انخفاض في البورصة المصرية بسبب المخاوف على صحة مبارك
تراجعت اسعار الاسهم في البورصة المصرية وسجلت هبوطا عد الاكبر من نوعه منذ كانون الاول /ديسمبر الماضي، واعاد محللون ماليون اسباب هذا الانخفاض الى الاشاعات والمخاوف التي انتشرت حول صحة الرئيس المصري حسني مبارك وعدم ظهوره العلني بعد اجرائه عملية جراحية في المانيا في السادس من الشهر الجاري.
وانخفض مؤشرالبورصة المصرية ( اي جي اكس-30 ) بنسبة 3.84% عند الاقفال في تعاملات يوم الاثنين بعد ان سجل امس الاحد انخفاضا بنسبة 2.40% .
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن خبير في احدى اكبر شركات التداول المالي في القاهرة طلب عدم ذكر اسمه تأكيده: "ثمة حالة من الترقب تسود سوق تبادل الاسهم، وبشكل خاص بين المستثمرين المصريين بسبب القلق المتعلق بصحة الرئيس مبارك".
وعادة ما تؤثر الاخبار حول صحة الرئيس المصري في الاسواق المالية المصرية، اذ شهد عام 2004 انخفاضا مماثلا عندما اجرى مبارك عملية جراحية في الظهر.
ويرى بعض المحللين والمتعاملين في البورصة المصرية ان الانخفاض سيتواصل ما لم يظهر الرئيس المصري على شاشة التلفزيون بشكل مباشر.
ونقلت وكالة رويترز عن خالد عبد المجيد الشريك في ادراة شركة (MENA ) الاستثمارية في لندن قوله : "اذا حدث شيء فعلا لحسني مبارك، اشك في قدرة الاسواق على تجاوز الفجوة حتى يتوضح من سيخلفه وماهي درجة اهليته وكفاءته".
وفي ذلك اشارة واضحة الى ربط بعض المحللين مثل هذا الانخفاض بالتوقعات للمرحلة القادمة والمخاوف من عدم الوضوح المرتبط بمن سيخلف الرئيس مبارك وطبيعة سياسياته العامة والاقتصادية على وجه الخصوص.
وتثار في الاوساط المالية العالمية اسئلة حول استمرارية برنامج تحرير الاقتصاد الذي بدأته السلطات المصرية عام 2004.
وفي هذا الصدد يرى ريتشارد فوكس رئيس فريق الشرق الاوسط وافريقيا في شركة "فيتش ريتنج" : "اعتقد يمكننا ان نفترض درجة عالية من الاستمرارية (في البرنامج)، بيد ان ذلك لا يعني القول بانه لا يكون هناك بعض الترقب (اللايقينية) عندما يحدث الامر، كما ان سرعة مسار الاصلاح ستتباطئ عندما يحاول الرئيس الجديد تحسين شعبيته او تحسين مصداقيته".
وفي سياق مديونية مصر سيراقب محللو المديونية سياسات خليفة الرئيس لانها يمكن ان تؤثر على قدرة ورغبة الدولة المصرية في تخفيض الانفاق وتسديد ديونها.
على الرغم من ان مصر ذات مديونية خارجية متواضعة نسبيا، وتعادل حوالي 14% من اجمالي دخلها القومي في منتصف عام 2009 طبقا للاحصاءات الحكومية المصرية.
واذا كانت مصر قد شهدت خلال الازمة المالية العالمية خلال النصف الاخير من عام 2008 سحب عدد من المستثمرين لعدة مليارات من الدولارات من ارصدتهم في مصر لتغطية مواقعهم في اسواقهم الام، فان البنك المركزي المصري قد رد لتغطية هذه الحركة بالسحب من احتياطياته.
وقد قفزت هذه الاحتياطيات ثانية لتصل الان الى 34 مليار دولار.
وعلى الرغم من عدم معرفة خليفة مبارك، بيد ثمة اشارات ضعيفة الى ان المستثمرين الاجانب قد يقومون بايقاف استثماراتهم المباشرة او في السندات التجارية .
وكان الرئيس المصري البالغ من العمر 81 عاما قد اجرى عملية جراحية في المرارة في المستشفى الجامعي في مدينة هايدلبرغ الالمانية.
وقد انتشرت هذه المخاوف في الاوساط المالية المصرية على الرغم من اعلان الفريق الطبي الذي اجرى العملية الجراحية للرئيس المصري نجاح العملية وانه يتعافى بشكل جيد من اثار العملية الجراحية التي اجريت لمرارته.
بيد ان الرئيس مبارك لم يظهر علنا او في التلفزيون منذ ان اجرائه الجراحة قبل حوالي اسبوع كما لم تنشر اي صورة له في المستتشفى ولم يعلن كذلك عن موعد عودته المتوقع الى القاهرة.
وقد خرجت جريدة الدستور المصرية المعارضة بعنوان كبير يقول" مصر تنتظر صورة الرئيس مبارك من المانيا!!". بينما قال مذيع في التلفزيون الرسمي المصري ان مبارك سيقوم "قريبا" بتوجيه خطاب الى الشعب المصري عبر التلفون من غرفته في المستشفى.
ويجلس الرئيس مبارك على سدة الرئاسة في مصر منذ 29 عاما، ومن المتوقع ان تنتهي ولايته الرئاسية في عام 2011 الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية المصرية التي لم يعلن مبارك بعد اعتزامه ترشيح نفسه لولاية سادسة فيها.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد