مغنيات التخت النسائي السوري يعدن الروح إلى سعاد محمد في أوبرا دمشق
/هذه الأمسية مهداة إلى روح المتألقة سعاد محمد صاحبة أعذب صوت نسائي كشمعة وفاء ومحبة من عازفات ومغنيات التخت الشرقي النسائي السوري/.. هكذا كان عنوان الأمسية على مسرح الاستعمالات المتعددة في دار الأوبرا السورية تلبية لمبادرة من مجموعة أكاديميات سوريات آثرن الاحتفاء بصوت عربي لطالما شكل أيقونة معاصرة في الغناء النسائي المشرقي.
وافتتحت مديرة الفرقة الفنانة وفاء سفر أمسيتها المميزة بأغنية /من غير حب/ بصوت المغنية /إيناس لطوف/ التي أدت مقامات متنوعة من البيات والسيكا والعجم بأسلوب لافت تلته بأغنية /أنا هويت وانتهيت/ الأغنية العربية الأصعب في ذاكرة السميعة منجزةً بذلك ثنائية هامة من ثنائيات الراحلة /محمد/ حيث جعل التخت النسائي السوري من ذكرى المطربة الأشهر في أداء الأدوار والموشحات والطقطوقة مناسبة لافتة في جذب جمهور خاص إلى مسرح الأوبرا رغبة من فنانات شابات في تكريم ذكرى سيدة الموشح كما يطلق عليها عشاق الطرب الأصيل من المحيط إلى الخليج.
وتشكل سعاد محمد في وجدان مستمعيها تاريخاً من الوجد الصافي في صوت امرأة اختزل أحاسيس آلاف من محبيها لطالما رددوا معها أغنيتها الشهيرة /مظلومة يا ناس مظلومة وبريئة ولكن متهومة/ الأغنية ذات القالب الغنائي الطربي الأكثر صعوبة في أداء العرب الصوتية واللحنية التي نجحت حنجرة /محمد/ في إيصالها عبر إذاعة دمشق وصوت العرب من القاهرة في ستينيات القرن المنصرم فكانت بجدارة المنافسة الأبرز لصوت أم كلثوم على مسارح الوطن العربي في فترة يصفها النقاد الموسيقيون بعصر أقانيم الطرب العربي.
التخت النسائي السوري عرف أهمية صوت /محمد/ في وجدان عشاق الكلمة واللحن الأصيل فقدمن لوحة غنائية واسعة من ألبوم السيدة الراحلة لتكون المطربة الشابة سيلفي سليمان هي الصوت الأقرب إلى مزاج جمهور دار الأوبرا وتغني /وحشتني/ على مقامات الكورد والحجاز والراست متبعةً إياها ب/ مظلومة/ على مقام الصبا حيث أطلقت المطربة /سليمان/ العنان لصوتها محاولةً استحضار روح أكبر مطربات جيل الرواد وأحد أهم عمالقة التطريب الكلاسيكي الشرقي مستعينةً بحشد من آلات التخت النسائي التي حققت حضوراً عالياً في أداء الألحان وتقليب المقامات على المسرح.
كما تمكنت المطربة الشابة إيناس لطوف من أداء ثلاث أغنيات لمحمد حاولت عبرها تعشيق مستويات عديدة من مزاجات طربية فكانت أغنية /أوعدك/ وأغنية/ من غير حب/ وأغنية/ القلب ولا العين/ بالاشتراك مع جهد جماعي واضح لكل من وفاء سفر /الناي/ديمة موازيني /القانون/ رحاب عازار /العود/ رزان قصار الكمان/ رغد حداد /الفيولا/ رنا أجليقين /التشيللو/ ليلى صالح /الكونترباص/خصاب خالد /الإيقاع/ليصل التخت إلى مقاربة غاية في الجمالية الصوتية والموسيقية تجاوب معها جمهور مسرح الاستعمالات المتعددة.
يذكر أن فرقة التخت النسائي السوري تأسست عام 2003 من مجموعة موسيقيات أكاديميات هن خريجات وطالبات المعهد العالي للموسيقا وتعنى بتقديم القوالب الموسيقية الكلاسيكية سواء الآلية أو الغنائية وبإحياء التراث الموسيقي السوري والعربي بكل أشكاله وقوالبه كما تعد مشروعا فنيا إنسانيا يغطي مساحات موسيقية من التراث وتعيد صياغته بإحساس أنثوي يجمع بين البراعة والتطلع المستمر نحو الأفضل.
وشاركت الفرقة في العديد من الحفلات على أهم المسارح السورية والعربية كما كان لها العديد من المشاركات الموسيقية ضمن مناسبات متنوعة خارج القطر ومثلت سورية في العديد من التظاهرات والأسابيع الثقافية السورية والموءتمرات في هولندا واليونان والصين وألمانيا والبحرين وغيرها.
سامر إسماعيل
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد