بعد القصف المدمر، إسرائيل ستبدأ بتنفيذ قائمة الاغتيالات في لبنان

31-07-2006

بعد القصف المدمر، إسرائيل ستبدأ بتنفيذ قائمة الاغتيالات في لبنان

الجمل: تصنف الأزمات بحسب منشئها ومصدرها وهي نوعان: الأول: يتمثل في (الأزمات التي تنشأ بشكل طبيعي) أي تنشأ بسبب الخلافات والصراعات التي تنتج من جراء تضارب المصالح، ومن الأمثلة على هذا النوع نجد: أزمة الصراع حول نفط بحر قزوين، وأزمة دول البلقان.. وغيرها. أما النوع الثاني: فيتمثل في (الأزمات المصنوعة) أي تلك التي يتم التخطيط والإعداد لها بشكل مسبق.
في حالة النوع الثاني من الأزمات، أي الـ(أزمات المصنوعة) نجد أن الأطراف (الصانعة للأزمة) تقوم بإعداد المخططات والسيناريوهات الرئيسة والفرعية، ثم تنتظر هذه الأطراف الـ(لحظة والحدث) المناسبان، واللذان يمكن أن يشكلا (مبرراً) تتذرع به من أجل القيام بتفجير فتيل الأزمة.
في الحالة اللبنانية، كانت عملية أسر حزب الله للجنديين الإسرائيليين بمثابة الـ(حدث واللحظة المناسبة) لإسرائيل وأمريكا، وبالفعل قامتا بتفجير فتيل الأزمة، وتوجيه نيرانها باتجاه تنفيذ المخطط الجاهز. ولن تتوقف هذه الأزمة بانسحاب إسرائيل من لبنان، بل سوف تستمر بـ(وسائل أخرى) والتي يمكن التعرض لبعضها على النحو الآتي:
* الاغتيالات: وسوف تقوم أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية باللجوء إليها من أجل تعميق الخلافات اللبنانية- اللبنانية، وذلك لجهة تحفيز الرأي العام في الاتجاه الذي يدعم تنفيذ المخططات الإسرائيلية ويمكن أن يكون تنفيذ الاغتيالات على النحو الآتي:
- اغتيال الزعماء المؤيدين للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، بحيث يتم إلصاق التهمة بالمقاومة وحلفائها، وتدعيم ذلك ببعض السيناريوهات الفرعية، مثل سيناريو الـ(تحقيق الدولي).
- اغتيال زعماء المقاومة المعارضين للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وذلك لجهة إضعاف المقاومة وكسر روحها المعنوية، إضافة إلى تعميق الكراهية بين اللبنانيين والتي يمكن أن تنشأ من جراء تبادل الاتهامات حول عمليات القتل المتبادل.
* ضربات الردع المفرط: وتتمثل في التوجهات الجديدة الانتقامية الإسرائيلية، والتي ستستمر إسرائيل بالقيام بها، عن طريق توجيه الضربات الجوية المدمرة، والتي يترتب عليها قدر هائل من الخسائر البشرية والمادية، بشكل يؤدي إلى ترسيخ نظرية سلبية إزاء مشروع المقاومة اللبنانية للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وللأطراف الأخرى التي تدعم المقاومة، وبعبارة أخرى: إن الضربات الردعية المدمرة، تهدف إلى نقل رسالة واضحة للرأي العام اللبناني، بأن عليه أن يتخلى عن المقاومة، لأنها لن تجلب له سوى الدمار والخراب، وعلى ما يبدو فإن هذا التوجه الإسرائيلي- الأمريكي الجديد، سوف يؤدي -إن تم التمادي فيه- إلى إفشال المشروع بالكامل، وسوف يؤكد ذلك تداعيات مجزرة قانا الثانية، والتي ستأخذ أبعاداً دولية خطيرة، على نحو يمكن أن يربك كل الحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية- الأمريكية، ومن أبرز التداعيات في هذا الجانب: إلغاء زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى لبنان.
إن السياسة دائماً هي فن الممكن، ولما كانت كلمة الـ(ممكن) هذه تتضمن قابله الإسقاط والتنفيذ على أرض الواقع، فإن خلل الـ(مشروع الإسرائيلي- الأمريكي) يتمثل في أنه لا ينظر للسياسة باعتبارها فن الممكن، وإنما يقوم على أساس اعتبارات الـ(تعسف في فرض ما هو غير ممكن).
وبكلمات أخرى: إن تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، دون رغبة شعورية، هو أمر غير ممكن، وبالتالي لا يمكن فرضه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...