ما هي مخططات اللوبي الإسرائيلي في فرنسا

الجمل:   أفسحت الأمم والشعوب والبلدان المجال للجماعات اليهودية، ثم قام اليهود، بعد أن طاب لهم المقام فيها، بتكوين منظماتهم وجمعياتهم ذات الخطاب المزدوج، والذي يتضمن ثنائية (المعلن).. و(غير المعلن).. وبعد ذلك كانوا يبدأون مسيرة السيطرة على أجهزة الدولة في البلدان المضيفة لهم، وهو ما فعلوه بالضبط في أمريكا، بوساطة جماعة (اليهود) المحافظين الجدد وذلك على نحو يمكن تتبع الملامح العامة لمسيرته بكل وضوح وسهولة بقراءة السيرة التاريخية لهذه الجماعة.
الدولة الثانية المرشحة لسيطرة (النخبة اليهودية) هي فرنسا، ومن المعروف أن فرنسا ظلت تمثل واحدة من أكبر مناطق التجمعات اليهودية –بعد أمريكا- وبالذات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
منظمات اللوبي الإسرائيلي تعمل من أجل استنساخ نموذج فرنسي لموديل الإدارة الأمريكية التي استطاعت جماعة المحافظين الجدد السيطرة عليها.
ماكينة التغلغل والاختراق بدأت تفعل فعلها في دوران دواليب عجلة السياسة الفرنسية، ففي الشهر الماضي، تم تسريب تقرير سري استخباري فرنسي إلى صحيفة ليريبوبليكين، والتي قامت بنشره، وقد كان مضمونه يقول: إن أسامة بن لادن قد توفي خلال شهر آب المنصرم، بسبب حمى التيفوئيد.. المعلومات الأولية حول مصادر التقرير تقول: إن التقرير تم تسريبه من المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE) التابع لخدمة المخابرات الفرنسية، والذي حصل على المعلومة من مصدر في المخابرات السعودية، وتبع ذلك، أن أعلن بيير يغوشان رئيس مديرية الأمن الخارجي الفرنسية، بصحة التقرير، وأيضاً أقر بالصحة قصر الأليزيه، ورئيس الوزراء الفرنسي دومنيك دوفيليبان.. والجدير ذكره أن قصر الأليزيه كان قد استدعى بيير يغوشان رئيس مديرية الأمن الخارجي، حيث تم استفساره عن عملية نشر التقرير بوساطة الصحف، وقد نفى موضحاً لقصر الأليزيه أن عملية التسريب لم تتم بطريقة رسمية، كذلك أكد للقصر أن التقرير كان بمثابة وثيقة استخبارية أولية داخلية، كانت ماتزال في حاجة إلى المزيد من التدعيم والتحليل والتدقيق والمراجعة بوساطة الوحدات والأقسام المختصة الأخرى في مديرية الأمن الخارجي.
ظهر لاحقاً، واستناداً، إلى تقرير ماديسون الصادر بالعاصمة الأمريكية واشنطن أن مصادر مسؤولة ووثيقة في أجهزة المخابرات الفرنسية قد سربت لاحقاً معلومات تقول: إن التقرير المذكور قد تم تسريبه بوساطة واحد أو أكثر من مؤيدي (جماعة المحافظين الجدد الفرنسية) والتي يتكون قوامها من عناصر يهودية فرنسية، ويتزعمها نيكولا ساركوزي اليهودي الفرنسي، والذي يتقلد منصب وزير الداخلية في الحكومة الفرنسية، بدعم أمريكي- بريطاني- يهودي عالمي بأن يتم ترشيح ساركوزي لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في فرنسا.
كذلك تبين أن ساركوزي يقوم بالإشراف على شبكة هائلة من عناصر جماعة المحافظين الجدد الفرنسية، وقد استطاع أن ينجح في دعم عملية تغلغلها واختراقها لأجهزة الدولة والحكم في فرنسا.
وحالياً، أصبحت مديرية الأمن الخارجي الفرنسية (DGSE) تحت سيطرة عناصر شبكة ساركوزي.. وأيضاً مديريات الأمن والمخابرات الفرنسية الأخرى استطاع ساركوزي أن يجعلها (تبتلع الطعم)، إلى حد التخمة، وذلك عندما لجأ ساركوزي إلى التآمر والتغطية عن طريق استغلال منصبه وصلاحياته كوزير داخلية، وقام بالتقليل من احكام وشدة الشروط القاطعة المدرجة ضمن متطلبات الالتحاق بالعمل في مديريات الأمن الفرنسية.. وحالياً، تم إدخال أعداد كبيرة من العناصر الفرنسية اليهودية الأصل الموالية لإسرائيل والشديدة العداء للعرب.. ويُقال: إن جهاز مديرية الرقابة الفرنسي قد أصبح يمثل واحداً من أكبر التجمعات لهذا النوع من العناصر الكارهة للعرب.
تفيد أخبار ومعلومات أوردها تقرير ماديسون الاستخباري بأن ساركوزي يقوم باستخدام (الأيادي الخفية) في تحريك الاضطرابات، ومن أمثلة ذلك:
- اضطراب ليمورو خلال تشرين أول الماضي، (إحدى ضواحي باريس) والذي تبين فيه أن عملاء شبكة ساركوزي قد أحرقوا سيارة للشرطة الفرنسية وجرحوا ستة من رجال الشرطة وواحد من المدنيين.
- اضطراب المشروع السكني في باريس خلال شهر أيلول الماضين والذي قام فيه عملاء شبكة ساركوزي بالاعتداء على الشرطة أيضاً.
- تمارس شبكة عملاء ساركوزي حالياً ضغوطاً كبيرة ضد الناشطة سيغولين رويال، والناشط فرانسوا هولاند، ومؤخراً انفجرت فضيحة حول عملية التفتيش غير القانونية التي تعرض لها منزلهما (من قبل مجهولين).. وأيضاً عمليات التجسس التي يتعرضون لها.. وحالياً، تعتبر سيغولين رويال المرشحة المنافسة لساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة، لذلك فإن الغرض من عمليات مراقبتها والتنصت عليها هو الحصول على أي معلومات يمكن أن تستخدم ضدها في الدعاية الانتخابية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة