الروائي جوستين غاردر: لو عرفت أن العرب سيهتمون بكتبي لضمّنتها درراً من فلسفتهم
أعرب الروائي العالمي صاحب الرواية الفلسفية الأكثر مبيعاً في العالم جوستين غاردر عن إعجابه الشديد باكتساح روايته العالم العربي، وشدد على أنه لو عرف أنها ستحظى باهتمام عربي كبير لكان ضمّنها درراً من الفلسفة العربية، وأشار إلى أن الكثير من الأسئلة الفلسفية العربية والأوربية أبدية وسرمدية
غاردر الذي كتب رواية (عالم صوفي) عن تاريخ الفلسفة عام 1991، لم يكن يتخيل أن تجذب قراءً من غير المتخصصين، إلا أنها أصبحت عام 1995 الرواية الأكثر مبيعاً في العالم، وتُرجمت بعدها الرواية إلى 59 لغة، وبيع منها أكثر من 30 مليون نسخة
وعن بداياته في مجال الكتابة الروائية وهو الفيلسوف المتخصص، قال غاردر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "درّست الفلسفة لمدة عشر سنوات، وفي نفس الوقت بدأت الكتابة الروائية، وبعد أن أنجزت كتاب (لغز السوليتير) في بلدي النرويج، أدركت بأنه من الأفضل أن أتخلى عن تدريس الفلسفة وأتفرغ للكتابة دون أن أتخلى عن خبراتي الفلسفية، بل أخذت تجاربي السابقة كلها لأوظفها في كتابي الأشهر (عالم صوفي)"، وفق تعبيره
وتابع الكاتب الشهير الذي يستضيفه معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في دورته الحالية "لقد بدأت كتابة هذه الرواية كنصوص منفصلة غير ممتعة عن الإنسان والفلسفة والمجتمع والفن وأدرّسها لطلابي، وبعد أن أدخلت قصة فتاة عادت إلى منزلها ووجدت رسائل تنتظرها في البريد الإلكتروني، انطلقت الأفكار لدي لأستجمعها برواية متكاملة"، حسب وصفه
وأضاف "بعد أن بدأت كتابة الرواية توقفت عن التدريس مؤقتاً، وهو الأمر الذي تحوّل إلى توقف دائم بعد أن انتشرت رواية (عالم صوفي) بشكل هائل على مستوى العالم، وحملتني في سفر غير منقطع إلى كافة أنحاء المعمورة لمناقشتها وعرضها". وتابع "عندما كتبت (عالم صوفي) لم أكن أتوقع أن تصبح أكثر رواية مبيعاً في العالم، أو أن تُترجم إلى 53 لغة أخرى، أو أن تحصل على جوائز عالمية. ومن المفارقات أني في البداية أخبرت زوجتي أن هذا الكتاب لن يحقق لنا أي مردود، ولكني سأكتبه، فطلبت مني أن أكتبه بسرعة حتى أتفرغ لكتاب آخر يمكن أن يوفر لنا مردوداً مالياً نعيش من وراءه" حسب قوله
ويطرح غاردر في (عالم صوفي) تساؤلات فلسفية تطال الحياة والوجود من خلال رسالتين أُرسلتا لصوفي، محور هذه الرواية، مضمونهما مختصر ولا محدود في آن معاً، من أنت؟ ومن أين جاء العالم؟، وينطلق غاردر من هذين السؤالين ليغوص عميقاً في تاريخ الفلسفة التي تحمل في طياتها فلسفات انطلقت من نقطة أساسية من هذا الوجود في محاولة للإجابة على هذين التساؤلين
وعن تطور رؤيته الفلسفية والروائية بعد هذا العمل قال غاردر لـ (آكي) "لم أغيّر تفكيري، والشيء الوحيد الذي تغير هو أوضاعي المعيشية، الشهرة والمال" حسب تعبيره
وأكد أنه لو كان يدري قبل عشرين عاماً أن كتابه هذا سيُترجم إلى 59 لغة، لكان كتبه بطريقة مختلفة وقال "لم أكن لأسميه (رواية حول تاريخ الفلسفة)، بل كنت سأسميه (رواية حول الفلسفة الغربية) فقط، وسأضمّنه فلسفات أخرى، كالفلسفة الهندية ودرر الفلسفة العربية وغيرها من الفلسفات التي لم أتناولها، فأنا على يقين أن بعض الأسئلة الفلسفية أبدية وسرمدية، كما سأضمّنه أفضل وأهم سؤال فلسفي معاصر، وهو كيف يمكن أن نحافظ على الحياة في كوكبنا"، حسب قوله
وأعرب غاردر عن إعجابه الشديد باكتساح رواياته العالم العربي، وقال "إنه أمر مفاجئ أن أحصل على هذا الاهتمام من القراء العرب أيضاً على الرغم من أن الفلسفة العربية غنيّة جداً بالتجارب، ولو أني كنت أعرف أن كتبي ستحظى باهتمام عربي كنت لأضمّنها أشياءً عن الفلسفة العربية وعراقتها"، حسب قوله
ويشار إلى أن الأعمال الأخرى لجوستين غاردر، سواء كتبه للأطفال أو رواياته للكبار، مثل (لغز السوليتير) و(من خلال الزجاج) و(على نحو مُظلم) و(فيتا بريفيز) و(ابنة مسؤول الحلبة) و(فتاة البرتقال)، قد أثبتت شعبية كبيرة ونشرت في عدد من البلدان، ونُشر كتابه الأخير (القلعة في جبال البرانس) العام الماضي.
المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء
إضافة تعليق جديد