هل حققت المؤامرة أهدافها؟

06-09-2012

هل حققت المؤامرة أهدافها؟

الجمل- *رأي الشام:

قبل حوالي الشهرين من اليوم كان موقع «الجمل» كغيره من المواقع ممتلئاً بالمقالات التحليلية التي تشرح ما حصل وما سيحصل في الأزمة السورية. تحليلات كثيرة بعضها غني ومنطقي وبعضها يستند على معلومات صحيحية ويستشرق ماذا سيحصل وقد فعلت أكثر هذه التحليلات فعلها الإيجابي في تنوير الأذهان والإجابة على التساؤلات ورفع المعنويات، وفجأة أختفت هذه التحليلات وأختفى الكتاب والمعلقون وهذا ليس موقف سلبي من المذكورين وإنما هو نتيجة منطقية للظروف والمعطيات على الأرض فالتفاصيل أصبحت معروفة والخطط معلنة ولم يبق ما هو مخبوء لا من طرف صناع المؤامرة ولا من طرف المتصدين لها، أو هكذا يبدوا فلا زالت الوقائع تحرك بعض الأسئلة مثل: ما هو عدد المسلحين ولماذا كلما طُهرت منطقة منهم  يعاودون الظهور ؟ متى سينجز الحسم الكامل ولماذا تأخر ؟  لماذا لا زلنا رسمياً نهادن السعودية الوالغة في المؤامرة؟ لماذا لم نستعمل أوراقنا القوية التي كثر الحديث عنها والتي يمكن أن تساعد الجيش على  الحسم ؟ إلى أين تتجه هذه المؤامرة وماهي أفاقها ؟
ما سأكتبه هنا هو مجرد رأي شخصي تكون من خلال متابعة حثيثة للأحداث. أما عن المسلحين فلابد أن أعدادهم هي عشرات الآلاف وقد تكون مئات الآلاف وأمام الجيش أحد حلين معهم، إما أن يتصرف كجيش نظامي ويتعرض لحرب عصابات صعبة ومنهكة أو أن يتصرف بمنتهى الذكاء فيجبر العصابات على التحول لأسلوب الجيش النظامي بينما يتبع هو ضدها أسلوب حرب العصابات وهذا ما حصل بذكاء ألمعي وحرفية عالية وها هو يقضم (حسب تعبيره) هذه العصابات رويداً رويداً حتى تنتهي أو حتى تستطيع السياسة أن تجد حلاً مجزياً وإلا فالقضم شغال وهو يحتاج فقط للصبر من الجيش ومن مؤيديه عملاً بمقولة النصر صبر ساعة (والساعة هنا قد تكون أشهر) وأما ما يخلفه هذا من خسائر فهذه حرب عالمية فرضت علينا و لا مجال لمنع الخسائر البشرية والمادية وحسبنا الله بها ونرجوا أن نستطيع رد الصاع صاعين للخبثاء المتلطين وراء بعض أبناء بلدنا (للأسف) . أما عن السعودية فلا أظن أننا نهادنها وإنما نعطيها حجمها الحقيقي فأنا مع ما قالة السيد الرئيس أننا سنفاوض السيد وليس الأجراء , أما لماذا لا نذيقها بعض ما تطبخه لنا ؟ فلا أظن أن هذه سياسة سورية مع الدول العربية فسورية لم تأخذ يوماً الشعوب بجريرة الحكام  رغم أن الانتقام له مذاق حلو في الفم إلا أن هضمه فيما بعد صعب .
أوراقنا القوية تستعمل في المكان المناسب وهي على ما أظن تستعمل الآن في تركيا التي تشهد مظاهرات وانتقادات عارمة للحكومة كما تشهد عمليات مقلقة ضد جيشها و من الواضح مدى إنكفاء الحكومة التركية عن التصعيد تجاه سورية وإن كنا لا زلنا ننتظر إنكفاءً عملياً وليس كلامياً وسياسياً فقط .

أما إلى أين تتجه المؤامرة فهي قد وصلت إلى هدفها النهائي (وهذا موضوع قد لا يوافقني البعض عليه) لكني أرى أن هدف المؤامرة النهائي هو ما يحصل الآن، مضللين من أبناء سورية يقاتلون الجيش السوري و يقتلون المدنيين بدون تمييز (وليس لأسباب طائفية فقط كما يشاع) ويدمرون أو يحرضون على تدمير ما يمكن وما لايمكن تدميره  هل من وضع يرضي الأعداء والخصوم أكثر من هذا، سورية غارقة في أزمتها وأعدائها يتفرجون دون أن يكلفهم ذلك إلا بعض الدولارات  وهم ليسوا بضنينين بها , هذا وضع رائع بالنسبة لهم ولابد أنهم يتمنون أن يستمر دهراً . أما ما ينشر عن أنه أهداف للثورة فبالتأكيد لا هو أهداف ولا هي ثورة بل مجرد أهازيج لإذكاء القتال الدائر .
هي ليست أزمة وإنما هي حرب كبرى تشنها علينا 103 دول وبالتأكيد لحرب كهذه خسائرها الكبيرة  (محافظ حمص أعلن أن الخسائر المادية في حمص قد تجاوزت 600 مليار ليرة) إذا هي الحرب التي قالت عنها أميركا أنها ستعيد سورية إلى العصر الحجري وواجبنا الآن أن نصمد وننتصر في هذه الحرب وفي مرحلة البناء التي ستليها محولين نار هذه الحرب لتطيهر سورية أكثر مما هي لحرقها وغداً سنزهو جميعاً ييلدنا الذي أحتمل ما لا يحتمل والذي أنبثق من النار زاهياً مطهراً . سورية التي رافقت التاريخ وربما هي التي ولدته لن يعييها الصبر ولا الإنتظار وموعدها الأنتصار .

من بريد الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...