي، لكنّ هذه المحادثات لم تؤد إلى اتفاق»، لأسباب يعود بعضها إلى أمور سياسية.
يذكر أن مصنع «سوكول» يعاني أصلاً من مشاكل مالية وإدارية تطلّبت دعماً مالياً من الحكومة الروسية وتغييرات في مجلس إدارته ما بين عامي 2007 ـــــ 2008.
إلى ذلك، يُرتقب أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق، غداً الجمعة، من أجل المشاركة في الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المقررّة السبت، حسبما ذكر مصدر روسي في دمشق. وأكدت مصادر إعلامية روسية مشاركة لافروف بصفة مراقب. وستقام الدورة في قصر المؤتمرات تحت شعار «نحو تعزيز التضامن الإسلامي».
حبيب فوعاني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد