العرس السوري يبدأ بـ 100 ألف ل.س وينتهي بـ 10 ملايين
تكاليف الزواج لازمت أقدم طقس عرفه الإنسان على وجه الأرض، فمنهم من تزوج على صاع من التمر ومنهم من تزوج بآيات من القرآن، كما حصلت قديماً وحديثاً في سورية والبلدان العربية، ومنهم من وصلت تكاليف زواجه إلى أرقام خيالية وابتكارات استحدثت مصاريف إضافية لم تكن متخيّلة من قبل. فلهذه الاحتفالية مراسم وطقوس، كلّ ينفّذها حسب عاداته وتقاليده سواء في الريف أم المدينة، وفي هذا التحقيق نرصد تكاليف العرس السوري المحلي منذ أن يتقدم الشاب في طلب يد الفتاة من أهلها وحتى زواجه.
تبدأ هذه الرحلة بطلب الشاب الفتاة، ويدخل بعدها في فترة خطوبة كلفت بعض مَنْ دخلوا فيها ما تحتهم وما فوقهم، نظراً لشراهة الخطيبة في بعض الحالات على الهدايا التي ترغب في أن يقدمها لها خطيبها، ومنهم من لايقدّم لخطيبته أياً من هذا نظراً لضيق الحال، فإذا كانت فترة الخطوبة طويلة اعتمد العريس سياسة تقيه الدفع والاكتفاء بتقديم هدية لها أسبوعياً إذا كان ميسور الحال أو شهرياً.
أما إذا كان العريس من الطبقة الميسورة أو الغنية، فإنه ـ وبحسب لقاءاتنا مع بعض أصحاب التجارب من العرسان ـ يأخذ في كل زيارة هدية تقدّر بـ 10 آلاف ليرة سورية، فإنه يدفع سنوياً نصف مليون ليرة بمعدل هدية كل أسبوع، وإذا كان متوسط الدخل يأخذ هدية سعرها بين 3 و5 آلاف شهرياً، أي يدفع سنوياً بين 30 و50 ألف ليرة.
تعتبر فترة الخطوبة فترة تعارف بامتياز، لأنها تعرّف الفتاة على قرينها وتقيس مدى كرمه وجوده من خلال هداياه المقدَّمة لها، في مجتمع يعزف شبابه عن الزواج لضيق أحوالهم المادية وسط المعاناة في بحثهم عن فرص عمل تساهم في حثّهم على الزواج ودخول القفص الذهبي.
مع ذلك ترى بعض العائلات أن بريستيجها لا يسمح لها أن تقيم حفل زفاف شعبياً وعادياً يخلو مما تضجّ به صيحات المودرن والموضة، الأمر الذي أدّى إلى ولادة شركات تتخصّص في إنجاز العرس من ألفه إلى يائه.
خدمة متكاملة
بعد أن ينهي العروسان فترة الخطوبة، ويقبلان على الاستحقاق الأكبر أي العرس، فمنهم من يقوم بتنظيم الحفلة بنفسه إذا كان في الريف أو المدينة إذا كانت الحالة لا تسمح بدخول شركة تنظّم الحفل، ومنهم من ينحّي نفسه عن هذه المهمة ويلقي بها على عاتق شركات تنظيم الأعراس لتقوم هي بدورها بتنظيمه، بعد أن تأخذ المعلومات اللازمة لذلك من أصحاب العلاقة بعد أن يتفق العروسان على ماهيته، ليكون لهذه الشركات الحق في تقدير التكاليف حسب المستوى المطلوب من أصحاب العرس.
الذهب والنقد
جرت العادة عند بعض العائلات السورية أن تُضمّن الذهب من مهر العروس، وأن تعتبر ثمن الذهب المقدّم للعروس جزءاً من المهر، في حين ارتأت العائلات الأخرى أن تُخرج ثمن الذهب من المهر الكامل، حيث يكون مستقلاً عن مهر العروس.
وفي الحديث عن المهر لدى العائلات الميسورة الحال، فإنه وبحسب لقاءات أجريناها، كان المقدّم نحو 500 ألف ليرة، والمؤخر مليوناً متضمّناً ذهب العروس، في حين كان ثمن المهر "المقدّم والمؤخّر" عند العائلات المتوسطة وما دون نحو 150 ـ 300 ألف ليرة سورية متضمّناً ثمن ذهب العروس.
علماً أن العائلات الميسورة ترغب لبناتها الذهب الأبيض، مفضّلة إياه عن الأصفر الذي غالباً ما تشتريه العائلات المتوسطة.
وأن أعلى مهر في العالم تقريباً كان سورياً مقدّماً لسيدة أعمال سورية من رجل أعمال تركي، حيث بلغ المهر 20 مليون يورو، وهذا ما اعتُبر مهراً خيالياً لم يدفعه أحد قبل.
عرس مختلط
مدير التسويق في قناة مسايا الفضائية محمد الشبلي شرح القصة من بداية إعداد مراسيم العرس "حفل الزفاف" وحتى دخلة العروسين بقوله: نتّفق مع العروسين على شكل العرس المزمع إقامته بعد أن يتفقوا هم على شكله، ونقدّم لهم العروض المتوفرة لدينا، والهدف من ذلك هو رسم وتحديد المستوى والميزانية المطلوبة، وعلى ضوئها نقدّم الأفكار حسب الميزانية المقدّمة والمرسومة.
لأن لكل طلب سمة وصفة خاصة تحدّد مستوى العرس لنعلم إذا كانت الحفلة مختلطة من الذكور والإناث أو من الرجال فقط دون نساء، وإذا كان هناك مطرب، أو إذا كان الحفل مولداً أو زفّة، وغير ذلك.
أما إذا كان العروسان يرغبان بتصوير الحفل فإننا نقدّم لهما مصوّراً متخصّصاً وبأسعار تبدأ من عشرين ألفاً لتصل إلى 150 ألف ليرة، وأيضاً نقوم بالاتفاق معهم على تخديم الصالة التي تضم ضيوف المحتفلين من ترتيب الطاولات وبناء الديكورات المناسبة ووضع الورود على الجدران أو الطاولات، وكذلك على شكل البوفيه والطعام الذي سيتناوله الضيوف سواء كان وجبات أو عن طريق بوفيه إكسترا، وأيضاً نقدم للعروسين الزفّة حين وصولهما إلى الصالة لاستقبالهما في أجواء فريدة ومميزة بكلفة تصل إلى 250 دولاراً أميركياً للزفّة الواحدة.
دقوا المزاهر
وفيما يتعلق بديكور الصالة، فإننا نقدّم عروضاً أخّاذة ومتعددة، كالجو الملائكي الأبيض، والأغاني الهادئة، والملابس المتنوّعة التي ترتديها الفرق التي تخدّم الضيوف وبكلفة تقديرية تتراوح بين 6500 ليرة و70 ألفاً. وفي الحديث عن الحلويات، وخاصة الكاتو الذي لا يمكن لكل حفل أن يتم دونه، فإن مسايا تملك القدرة على خلق أجواء متنوّعة في تقديمه سواء كان داخل الصالة أم خارجها، وخاصة إذا كان العرس في فندق، وهنا تكون مسايا أكملت ما يقارب 40% من مراسم حفل الزفاف بعد أن اتفقت مع العروسين على الزفّة أثناء وصولهما إلى باب الصالة، وعلى الديكور الداخلي للصالة، وعلى شكل زفّة الاستقبال لهما، وعلى الحلويات والكاتو والطعام المراد تنزيله على الطاولات، وعلى الورود المقدّمة، وكذلك على العراضة إذا رغبا بها.
تزوّد الصالة بأجهزة صوت وDG، وإضاءة مناسبة يحدّدها العروسان بكلفة تصل من 30 ألف ليرة لتصل إلى 100 ألف ليرة، متضمنة تقديم شاشات عرض وتصوير فيديو وفوتوغراف وتقديم ألبومات صور إضافة إلى مونتاج مباشر للعرس، بعد ذلك يتم طرح أشكال عديدة من الفساتين للعروس والألبسة الرجالية للعريس لربط اللباس بديكور الصالة التي نقوم بتزيينها حسب طلب أصحاب العرس.
سيارة الزفّة
يضيف مدير التسويق في قناة مسايا فيما يخص سيارات الزفّة، نقدّم أنواعاً من السيارات غير المألوفة والتي تلائم حفل الزفاف بأسعار تتراوح بين 4500 و7000 ليرة لليوم الواحد أو الزفّة الواحدة، هذا إذا رغب أصحاب العرس في الزفّة بالسيارات، لأن منهم من يُزّف على الخيل العربي دون الحاجة إلى السيارات رغبة منهم في التغيير والخروج عن المألوف، علماً أن التكلفتين واحدة.
تقدّم مسايا خدمة جديدة وغير معروفة بعد، هي بثّ العرس مباشرة عن طريق شبكة الإنترنت من خلال موقعها، لإتاحة الفرصة للمغتربين من أصحاب العرس لمتابعته مباشرة بعد أن تعذّر عليهم حضوره شخصياً، وهذه الخدمة مجانية على حدّ قول من يقدّمها، وأن أكبر عرس كان بحضور 2500 شخص في مدينة المعارض في دمشق، كونه لا توجد صالة في دمشق تستوعب هذا العدد من المعازيم، وكلّف هذا العرس نحو 10 ملايين ليرة سورية، وأن العرس يكلّف من 200 ألف ليرة إلى 10 ملايين ليرة عادة.
فستان العروس وأمها
فستان العرس هو ما تحلم بارتدائه كل فتاة تعتزم وقرينها دخول القفص الزوجي، فمن يمتلك سعره يقوم بشرائه ومن لا يمتلك يستأجره، وأحياناً يتم العرس دون فستان لضيق الأحوال المادية، ولكن درجت العادة بالاستئجار دون الحاجة للشراء نظراً لمحدودية استخدامه واقتصاره على ليلة واحدة، فالأجار يكفي لكن بعض العائلات لايروق لابنتها أن تستأجر لأنه "مش حلوة بحقها" فتقْبِل على الشراء.
مصمّم الأزياء والمتخصّص في تفصيل فساتين الأعراس وسيم كعدان قال: تحدّد العروس شكل فستان عرسها، وبما أن الفستان تفصيل، فإن ذلك يرتّب عليها سعراً كبيراً لأنه يدخل في تصميمه التطريز والشك، وأحياناً يدخل فيه الألماس "الزيركون" وبحسب الزبون يتم تحديد السعر والمواد الداخلة في تركيبة الفستان.
يقول كعدان: إن سعر الفستان يبدأ من 150 ألف ليرة ويصل إلى 1.8 مليون ليرة سورية وهوأغلى فستان باعته الشركة المصمّمة له، وأن أكثر الفساتين مبيعاً وإقبالاً عليها من قبل العرسان هي من 300 ألف حتى 500 ألف ليرة، أما أجارها اليومي فيبدأ من 25 ألف ليرة ويصل إلى 200 ألف ليرة، هذا بالنسبة لفستان العروس وحدها، وأحياناً ترغب أمها وأخواتها بشراء فساتين لكل منهما، وهذا ما يبدو نكبة للعريس الذي لا يروق له سماع ذلك، إلا أن فستان العروس يبقى الأغلى والأساس بحسب المصمّم وسيم كعدان، الذي يؤكّد أن المبيع في فصل الصيف "الموسم" هو الأكثر مقارنة ببقية فصول السنة، لأنه الموسم الذي يتزوج به الناس كثيراً.
وعن السبب في ارتفاع أسعار الفستان قال:
التعامل مع النساء صعب جداً لأننا ندخل في تفاصيل إقناع العروس باقتناء هذا النوع أو ذاك لإرضائها بنوع معين، وأن صناعة الفستان تحتاج إلى جهد ووقت طويلين تستغرق من 15 يوماً إلى الشهر.
كاتو عالأصول
للحلويات والكاتو أهمية كبيرة في حفلات الأعراس، وتراه بعض العائلات أنه طقس مكمّل لبقية الطقوس الأخرى، وأن حضوره يدلّ على فخامة العرس.
مدير عام محلات ديللي كيك المتخصّصة بتصميم قوالب الكاتو وإنتاجها أمير عرابي قال: غالباً ما نقدّم للعروسين الأشكال والأفكار التي تلائم شكل العرس إذا كان عرساً بطقوس إيطالية أو فرعونية أو إفريقية أو غيرها، وأحياناً نستقي أفكار التصميم من الزبائن أنفسهم الذين يكون لديهم تصميم معين يرغبون في تنفيذه، بدورنا يكون لدينا مصمّمون جاهزون ومتخصّصون لتنفيذ التصميم المطلوب، ويستغرق تنفيذ القالب 3 أيام كحد أدنى، وبأسعار تبدأ بـ 15 ألف ليرة دون تحديد سقف للسعر "مفتوح".
