(وثائق سورية): برقية فيصل في 11 تموز 1920م.
في الحادي عشر من تموز عام 1920م، وقبيل معركة ميسلون بأيام، أرسل الملك فيصل برقية إلى قناصل الدول لإبلاغها بالإجراءات التي بدأت بتطبيقها الجنرال غورو في لبنان وسورية.
برقية مرسلة من الملك فيصل إلى قناصل الدول بدمشق لإبلاغها إلى حكوماتهم
بعد أن حشد الجنرال غورو جيوشه على الحدود الفاصلة بين المنطقتين الشرقية والغربية في سورية، وأنشأ قواعد عسكرية استعداداً للحرب، أخذ يزعم أن لديه شروطاً يريد املاءها عليّ. إن هذه الشروط التي لم أطلع حتى الآن إلا على جزء منها بطريقة غير رسمية، تتضمن انتهاكاً صريحاً لسيادتنا الوطنية. وقد صرّح الجنرال، بما صرح به، أنه سوف يضع العقبات في سبيل سفري إلى باريس، إذا لم تحب مطالبه، وأن الحكومة الفرنسية سوف تمتنع عن محادثتي في القضية السورية، إن سلكت في سفري سبيلاً غير المنطقة الغربية.
لي الشرف أن ألفت نظر دول الحلفاء وجمعية الأمم إلى عمله هذا راجياً أن يتدخلوا ويحولوا دون سقوط الشعب السوري أمام القوة، فلا يكون فريسة للروح العسكرية التي كان القضاء عليها هو الهدف الرئيسي للحرب العظمى. وأني ألجأ على عدالة الحلفاء ليحجبوا سفك الدماء، ويصونوا في الخراب التام هذه البلاد التي ضحت كثيراً في سبيل قضية الحلفاء، وأطلب إليهم تأليف لجنة تحكيم من دول الحلفاء تعرض عليها مطالب الجنرال غورو، وأتعهد وشعبي مقدماً بقبول قرارات هذه اللجنة والخضوع لها.
فيصل
دمشق في 11 تموز 1920م.
المصدر: يوم ميسلون، صفحة من تاريخ العرب الحديث، ساطع الحصري، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 2004م.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد