انزعاج أميركي من صفقتي طائرات إسرائيلية لروسيا
وبّخت الولايات المتحدة إسرائيل على الصفقة التي أبرمتها الصناعات الجوية الإسرائيلية مع الجيش الروسي لتزويده بطائرات من دون طيار. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذا التوبيخ قد يقود إلى إلغاء صفقة جديدة سوف تبرم مع روسيا.
وأوضحت صحيفة «معاريف» أن التوبيخ الأميركي جاء على لسان وزير الدفاع روبرت غيتس في حديث مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حول صفقة الطائرات من دون طيار التي أبرمت بين روسيا وإسرائيل في العام الماضي.
وكانت سلطة تطوير الوسائل القتالية الاسرائيلية المسماة «رفاييل» قد أعلنت في العام الماضي عن إبرام اتفاق كان الأول من نوعه لتزويد روسيا بخمس طائرات من دون طيار من طراز «بيرد إي» في مقابل خمسين مليون دولار. وفي حينه أبدت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان امتعاضهما العميق من الصفقة. وشدد الأميركيون في اتصالاتهم مع الإسرائيليين على أنه كان ينبغي على إسرائيل أن تتشاور مع واشنطن حول الصفقة قبل إبرامها، وتنسيق مثل هذه الأمور معها بشكل دائم. وقاد هذا النقد الأميركي للصفقة إلى تأخير مهم في تسليم الطائرات من دون طيار، رغم أن الصفقة تمت بعد مصادقة وتشجيع من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وفي هذه الأيام، ووفق منشورات غير إسرائيلية، تدير إسرائيل مفاوضات مع روسيا لتزويدها بطائرات كبيرة من دون طيار من طراز «هارون». وتعتبر هذه الطائرات أكثر تطورا من تلك التي بيعت لروسيا في العام الماضي. وبحسب هذه المنشورات فإن روسيا ترغب بشراء عشرات الطائرات من هذا الطراز بقيمة 150 مليون دولار، لكن بسبب الانتقادات الأميركية السابقة، ليس واضحا إذا كانت صفقة كهذه يمكن أن تبرم. والأهم أن «معاريف» أشارت إلى أن القلق من عدم إبرام الصفقة يعود إلى التوتر الشديد القائم في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب هذه الأيام.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق للضغوط الأميركية على إسرائيل في قضايا التسلح أن قادت إلى إلغاء العديد من الصفقات التي كانت الشركات الإسرائيلية ضالعة فيها. وكانت الولايات قد أجبرت إسرائيل في العام 2000 على إلغاء صفقة هائلة بين إسرائيل والصين لتزويد الأخيرة بطائرات تجسس من طراز «فالكون» التي تنتجها الصناعات الجوية الإسرائيلية رغم أن الصفقة كانت قد أبرمت. وكانت إسرائيل قد وضعت الإدارة الأميركية في تفاصيل المفاوضات الجارية مع الصين بهذا الشأن.
وقبل بضعة أشهر أجبرت الولايات المتحدة إسرائيل على إخراج شركة الصناعات الجوية من مناقصة دولية لتزويد الهند بطائرات مقاتلة بالشراكة مع شركات أوروبية. وقالت «معاريف» إنه رغم ذلك فإن التعاون العسكري بين إسرائيل وروسيا في ازدهار، حيث إن الروس معنيون جدا بمشاريع تحديث أجهزة عسكرية وبيعها لدول أخرى. وبين المشاريع الكبرى التي يجري الحديث عنها بين البلديــن مشــروع بيع الهند ثلاث طائرات فالكون أخرى بقيمة مليار ونصف مليار دولار.
وتعتبر الهند من بين أهم شركاء إسرائيل في مجال تجارة المعدات العسكرية، حيث تم في العام 2004 إبرام أول صفقة لتحديث طائرات روسية قديمة من طراز «أليوشن»، وضعت عليها الصناعات الجوية الإسرائيلية أجهزة تجسس تجعل منها وحدة متكاملة للرقابة العسكرية الجوية المستقلة. وفي حينه بلغت قيمة تلك الصفقة 1,1 مليار دولار. وتم تزويد الهند بطائرة وستصل الطائرة الثــانية خــلال الأسـابيع المقبلة.
ومن المهم الإشارة إلى أن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي برئاسة تساحي هنغبي قامت بزيارة لموسكو بغرض إجراء حوار استراتيجي مع القيادة الروسية. وقال أحد أعضاء اللجنة ان الأمر «يتعلق بخطوة استراتيجية لم تقم إسرائيل بمثلها في السابق إلا مع الولايات المتحدة. وهدفنا تطوير أكبر قدر ممكن من المصالح المشتركة والعمل من أجل تقريب السياسة الخارجية الروسية من المصالح الإسرائيلية».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد