مجزرة القاع :حين يصبح العمال الفقراء والخوخ والدراق أهدافاً عسكرية

05-08-2006

مجزرة القاع :حين يصبح العمال الفقراء والخوخ والدراق أهدافاً عسكرية

الجمل ـ حمص ـ القصير ـ خاص :قامت إسرائيل بغارتين على  قرية "القاع" الواقعة شمال سهل البقاع اللبناني قرب الحدود مع سوريا ، وقتل القصف حوالي 33 عاملاً سورياً ، واصاب ما يقارب اربعين عامل إصابات بالغة ،وقد قامت الطائرات الإسرائيلية بالغارة الأولى عند الساعة الثانية وعشرة دقائق بعد ظهر اليوم الجمعة ،  على بعد 2 كم متر من مركز جوسية الحدودي داخل الأراضي اللبنانية، في أحد البساتين ، حيث كان حوالي 150 عامل يقومون بتحميل الدراق والتفاح  في شاحنات  براد صينية ، استعداداً لنقلها إلى سوريا، بعدما شهد سوق الفواكة في لبنان ركوداً كبيراً جراء الحرب ، وانقطاع الطرق بين المناطق اللبنانية. وضربت الغارة الأولى حوالي ثلاثين عاملاً ، وعندما هرع رفاقهم لنجدتهم جاءت الغارة الثانية وقصفت عليهم وعلى الخيم التي يحتمون بها, فأوقعت فوراً حوالي33  شهيداً و أكثر من اربعين جريح . وقال أحد الجرحى أنه كان يقطف ثمار الخوخ حين وقعت قذيفة على رفاقه الذين كانو يأكلون في وقت استراحاتهم، تبعتها قذيفة أخرى حولت العمال الذين معه الى أشلاء.
وسارعت سيارات الإسعاف من لبنان وسوريا الى موقع المجزرة لنقل الجرحى والمصابين الذين نقل قسم كبير منهم الى المشفى  الوطني في مدينة القصير القريبة من الحدود والمشفى الوطني في حمص ، وافادت مصادر طبية في حمص لـ (الجمل ) :  أنه لغاية الساعة الرابعة بعد الظهر وصل   سبع شهداء الى مشفى القصير وثمان جرحى ، ونقل الى حمص خمس جرحى إصابتهم خطيرة، وما تزال عمليات الإسعاف جارية لغاية تحرير الخبر كما ذكر سائق عمومي على خط القصير ـ جوسيه لـ (الجمل ) أنه قام بنقل عدة إصابات بسيارته وأن سيارات بيك آب ساهمت في الإسعاف نظراً لضخامة المجزرة، وقال السائق أن الإصابات كانت بالغة جداً فنها من تقطعت أوصاله ، ومن فقد أطرافه أو تطاير رأسه .

وكالة الأنباء السورية "سانا" قالت إن 33 شخصاً من العمال السوريين واللبنانيين، وقالت: "ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة وحشية جديدة، أضافها إلى سجله الإجرامي الإرهابي، طالت عشرات العمال الزراعيين وعائلاتهم، أثناء قيامهم بتوضيب الفواكه وتحميل شاحنات فى بلدة القاع اللبنانية فى البقاع الشمالى فى لبنان. ونقلت سانا عن مصادر قولها إن "الشهداء من العمال السوريين بلغوا ثلاثة وعشرين شهيداً، منهم ثمانية عشر رجلاً، وخمس نساء اثنتان مسنتان وثلاث فتيات، بالإضافة إلى عشرة جرحى، سبعة رجال وثلاث نساء."
المدير العام للدفاع المدني اللبناني درويش حبيكة، قال إن الهجوم الإسرائيلي استهدف ساحة لانتظار السيارات تستخدمها الشاحنات والحافلات، لتخزين الخضروات والفاكهة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين العاملين والسائقين. ولم تتمكن فرق الإغاثة اللبنانية من الوصول إلى موقع القصف، نظراً لانقطاع الطريق إثر القصف الإسرائيلي.
وبذلك تكون إسرائيل أضافت الى سجل مجازرها في عدوانها على لبنان مجزرة جديدة لا تقل بشاعة عن سابقتها في قانا وصريفة ، ولتكون المجزرة الثانية في أقل من أسبوع ،  التي استهدفت فيها الأطفال والنساء والشيوخ والآن عمال يسعون الى كسب لقمة العيش . أحد سكان المنطقة قال أن إسرائيل تعمدت قطع الطرق في الليلة الماضية تمهيداً لارتكاب هذه المجزرة البشعة.
وكانت الطائرات الإسرائيلية وعلى مدى ساعات الليلة الماضية قد قامت بقصف الطرقات والمعابر غير النظامية في المناطق الحدودية مع سوريا، علماً أن هناك نحو 100 قرية يقع نصفها على الاراضي اللبنانية ونصفها الآخر على الأراضي السورية ، كما يحمل أغلب سكانها الجنسيتين السورية واللبنانية، ما جعل ضرب الطرق والجسور هناك يشل المنطقة ويحاصر أهلها الذي يعتمدون في معيشتهم على العمل في الزراعة. 

و قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية على سهل البقاع استهدفت بنايتين، بعد أن أظهرت معلومات الاستخبارات العسكرية، أن حزب الله يستخدمهما لتخزين الأسلحة.لكن المشاهد التي بثتها محطات التلفزيون اللبنانية والعربية، أظهرت أشلاء عمال مزارع مصفوفة قرب بناية صغيرة، وظهرت في المشاهد أيضاً سلال الفاكهة.
وعن التأثير الذي قد تحدثه هذه المجزرة البشعة في المحافل الدولية والولايات المتحدة قال ديفيد مارك نائب مساعد  وزير الخارجية الأمريكية في حديث لقناة الجزيرة : أن هذه الحادثة التي اصيب بها سائقي شاحنة سوريين لن تلقى التعاطف الذي لقيته الغارة على بلدة قانا التي راح ضحيتها أطفال ونساء !!!.


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...