أفريقيا ساحة للصراع الدبلوماسي بين إيران وإسرائيل

13-07-2010

أفريقيا ساحة للصراع الدبلوماسي بين إيران وإسرائيل

تمثل القارة السمراء 53 صوتاً في الامم المتحدة. ولهذا فهي تشكل «ساحة صراع دبلوماسي»، بين إيران وإسرائيل، لا يرتقي إلى مستوى «المزايدة»، ولكن الجانبين يسعيان، بشكل حثيث، إلى مغازلة أفريقيا، بكل الوسائل المتاحة، سواء الأمنية أو التجارية.
ويوفد كلا الجانبين السياسيين ورجال الأعمال إلى الدول الأفريقية، في مسعى لتوثيق العلاقات أو إبرام الصفقات، أكانت صفقات تسلّح أو اتفاقيات تعاون زراعي أو وعود ببناء سدود أو التنقيب عن النفط.
ويستبعد المحللون أن يرتقي التنافس بين إيران وإسرائيل إلى المستوى الذي شهدته الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث خاض الطرفان حروباً بالوكالة في القارة السمراء.
وشرح الباحث في «مجموعة أوراسيا» فيليب دو بونتيه أن «أرض المعركة الأساسية هي الأمم المتحدة، حيث لأفريقيا 53 صوتاً، يمكن أن تحدث فرقاً»، مستبعداً أن يتخذ التنافس «شكل المناقصة»، لكنه أكد أن كلا الجانبين «ينتهجان دبلوماسية المال، سواء عبر الاستثمارات أو مشاريع المساعدات».
وبالفعل، عندما عقد مجلس الأمن جلسته للتصويت على العقوبات ضد إيران، صوّتت ثلاث دول أفريقية من أصل الدول 15 ذات العضوية في المجلس، لصالح فرض العقوبات، هي الغابون ونيجيريا وأوغندا.
ومع ذلك، زار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الأسبوع الماضي، نيجيريا، التي تعد الزبون الأكبر إفريقياً للصادرات الدفاعية الإسرائيلية. وقبلها كان في مالي، حيث وعد الإيرانيون ببناء سد للمياه. كما أن نجاد يمنح «أفريقيا أولوية في سياسة بلاده الخارجية». وقبل التصويت في مجلس الأمن، زار نجاد أوغندا حيــث قدم العروض النفطية، كما كان زائراً دائماً للسـنغال التي يعتبرها «بوابة إيران إلى أفريقيا»، وحيث بنى الإيرانيـون مصنعاً لإنتاج سيارات الأجرة.
وقالت الباحثة في جامعة «جون هوبكينز» سنام فاكيل أن «إيران تستخدم فعلاً بعض الدول الأفريقية من أجل موازنة عزلتها، وبعدها النفاذ إلى أسواقها»، وهي «استراتيجية قد لا تكون بالضرورة ناجحة، ولكن الإيرانيين براغماتيون. وسياسة الحصول على ضمان، قد تفلح ذات يوم».
الإسرائيليون أيضاً شنوا حملة «لاستقطاب» دول القارة. ففي زيارة على أعلى مستوى منذ عقود، قام وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، برفقة عدد من رجال الأعمال، بجولة شملت خمس دول أفريقية في أيلول، بهدف حشد التأييد الدبلوماسي وعقد الصفقات التجارية، في مجالات الصحة والزراعة والتنقيب والأمن والاتصال.
وقال الباحث في مؤسسة «ستارتفور» للتحليل الاستخباراتي مارك شرودر «إنها معركة من أجل تطويق العمليات أو المجموعات التي قد تُستخدم ضدهم» أي الإسرائيليين. في بالهم، المتشددون الصوماليون، في شرقي أفريقيا، والجاليات اللبنانية المنتشرة في غربي القارة.
وقال رئيس المؤتمر اليهودي الاميركي جاك روزن، أن «الولايات المتحدة وإسرائيل لم تأخذا الخطر الإيراني في أفريقيا بجدية كافية»، مضيفاً «لا نريد أن نراها تصبح أرضاً خصبة للتطرف، ولذلك تشكل إيران مشكلة»، وإن أشاد بتصويت القادة الأفارقة مع العقوبات ضد إيران.
ووصلت الصادرات الإسرائيلية لأفريقيا في 2009 لأكثر من مليار دولار وكانت الواردات الأفريقية إلى إسرائيل حوالي 1.5 مليار دولار. ووصلت الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى أفريقيا، في الأشهر التسعة الأخيـرة من 2009، إلى نحو 230 مليون دولار.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...