تصدع المعبد 3/3.. الربيع العربي والهدف النهائي
تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الخليجية الوحيدة من مشيخات وممالك الخليج التي سوف يصلها حراك الربيع العربي وهي الدولة الوحيدة المعرض حكمها للسقوط بين تلك الدول، وذلك يعود إلى الحجم الجغرافي الشاسع للمملكة وعدد السكان الضئيل فضلا عن التوزيع السكاني القبلي والطائفي الذي يعتبر محركا قويا لوصول الربيع العربي الذي تعتبر السعودية وجهته النهائية والتي سوف يسبب انهيارها وسقوط النظام فيها في انهيار كامل المنظومة الإقليمية والإسلامية التي أسستها الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الحرب العالمية الثانية.
السعودية بوضعها الحالي وبالأسباب التي أدت إلى تأسيسها هي العمود الأساس لكل البناء الأمريكي في العالم الإسلامي، وعلى عكس كل دول البناء الأمريكي هي لم تأتي نتاج الاحتلال عند نهاية الاستعمار الأوروبي المباشر الذي انتهى مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكنها أنشئت خصيصا من أجل القيام بدورها. من هنا تنبع أهمية اللقاء على ظهر حاملة الطائرات الأمريكية (يو أس أس كينسي) الذي أنتج السعودية العامود الأساس للبناء الأمريكي في العالم الإسلامي ووظيفته الأساس لعب دور المحرك والقاعدة الثابتة في آن معا لمنظومة البناء الأمريكية في العالم الإسلامي ولا بد أن فقدانه لوظيفته هذه سوف يجعل كامل القوس من الشرق العربي حتى أفريقيا الشمالية والشرقية مرورا بباكستان والدول الإسلامية في المحيط الهندي في حالة تغيير شامل سوف يؤدي إلى تهديم البناء وإعادة تركيبه على أسس جديدة بعد انهيار السعودية.
ولو نظرنا إلى الأزمة السورية التي تعتبر أزمة عالمية بامتياز حاليا لوجدنا أنها لم تكتسب هذا المقدار من الفوضى والصراع لولا تدخل العامل الخارجي المتمثل بالنظام الحاكم والمسيطر عالميا بينما يبدأ الحراك السعودي والأزمة السعودية من قواعد مختلفة هو حراك وأزمة لها قوتها الداخلية ومن مفارقات هذا الحراك أن محركاته الخارجية تأتي نتيجة أفعال النظام الحاكم والمسيطر عالميا، وترتد السياسة الغربية المتبعة في بلدان الربيع العربي نتائج كارثية على السعودية التي تعاني غليان بدأت معالمه تظهر على الأرض.
هذه الحالة السعودية خلافا لغيرها أنتجت نفسها بنفسها لتظهر مدى حساسية الأوضاع الداخلية في الدولة الصنم، وهي حالة تساعدها الموجة العارمة من التدمير والتغيير الجذري التي تحصل مع الربيع العربي، هذا البناء المفرط الحساسية الذي كان الحفاظ عليه أساس في سياسة وعقيدة كيسنجير طيلة سنوات الحرب الباردة أصبح حاليا الهدف الأخير لكل هذه السلسة من الأزمات الجارية في العالم العربي، ولاشك أن مصير السعودية سوف يحدد مصير كامل منظومة البناء الأمريكي.
فانهيار البناء السعودي لن يكون حدثا داخل منظومة البناء الأمريكي كما هي الحال في البلدان الأخرى لكنه الحدث المقرر لمصير البناء بكامل أسسه وقواعده، ومعالم هذا المصير رسمت في الأشهر الثمانية عشرة الماضية، التي دفعت العائلة السعودية الحاكمة بسبب رعبها على وضعها الداخلي إلى التخلي عن سياسة الحذر والهروب إلى الأمام عبر سياسة هجومية عدوانية تجعلها ضحية لارتدادات سياستها الخاصة.
تشعر العائلة السعودية الحاكمة باقتراب الطوق من عنقها بالخطر الذي يدق أبواب مملكتها والذي بدأت معالمه في فشل الخطة السعودية في اليمن وانفلات الوضع هناك وبدء التحركات الشعبية في القطيف والأهم من هذا وذاك استمرار الانتفاضة الشعبية في البحرين رغم الاحتلال العسكري السعودي ومضي سنة ونصف على دخول قوات نايف بن عبد العزيز دولة البحرين.
لا شك أن العائلة السعودية الحاكمة ارتكبت الخطأ الاستراتيجي القاتل بالنظر إلى ضعفها المعنوي الكبير ضمن التيار الجارف للأزمة، فدخول العائلة وانغماسها في نيران الربيع العربي نتيجته الحتمية أنها لن تخرج سالمة من الاحتراق بحمم هذا البركان وسوف تخسر المعركة..
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد