هل تؤثر اللغة في التفكير؟
أظهر بحث معرفي جديد أن اللغة التي نتحدث بها لا تعكس أو تعبر عن أفكارنا وحسب، بل تحدد الأفكار التي نود التعبير عنها، كما أشار البحث إلى أن التراكيب اللغوية الموجودة في لغتنا تحدد طريقة بنائنا للحقيقة.
فقد قالت البروفيسورة في علم النفس بجامعة ستانفورد ليرا برودويتسكي في مقالها بصحيفة وول ستريت جورنال إن قضية تحديد اللغة لطريقة التفكير تعود إلى قرون عدة، فقد اعتبر الإمبراطور الروماني شارلمان أنه "إذا كنت تتحدث بلغة أخرى فإنك تملك روحا ثانية".
غير أن تلك الفكرة لم تتلق استحسانا لدى العلماء خاصة عندما ذهب عالم اللسانيات نعوم تشومسكي في نظرياته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى أن ثمة قواعد عالمية لجميع اللغات الإنسانية، وعليه فإن اللغات لا تختلف بعضها عن بعض كثيرا.
وبما أن الاختلاف يسير بين اللغات –حسب تشومسكي- ليس من المنطق أن نقول إن الاختلافات اللغوية تؤدي إلى الاختلاف في التفكير.
ولكن البروفيسورة سردت بعض نتائج البحث التي تكشف عن مدى تأثير اللغة في التفكير، منها:
- الروس الذين لديهم مفردات كثيرة للتعبير عن لون الأزرق الفاتح والغامق أكثر قدرة على التمييز البصري لظلال الأزرق.
- بعض القبائل المحلية التي تستخدم مفردات الشمال والجنوب والشرق والغرب بدلا من اليمين واليسار تتمتع بمساحة أكبر للتعبير عن التوجه المكاني.
- قبيلة البيراها البرازيلية التي تتحاشى استخدام الأرقام للتعبير عن "القليل والكثير" لا تستطيع أن تعبر عن الكميات بدقة.
- وتبين في إحدى الدراسات أن الإسبان واليابانيين لا يستطيعون تذكر الفاعل في الحوادث العرضية مقارنة بالإنجليز، والسبب أن الإسبان واليابانيين يسقطون الفاعل من الجملة مثل "انكسرت المزهرية"، في حين أن الإنجليز يقولون "جون كسر المزهرية".
فاللغة تحدد فهمنا للمكان والزمان والسببية وحتى طريقة التفكير، حسب بحث برودويتسكي.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن وول ستريت جورنال
إضافة تعليق جديد