يتابع عرابي: للقالب مقاسات عديدة حسب الصالة وحسب عدد المعازيم والمساحة المتوفّرة في صالة العرس، ليضفي وجوده قيمة جمالية وفنية على الحفلة.
ومن العوامل التي تحدّد حجم قالب الكاتو، شكل الصالة المقام بها العرس ومساحتها ورغبة الزبون أيضاً، وأن موسم الصيف بين الشهرين السابع والثامن هما ذروة عملنا، وهي الفترة التي تشهد مبيعات كبيرة أكثر من غيرها لأنه موسم الأعراس في سورية.
ونقوم أيضاً بخدمة التوصيل المجاني للصالة مع تقديم المتمّمات، كالسيف والطاولة الخاصة بالقالب والشرشف، والألعاب النارية والإضاءة المجانية التي تتخلّل السعر الأساسي.
مناسف رز
في الآونة الأخيرة ظهرت إلى العلن شركات تتخصّص بتقديم المأكولات والحلويات للأعراس والحفلات والمناسبات على اختلاف مستوياتها، رافعة بذلك ثقل إعداد الطعام عن أصحاب الحفل لتقوم هي بهذه المهة التي من المفترض أن تعكس ذوق مَنْ يقوم بحفل الزفاف.
مدير شركة حلويات الفيصل فيصل شموط شرح طرق تقديم الطعام على الطاولات داخل الصالة أو المنزل، ونوعية الأكل المطلوبة أكثر في الأعراس قائلاً: نحن متخصّصون بتخديم الأعراس والمناسبات الخاصة والموالد ومراسم التعزية بشكل راقٍ ورفيع مميز بخبرة شباب وشابات متخصّصون بفنون التقديم والطهي، من خلال خدمة الصالات بنظامي البوفيه المفتوح والوجبات على الطاولات بأسعار تبدأ بـ 1200 ليرة للوجبة الواحدة، وأن أغلب الأعراس التي نخدمها تطلب أكلة المناسف المؤلفة من اللحم والرز و.. مع خدمة التوصيل المجاني.
ويكشف شموط أن سعر أكثر عرس تكلفة من ناحية الطعام كان 300 ألف ليرة سورية، وأن ما يحدّد سعر التكلفة هو عدد المعازيم للعرس الواحد.
دي جي ضروري
مدير عام شركة سابا للصوت والإضاءة وDG: عادل سابا قال: تتخصّص شركتنا بتجهيز الحفلة من ناحية الصوت والإضاءة والموسيقا بحسب رغبة العروسين، فمنهم من يطلب أجهزة صوت دون صورة أو العكس، وإننا نمتلك كادراً كاملاً مؤلّفاً من مهندسين ومتخصّصين في الإضاءة والصوت، ولقد كانت هذه الخدمة سابقاً كمالية، واليوم هي ضرورية لإنجاح أي حفل بعد أن نقدّم للزبون المقترحات ويقوم هو باعتمادها.
عرس في السيارة
اعتادت العائلات السورية أن تقيم زفّة للعروسين بالسيارات على اختلاف أنواعها، على أن تكون سيارة العروسين غريبة وفارهة نوعاً ما، وأن تكون مزيّنة بالإكسسوارات والورود الدّالة على أنها للعروسين.
هذه الخدمة أفضت لوجود شركات تتخصّص بتأجير سيارات الزفّة مع تزيينها، ولا ترفض هذه الشركات تأجير أكثر من سيارة لعرس واحد، كما جرت العادة في بعض الأعراس التي ضمّت إضافة لسيارة العروسين موكباً من 5 سيارات أخرى من النوع نفسه.
يقول أحمد قبلان من مجموعة شموط التجارية:
إن أجرة سيارة من نوع هوفر ليموزين تصل إلى 50 ألف ليرة في اليوم الواحد، وأن سعرها الكامل 2.800 مليون ليرة سورية، وأن فخامة العرس تحدّد غالباً نوع وزينة السيارة التي يُزفّ العروسان، واليوم نؤجّر السيارة هذه بـ 15 ألف ليرة، بعد أن يدفع العريس 50 ألف ليرة سورية كتأمين، وكذلك نقدّم مع السيارة فضلاً عن الزينة السائق بالزيّ الرسمي، أما إذا رغب العريس في زينة خاصة نقدّمها له ويدفع هو ثمن تصميمها.
ويضيف: يقبل أغلب الناس على السيارات الفارهة لأنهم يريدون إخبار مَنْ حولهم أنهم عرسان، وأن هذه السيارة من موكب العريس، واليوم هذه السيارة ضرورة وليست كمالية.
زواج عالهوا
تقوم شركة النظم الهندسية المؤتمتة بتأمين شاشات عرض عملاقة "LCD dis play" لتخديم الأعراس والمناسبات من خلال النقل المباشر لوقائع الحفلات، هذه الخدمة الوليدة عرفت طريقها إلى سوق الأعراس جيداً رغم ارتفاع آجارها في الساعة واليوم.
عمار غميان من شركة النظم المؤتمتة أكّد: أن استخدام شاشات العرض في المناسبات يشهد إقبالاً ملحوظاً يوماً بعد يوم رغم ارتفاع ثمن استخدامها، والذي يصل يومياً إلى 200 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً وأحجاماً مختلفة من الشاشات تغطّي الحفلات والمؤتمرات، وأغلبها بحجم 4 أمتار طول، و3 أمتار عرض "المساحة 12م2"، ويستغرق تركيبها يوماً كاملاً، وهناك أحجام عملاقة تصل إلى 50 متراً في الطول ومثلها في العرض.
في كل عرس لها قرص
وفي الانتقال إلى بطاقات الأعراس التي لا يخلو كل عرس من استخدامها في دعوة "المعازيم" لحضور الزفاف، فإن هذه الخدمة تقوم بها شركات متخصّصة في سورية من خلال الإنتاج والتصاميم الفريدة، والتي يتباهى بها ذوو العريس، ويكون شكلها خلاصة اتفاق بين العروسين أحياناً وبين أم العروس وابنتها أو بين العريس وأمه أحياناً أخرى، أو بين كل أفراد العائلة، ولـ شركة طارق بن زياد العالمية TBZ لها باع طويل في موضوع تأمين بطاقات الأفراح الشعبية، والمتوسطة والفاخرة، التي تشهد إقبالاً كبيراً على كل أصنافها وباختلاف مسمّياتها نظراً لأهمية هذا المنتج في كل عرس، والذي بشكله يعكس مدى فخامة العرس ومدى رقي مَنْ يمثله.
مدير العمليات الإنتاجية في شركة طارق بن زياد العالمية TBZ علاء نشوقاتي يقول: يُقبل معظم مَنْ يشتري كرت فرح على البطاقات التي يتراوح سعرها بين 50 ليرة و70 ليرة، وهذا بالنسبة لنا يصنّف ضمن السعر الوسط، ونحن نخدّم الزبائن بأسعار بطاقات تتراوح بين الليرة السورية الواحدة والألف ليرة، بإنتاج ما يعادل 200 طن من الكرتون الخام شهرياً ويقدّر بـ 5 ملايين بطاقة متنوّعة، ليصنّف فيما بعد بأسعار مختلفة، وأن أكثر بطاقاتنا مبيعاً هي من سعر الليرة الواحدة.
عرس حمصي
مديرة شركة أبو الشامات في حمص لتخديم الأعراس إيمان صابر أبو الشامات قالت: نقرأ أفكار العريس ونساعده على تطبيقها على أرض الواقع، من فرش وديكور وإضاءة وورود وفرش للطاولات داخل الصالة حسب الطلب، ونقوم أيضاً بتزيين الصالة بابتداع تصاميم فريدة ومميّزة وتتخصص بفقرات استقبال العرسان قبل دخولهم الصالة والموسيقا والزفّة والفقرات التي تتم أثناء الحفل داخل الصالة، يمكنني بذلك القول إننا ننظّم العرس من الألف إلى الياء.
وترى أبو الشامات أن تكاليف العرس في المحافظات أقل منه في دمشق، لأن كل شيء أغلى هناك من اليد العاملة والصالات والفرش وغيرها، وتقول: تسعى شركتنا للخدمة الاجتماعية، والعريس غالباً ما يحدّد تكلفة العرس بين خمسين ألف ليرة وما فوق، حسب الخدمات التي يريد تزيين عرسه بها، والخدمة الاجتماعية ـ على حدّ قول أبو الشامات ـ تتمثل في تشغيل شركتها لأيدٍ عاملة من الجنسين تنمّي عندهم الذوق الفني وتضم خيّاطين وحدّادين وشكّاكين وفرق استقبال إضافة إلى رقص شعبي.
وكوننا موجودين في حمص تمكّنا من مدّ ذراع خدماتنا إلى المحافظات المجاورة لتخديم المناسبات فيها، علماً أن التكلفة للأعراس ترتفع شتاءً وتنخفض صيفاً، مثال: الورود لأنها قليلة في الشتاء وبالتأكيد يكون سعرها أكبر عكس الصيف.
تعتبر أبو الشامات أن ماديات العرس لا تعني عرساً جميلاً أو متكاملاً بقدر ما يكون العروسان مع الأهل موحّدين معنوياً، لأن الإلفة والمحبة هما ما يحكم نجاح العرس أو فشله.
غرفة الدخلة
في الانتقال إلى غرفة العرسان، فإن شركات عديدة بالمفروشات تخصّصت بهذه المهمّة، ومنها شركة الهدى للبياضات التي تقدّم حلولاً وأدوات تزيّن غرفة العروسين، من المسبل إلى البرنص والبشكير والفراش بأسعار وأشكال عديدة، بماركات محلية وأجنبية من تركيا وماليزيا. بحسب ما يقول مسؤول المبيعات في شركة الهدى للبياضات شادي العيطة: إن مبيعاتنا مستمرة طوال العام، وإننا نعطي الزبون حرية اختيار القوالب والتصاميم الموجودة لدينا، ونقوم أيضاً بتفصيل ما يرغبه العروسان إذا كان لديهما تصميم عرائسي معين بأسعار متفاوتة، تبدأ بـ ستة آلاف ليرة للبرنص، وسبعة آلاف للبشكير، وألف وثلاثمئة تقريباً للمنشفة وغيرها.
تكاليف العرس عند الطبقتين
يخلو العرس عند العائلة المتوسطة الدخل من بعض فقرات العرس المجمّلة في السابق، حيث ترى هذه العائلة أن لا حاجة لها لشاشة بلازما تنقل وقائع الحفل ولا حاجة لها لكرت أفراح فاخر، وتكتفي بالمتوسط أو العادي الذي يتراوح سعره بين الليرة الواحدة والأربعين ليرة، مع عدم الحاجة لأجهزة صوت وإضاءة، ودي جي والاكتفاء بواحدة فقط في صالة رسومُ حجزِها معقولة يتم فيها التصوير بأجرة نحو 10000 ليرة، مع أجار سيارة لزفّة العروسين بنحو 25 ألف ليرة "طيلة أيام الحفل"، إضافة إلى قوالب الكاتو التي تعدّ كمالية وليست ضرورية، وغالباً ما يُستعاض عنها بالمأكولات الشعبية المعتادة، كالأرز واللحم وغيرها، بنفقات تقدّر بـ 100 ألف ليرة، وكذلك فستان العروس الذي يقارب سعره 50 ـ 100 ألف ليرة، وبهذه الأسعار التقريبية تكون كلفة العرس للعائلة المتوسطة الدخل نحو 250 إلى 300 ألف ليرة، دون ثمن ذهب العروس الذي غالباً ما يكون ضمن المهر والمقدّر بـ 150 إلى 400 ألف ليرة سورية.
في حين تسعى العائلات في الطبقات الغنية أو الميسورة للإتيان بكل الكماليات في الفقرات السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يتمّ الحفل دون ديكور أو دي جي أو ورود وزفّة تليق بالعروسين، مع الأكل الفاخر والكاتو المميّز والصالة الراقية وطريقة الزفّة الملائكية، وإلى ما هنالك لتصبح نفقة العرس كاملاً من 500 ألف ليرة وما فوق.
محمد بسيكي
المصدر:مجلة الاقتصادي
إضافة تعليق جديد