ضمن إطار مشروع مغني الأوبرا السوريين أمسية غناء أوبرالي مميزة
يحتاج مغني الأوبرا لتدريب مستمر ولمتابعة على مستوى إخراج الصوت وعلى مستوى الأداء والحضور على الخشبة..
ومن هذا المنطلق، يندرج مشروع مغني الأوبرا السوريين الذي نظمته دار الأسد للثقافة والفنون على مدار سنة كاملة بإدارة السيدة «آراكس شيكيجيان» لتقديم فرصة متابعة التدريب لخريجي قسم الغناء في المعهد العالي للموسيقا ممن يرغبون في احتراف الغناء الأوبرالي والوصول إلى المستوى العالمي..
مساء الخميس الماضي، شهدت دار الأسد للثقافة والفنون نتيجة أولية لهذا المشروع، أحيا من خلالها كل من المغنين: (لونا محمد، شادي علي، لينا شماميان) أمسية غناء أوبرالي لمجموعة من أغاني الأوبرا المشهورة عالمياً بأصوات بدت قادرة على الأداء الأوبرالي، رغم حداثة تجربتهم في هذا المجال..
تفاوتت النتائج بين المغنين الثلاثة وبقي البيانو المرافق للغناء أرضية صلبة للصوت الأوبرالي مع القطع الموسيقية التي أداها «فادي جبيلي» على البيانو.
حقق المغنون برفقة العازف حضوراً مميزاً في صالة الدراما من خلال مفاجأة الجمهور بالانسجام مع هذا النمط الغنائي الذي تتم تأديته بأصوات سورية..
يعتبر هذا الحفل بمثابة عرض لنتائج عمل سنة واحدة من برنامج يفترض أن يمتد على مدى خمس سنوات، مع العلم أن هنالك خطة لتوسيع المشروع ليشمل الغناء الشرقي أيضاً.
وفي تصريح خاص لجريدة «بلدنا»، أكدت المغنية السورية «لونا محمد» -الحاصلة على دبلوم في الغناء الكلاسيكي من المعهد العالي للموسيقا في دمشق وهي من المغنيات الأساسيات في كورال الحجرة التابع للمعهد، ولها مشاركات كثيرة في حفلات وتسجيلات وعروض مسرحية داخل وخارج سورية- على أهمية هذه التجربة بالنسبة إلى المغنين السوريين، وقالت: «هذه الفرصة مهمة جداً لنا كمغنين سوريين، ولولاها لكانت المشاريع فردية.. هدف المشروع تجهيز كوادر لتشكيل فريق قادر على حمل مسؤولية أوبرا كاملة.. الآن وبعد ظهورنا هذا كنتيجة أولى، سيتهافت الخريجون للعمل في هذا المشروع وصولاً إلى أوبرا سورية متكاملة العناصر..»
عن آلية العمل تقول «محمد»: «كنا نعمل يومين في الأسبوع لمدة سنة كاملة، وكان لكل مغنٍ وقته الخاص للتدريب. أخذنا خبرة من خبيرة لها تجربة مهمة طويلة في التدريس والغناء، بالإضافة إلى قدرتها على إخراج طاقة كل مغنٍّ في المكان الصحيح.. فرصة العمل مع مدام آراكس فرصة مهمة جداً كونها تنتج مغنين.»
وبثقة تؤكد لونا محمد، أن التجربة عندما تكتمل ستكون تجربة قادرة على إيصال المغني السوري للعالمية، وخصوصاً بوجود مدام آراكس تقول: «عملت مع المدام آراكس من السنة الثالثة وأنا في المعهد العالي للموسيقا، عرفت معها معاني الغناء وأهميته..
إنها تطعمنا الغناء وتتبنى أي طالب لديه «القدرة» محاولةً معه صنع المستحيل..
هي كخبيرة تحف أو مجوهرات تنفض الغبار عن تحفها وتعرضها بأبهى الحلى».
أما عن المقطوعات التي قدمتها محمد تقول: «بطبقة الـ « سوبرانو ليريك» أديت مجموعة من المقطوعات منها:
شخصية «كيروبينو» من أوبرا زواج فيغارو، وهو دورغنائي مصمم لصبي وليس لفتاة لكن بصوت سوبرانو.. أما القطعة الثانية، فهي «بامينا» من «الناي السحري» لموزارت.. والقطعة الثالثة هي أوبرا «لاوريتا» لـ بوتشيني..»
أخيراً..
إنها خطوة أولى على سلم النجاح، إنها بمثابة تعريف للمتلقي السوري، تعريف ناجح وصل إلينا من خلال جهد ملموس، وحضور لافت لا يستهان به..
يذكر أن آراكس شيكيجيان المشرفة على المشروع وعلى المغنين الذين قدموا الحفل هي: مغنية سورية وعالمية حاصلة على ماجستير في الغناء الأوبرالي وفي تدريس الغناء الكلاسيكي من كونسرفتوار غوميداس في يريفان أرمينيا وحازت الميدالية الذهبية في مسابقة ربيع نيسان 1991 في كوريا وهي خبيرة الغناء الأوبرالي في دار الأسد للثقافة والفنون منذ عام 2009. تلبي عدة دعوات لإقامة ورشات عمل لتدريب مغنين في أوركسترات سيمفونية في عدة دول، اعتاد المغنون المحترفون وغير المحترفين في سورية وفي الدول المجاورة على التوجه إلى مدينة حلب للحصول على ساعات تدريب بإشرافها إلى أن قررت الانتقال إلى دمشق منذ عام 2008.
أوبرا من سورية
¶ لبانة قنطار حاصلة على دبلوم في الغناء الأوبرالي من المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وهي أول مغنية أوبرا سوريّة، وأول مغنية أوبرالية عربية تشارك في مسابقات عالمية للغناء الأوبرالي، حصلت على جائزة الجمهور الأولى والجائزة الرابعة في مسابقة الغناء الأوبرالي العالميّة «بلغراد 1996م»، كما حصلت على الجائزة الخامسة في الغناء الأوبرالي في مسابقة الملكة إليزالبيت- بلجيكا2000م.
¶لينا شاماميان بدأت الغناء في سنّ مبكرة، وقامت بأول حفلة لها في سن الخامسة، وانتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا. حصلت على جائزة الشرق الأوسط من إذاعة مونت كارلو عام 2006. مثلت سورية في عدد من المهرجانات، وفازت بعدد من الجوائز. وبالإضافة إلى دراستها الغناء الكلاسيكي، اهتمت أيضاً بألوان موسيقية مختلفة، مثل الجاز والموسيقا الأرمنية والموسيقا الشرقية، فانعكس هذا المزيج على أسلوبها في الغناء.
¶سوزان حداد تمتلك مساحات كبيرة جدا كمغنية أوبرا وشرقي، شاركت في عدة حفلات في أنحاء العالم .
وأيضاً هناك: رشا رزق، وعد بو حسون، بيير خوري، سعيد الخوري.
سماح القتال
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد