مجازفو الدراما بين المخاطرة وضعف الامكانات
المجازفون في الدراما هم الممثلون الذين ينفذون مشاهد المعارك والقتال والأحداث الخطرة في المسلسلات. وعلى رغم أن بداية الاستعانة بهم في سورية بدأت مع المخرج السوري نجدت أنزور الذي استعان بمصممي ومنفذي معارك عالميين مثل غرايم غروذر الذي صمم معارك أهم الأفلام السينمائية العالمية مثل «قلب شجاع» و «آخر ساموراي»، ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه المهنة محلية خالصة بتأسيس فريق للمجازفين السوريين قبل ست سنوات.
مؤسس الفريق جمال الظاهر الذي بدأ بستة مجازفين، أصبح لديه الآن ما يفوق خمسين مجازفاً. ويصف الظاهر مهنته قائلاً: «المجازفة هي تنفيذ الحركات التي لا يستطيع الإنسان العادي تنفيذها سواء كان ممثلاً محترفاً أو كومبارساً، لما تحويه من مخاطر ولما تحتاجه من مهارة خاصة. وعن اقتصار عملهم كفريق على مفهوم «الدوبلير» أو الممثل البديل، يقول الظاهر: «في البداية اقتصر عملنا على «الدوبلير» ولكن مع مرور الوقت وتراكم الخبرة أصبح عملنا ينقسم إلى قسمين: الأول خلف الكاميرا والثاني أمامها، خلف الكاميرا يتمثل بالتدريب المتواصل ومتابعة الإنتاجات العالمية والتعلم من الآخرين، أما أمام الكاميرا فلا يقتصر دورنا على «الدوبلير»، إذ ننفذ المعارك ونصممها، وفي بعض الأحيان نأخذ دور المصور، فنصوّر في الأماكن الخطرة مثلاً من على ظهر الخيل أو في المشاهد القريبة من المعارك».
فهل يعتبر المجازفة حرفة أم فن؟ يجيب الظاهر: «المجازفة هي فن وحرفة معاً، فهي تحتاج للياقة البدنية والجرأة والفن والالتزام والانضباط. وعلى رغم أننا حاولنا ضم بعض الرياضيين إلى الفريق، لكن هذه المحاولات في معظمها باءت بالفشل لافتقار هؤلاء للجانب الفني في هذه المهنة».
وصل عدد الأعمال التي شارك فيها فريق المجازفين إلى ما يزيد عن 350 عملاً منذ تأسيسه، وعلى رغم ذلك يرى قائد الفريق جمال الظاهر أنهم لم يلقوا التقدير الكافي، بداية من التقدير المعنوي من القائمين على الدراما، مروراً بالأجور التي مازالت منخفضة مقارنة مع المجازفين في العالم، انتهاءً بالتغطية الإعلامية من مختلف الوسائل، ويضيف: «لا ننكر أن بعض المنتجين والمخرجين يقدر عملنا مثل نجدت أنزور وباسل الخطيب وحاتم علي وعماد ضحية وصلاح طعمة وغيرهم، إلا أن كثراً يتعاملون معنا بطريقة لا تمت للحرفية والمهنية بصلة، وتصل في بعض الأحيان إلى ما يشبه البيع بالكيلو».
بحكم مشاركته في أعمال عالمية من أهمها فيلم «شفرة دافنشي» عام 2005، كيف يرى الظاهر المقارنة بين التجارب العالمية والتجارب المحلية؟ «مشاركاتي العالمية كثيرة إذ شاركت بإعلان «بيبسي» مع النجم الإنكليزي ديفد بيكهام، وإعلان «جيليت» مع نجم التنس روجر فدرير، وسواهما من المشاركات حول العالم. الفوارق كبيرة على الصعد كافة، بخاصة المعنوية منها. فالتقدير الذي تلقيناه في هذه المشاركات يجعلنا نعيد حساباتنا في المشاركات المحلية، وطبعاً الفوارق شاسعة على المستوى المادي فما تقاضيته في عشرة مشاهد في أوروبا يعادل ما أتقاضاه عن مسلسل كامل في العالم العربي».
وعن مشاركته العربية يقول: «لدينا كفريق عدد كبير من المشاركات العربية، ولكن بشكل شخصي شاركت في تجارب عدة، منها «دوبلير» في فيلم «ابراهيم الأبيض»، إضافة إلى تصميمي فيديو كليب ملحم زين الأخير «غيبي يا شمس» الذي نفذته باقتباس من فيلم «300»، وفيديو كليب هيفاء وهبي «أنت تاني» الذي اقتبسته أيضاً من فيلم «غلادياتير». وكل من شاهد هذه الكليبات كان مقتنعاً تماماً أن من صممها ونفذها أجانب، في حين أننا كنا وراء هذه الأعمال، وطبعاً هذا يزيدنا ثقة بأنفسنا، فنحن نعتبر حالياً الفريق شبه الوحيد في الساحة العربية».
ويشارك فريق المجازفين حالياً في عدد كبير من الأعمال الدارامية العربية التي ستعرض في رمضان المقبل، منها السورية «ما ملكت أيمانكم»، «القعقاع»، «ذاكرة الجسد»، «أبواب الغيم»، «باب الحارة»... ومنها المصرية مثل «كليوباترا»، «السائرون نياماً»، «كنت صديقاً لديان» وسواها من الأعمال. وآخر المشاريع التي تستحوذ على اهتمام قائد الفريق وبعض أعضائه الأساسيين هو المشاركة في برنامج get talent الذي سيعرض على شاشة «ام بي سي»، ورُشّح عبره الظاهر إلى المرحلة الثانية التي ستقام في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
غيث حمور
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد