قذارة الحرب الاسرائيلية تصل الى بحر طرطوس ولبنان يطالب بالتحقيق
أعلن الخميس عن اكتشاف بقعة نفطية على طول الشاطئ المحاذي لبلدتي الحميدية والمنطار، عين الزرقا، على امتداد عشرة كيلومترات جنوب مدينة طرطوس.
مدير بيئة طرطوس، المهندس حسن مرجان، قال إن البقعة النفطية، التي تم اكتشافها الأربعاء، استقرت على الشاطئ الصخري المقابل لبلدتي الحميدية والمنطار المجاورتين للحدود اللبنانية.
وأشار مرجان، في تصريح خاص بوكالة الأنباء السورية، سانا، إلى أن البقعة عبارة عن تجمع لوقود "تسرب من إحدى البواخر أو المرافئ التي أصيبت أو تعرضت للقصف الإسرائيلي."
وأوضح أن حدود التلوث وصلت إلى مجمع النورس السياحي، مؤكدا عدم إمكانية استخدام الآليات والاعتماد الكلي على اليد العاملة اليدوية وهذا ما يتطلب الكثير من الوقت لإزالة البقعة.وقال مرجان إن الأجهزة المعنية قامت بأخذ عينات للبقعة لتحليلها في المختبرات المختصة، لمعرفة تركيبتها الكيميائية، وتحديد نوع الملوثات النفطية بدقة.
وأكد مرجان أنه يتعذر استخدام المعدات الهندسية والتقنية التي تستخدم في مثل هذه الحالات للتخلص من البقعة، كون الشاطئ صخريا، وبالتالي فهو موئل حقيقي للتنوع البحري، حيث يسبب التلوث أضرارا بيئية جسيمة
وقالت القائم بالأعمال اللبناني، كارولين زيادة، في رسالة وجهتها إلى كل من السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وفرنسا بصفتها رئيسة مجلس الأمن، إن وزارة البيئة اللبنانية تدين بشدة تلويث السواحل اللبنانية اثر الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وستعمل على وضع التقارير الضرورية حول مخاطر ومضاعفات هذه "الكارثة البيئية الهائلة،" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.
وأضافت زيادة، أن التلوث النفطي طال مجمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وتلويث السواحل الرملية والصخرية على حد سواء، ناهيك عن تدمير المعالم السياحية والفنادق والحياة البحرية في البلاد.
وقد أوردت تقارير صحفية أنه على طول شواطئ لبنان الرملية والرؤوس الصخرية الممتدة في البحر، تنتشر بقعة سوداء تقدر بما يتراوح ما بين عشرة ألاف و30 ألف طن من النفط الذي تسرب إلى البحر المتوسط بعد أن قصفت إسرائيل محطة للكهرباء.
وزارة البيئة اللبنانية أكدت من جانبها أن النفط تدفق بالفعل إلى البحر عندما ضربت الطائرات الإسرائيلية صهاريج التخزين في محطة الجية، جنوبي بيروت يومي 13 و15 يوليو/ تموز، مما تسبب في حدوث أزمة بيئية لا تملك الحكومة اللبنانية المال أو الخبرة للتصدي لها.
وقال وزير البيئة يعقوب الصراف إن لبنان لم يشهد بقعة كهذه في تاريخه، واصفا إياها بأنها كارثة كبيرة، بحسب رويترز.
وأضاف أن المعدات التي يملكها لبنان لا تصلح إلا للتصدي للبقع الصغيرة، وبالتالي فهناك حاجة إلى أسطول كبير، علاوة على أن كلفة عملية التنظيف باهظة، وقد تصل إلى ما بين 40 و50 مليون دولار.
خبراء البيئة في لبنان يقولون إن التسرب يهدد بصفة خاصة تكاثر الأسماك والسلاحف البحرية، التي تأوي إلى الساحل، بما في ذلك السلاحف الخضراء، المهددة بالانقراض في البحر المتوسط.
ويقول مسؤولو البيئة في لبنان انه حتى إذا تمكن لبنان من إزالة البقعة فان نظام البيئة البحرية قد يكون أمامه سنوات للتعافي.
المصدر: CNN - تشرين
إضافة تعليق جديد