انفراج في الأزمة بين فنزويلا وكولومبيا

يبدو أن الأزمة الأخيرة بين كاراكاس وبوغوتا في طريقها إلى الحل، بعدما عرض الرئيس الكولومبي المنتخب مانويل سانتوس، خلال مراسم تنصيبه أمس الأول، إجراء «حوار مباشر» مع فنزويلا «في أسرع وقت ممكن»، وهو ما قابله الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بالتأكيد على استعداده للقاء سانتوس خلال الأيام المقبلة.
وكان التوتر بين فنزويلا وكولومبيا قد بلغ ذروته قبل أسبوعين، عندما أعلنت كاراكاس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بوغوتا، بعدما اتهمت حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته ألفارو اوريبي فنزويلا بإيواء معسكرات تدريب لمتمردين كولومبيين يساريين.
وقال سانتوس، خلال حفل تنصيبه، إنه «بالنظر إلى الظروف الحالية، فإنني أرغب في إجراء حوار صريح ومباشر في أسرع وقت ممكن» مع فنزويلا. وشدد سانتوس على أن «لا وجود لكلمة الحرب في قاموسه»، مؤكداً أن كولومبيا لا تريد أن يكون لها أعداء في الخارج. كما أعرب سانتوس عن استعداده للحوار مع المتمردين شرط أن «يوقفوا القتال، ويتخلوا عن عمليات الخطف وتهريب المخدرات»، متبنيا بذلك موقف الحكومة المنتهية ولايتها.
وبعيد خطاب سانتوس، قال تشافيز، في كلمة متلفزة، «إنني مستعد لطي الصفحة والتطلع إلى المستقبل». كما أعرب عن رغبته في لقاء مباشر مع الرئيس الكولومبي المنتخب، قائلاً إنه «في حال كان (سانتوس) غير قادر على المجيء خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة، فأنا مستعد للتوجه إلى كولومبيا للقائه».
وأضاف «إنني مفعم بالإيمان والأمل والرغبة في العمل مع الحكومة (الكولومبية) الجديدة»، لكنه أوضح أنه «في حال كررت بوغوتا الادعاءات بأنّ فنزويلا تؤوي»إرهابيين»، فإن جهود المصالحة ستموت حينئذ. وأعرب تشافيز عن سروره برحيل «الرئيس السابق» أوريبي، وتوجه إليه بالقول: «إذهب إلى الجحيم».
يذكر أن تشافيز كان مدعواً للمشاركة في مراسم تنصيب سانتوس، لكنه اكتفى بإرسال وزير خارجيته إلى بوغوتا لتمثيله في هذا الحفل الذي شارك فيه 14 رئيساً أميركياً لاتينياً، من بينهم رئيس الإكوادور رافاييل كوريا، الذي تشهد علاقات بلاده مع كولومبيا بعض التوتر اثر قصف الجيش الكولومبي معسكرا للمتمردين في الإكوادور في العام 2008.
وبالرغم من هذه اللهجة التصالحية، لم يشأ أوريبي أن يغادر منصبه من دون اتخاذ خطوة تصعيدية جديدة ضد فنزويلا، حيث أقام محاميه خايمي غرانادوس دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تضمنت اتهاماً لتشافيز بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» لدعمه المزعوم للمسلحين في كولومبيا.

المصدر: وكالات