ليبيا: لا تقدم ميداني وعدد القتلى يصل إلى 10 آلاف
استمرت عمليات الكرّ والفرّ بين الثوار الليبيين ونظام الرئيس معمر القذافي على امتداد خط المواجهة بين مدينتي أجدابيا والبريقة في الشرق، ومدينة مصراتة في الغرب، في وقت بدا الغرب أكثر انفتاحاً على حل سياسي للنزاع، حيث من المتوقع أن يحتل هذا الأمر حيزاً واسعاً في الاجتماع الذي تعقده مجموعة الاتصال حول ليبيا في الدوحة يوم الأربعاء المقبل.
وبدت مدينة اجدابيا، أمس، شبه مقفرة غداة فرار آلاف المدنيين والثوار منها، وذلك اثر شائعات عن هجوم وشيك لقوات القذافي على هذه المدينة التي لا تزال في قبضة الثوار.
وعند المدخل الغربي للمدينة، قال الثوار إن حركة الذعر السائدة ناجمة عن ضربات جوية نفذها حلف شمال الأطلسي في المنطقة، بالإضافة إلى إطلاق القوات الموالية للنظام الليبي صواريخ «غراد»، ما دفع بالمقاتلين والمدنيين إلى الاعتقاد بأن الجيش النظامي وصل الى أبواب اجدابيا، ففضلوا الهروب شرقاً باتجاه معقلهم في بنغازي. وبحسب الثوار، فإن خط الجبهة لا يزال بين المدخل الغربي لأجدابيا ومصب البريقة النفطي وذلك على مسافة 80 كيلومتراً.
وفي الغرب الليبي، قال متحدث باسم المعارضة إن القوات الحكومية تقدمت باتجاه المناطق الشرقية من مدينة مصراتة، ما فجر معارك عنيفة في الشوارع، ودفع السكان الى الفرار إلى أحياء أكثر أمناً.
وحصّن الثوار، في وقت سابق، مناطق في مصراتة، باستخدام حاويات ضخمة مليئة بالرمال والحجارة، لمنع وصول دعم للقناصة الموالين للقذافي الذين جرى نشرهم على أسطح البنايات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه من المتوقع ان تصل، اليوم، سفينة معونة إنسانية استأجرتها الى مدينة مصراتة، لكنها لم تقدم تفاصيل عن إمدادات الإغاثة التي تحملها السفينة. ويقول السكان إنهم يواجهون مع العمال المهاجرين المحاصرين في مصراتة نقصاً في المواد الغذائية الأساسية وإن إمدادات الكهرباء والمياه تعمل بشكل متقطع.
من جهتها، أعلنت هيئة الإغاثة التركية، التي ارتبط اسمها بمجزرة «أسطول الحرية» في قطاع غزة، إنها تعتزم إرسال سفينة مساعدات إنسانية إلى مصراتة، من دون أن تحدد موعداً لذلك.
في هذا الوقت، رحبت الحكومة الليبية بخطة التسوية التي اقترحها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لحل الأزمة. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مسؤول حكومي في طرابلس قوله إن هناك رد فعل ايجابياً من قبل نظام القذافي على الخطة التركية، فيما رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل قال إن المجلس سيكون مستعداً لقبول الاقتراح إذا غادر القذافي وعائلته البلاد.
ونفى حلف شمال الأطلسي وجود «مأزق» على الصعيد السياسي او العسكري في ليبيا، في ما بدا رداً على ما قاله الجنرال الأميركي كارتر هام أمس الأول بأن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية. وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لانغسكو إن «لا وجود لمأزق... بل على العكس، المجتمع الدولي يتقدّم نحو ايجاد حل سياسي».
من جهة ثانية، رفض الحلف الأطلسي الاعتذار على قصف دبابات للثوار، قبل يومين، في مصراتة، متحججاً بأنه «لم يكن على علم بأن قوات (الثوار) تستخدم دبابات».
وقال الثوار الليبيون، أمس، إنهم لا يريدون اعتذارات من حلف شمال الأطلسي. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد المولى «لم نطلب إطلاقاً اعتذارات من الحلف الأطلسي بل مجرد توضيحات، ولا نشكك في حسن نية الحلف»، مشيراً إلى أنه «يبدو ان هناك انقطاعاً في الاتصالات ربما بسبب الظروف الميدانية التي جعلت موقع دباباتنا غير واضح للحلف».
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في بيان في ذكرى المجازر الجماعية في رواندا عام 1994، إنه «في اليوم الذي ننضم الى الروانديين لتكريم ذكرى الذين فقدوهم بهذه الطريقة الجنونية، نؤكد مجدداً على العبر المستخلصة من هذا الفصل المأسوي من التاريخ... وعلينا كأسرة دولية أن نجد الشجاعة المماثلة لمنع تكرار مثل هذه الفظاعات والإبادات»، مضيفاً أن «رواندا تذكرنا بواجباتنا تجاه بعضنا البعض كبشر ومسؤوليتنا المشتركة في منع وقوع هجمات على مدنيين أبرياء، وهو ما تفعله الأسرة الدولية اليوم في ليبيا».
وقدّر المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد خلال الأسابيع الماضية بعشرة آلاف قتيل. وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة إن عدد الضحايا في طرابلس ومصراتة بلغ ألف شخص في كل منهما، بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 قتيل في الزاوية، ونحو 20 قتيلاً بشكل يومي في مصراتة.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية تمديد العقوبات الأميركية الاقتصادية على النظام الليبي لتشمل أيضاً خمسة من رموز النظام الليبي (رئيس الوزراء، ووزيرا النفط والمالية، وكبير موظفي القذافي، ومدير الأمن الداخلي)، وجمعيتين خيريتين تابعتين لأسرة القذافي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد