صفحة التاريخ السوري على الفيسبوك بإدارة نارينا خليل
لأن سورية تستحق الكثير من شبابها المبدع ولأنهم ينظرون إلى تاريخها على أنه الذهب العتيق قرروا توحيد محبتهم لوطنهم الأم عبر صفحة تجمعهم على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك فكانت صفحة التاريخ السوري عنوانا كبيرا تحقق من خلاله ما صبوا اليه للتعريف بتاريخ وطنهم العريق متناسين اختلاف وجهات نظرهم وآرائهم وتوجهاتهم الفكرية.
ومن خلال بحث متواصل ودؤوب عمل أعضاء هذه الصفحة على جمع اكبر قدر ممكن من الوثائق والصور والمعلومات حول تاريخ سورية عبر مختلف العصور وفي جميع المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية والحياتية والمعيشية كما عملوا على نشره في مختلف صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية المحلية والعربية.
نشرة سانا الشبابية تواصلت مع احد القائمين على هذه الصفحة حيث أكدت الشابة نارينا الخليل طالبة ادب انكليزي في جامعة حلب أن فكرة الصفحة مبنية على قاسم مشترك وهو تاريخ سورية العريق الذي يضم تحت جناحيه جميع أبناء الوطن ويوحدهم في الرؤية والهدف على اختلاف انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية.
وتابعت الخليل.. "سارعنا إلى إنشاء صفحة التاريخ السوري على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في شهر شباط من العام الحالي وكانت المفاجأة بإقبال الشباب الكثيف على الصفحة والتفاعل مع محتوياتها ومشاركة موادها في صفحات أخرى وتزويدها بالمعلومات والصور من مختلف المحافظات".
وحول انطلاقة الصفحة قالت الخليل: "في البداية لم يكن لدى القائمين على الصفحة أي تصور حول كيفية تقديم التاريخ السوري بتنوعه وغناه في جميع المجالات حيث تم الاتفاق لاحقا على طرح استبيان وسؤال الأعضاء عن الأولويات في التاريخ السوري وهل نبدأ بتقديم تاريخ شخصيات المجتمع السوري أم التطرق إلى الحقب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وحتى المعيشية التي مرت على سورية" موضحة أن الاختيار وقع بأغلبية الأعضاء على ضرورة التعريف برؤساء سورية الذين توالوا على حكمها بحسب الترتيب الزمني منذ عام 1943 وحتى الآن.
ولفتت الخليل إلى تحديد يوم السبت من كل أسبوع للحديث عن رئيس من رؤساء سورية وفق الترتيب الزمني لتاريخ تسلمه مقاليد الحكم والتطرق إلى تجاربه الشخصية والحياتية وسيرته الذاتية والانجازات التي شهدتها فترة حكمه مقرونة بالصور ومترجمة إلى اللغة الانكليزية إضافة إلى إغناء الصفحة بالعديد من الصور بالأبيض والأسود عن حضارات سورية وشوارعها وآثارها وعادات سكانها والمهن السورية القديمة التي احترفها السوريون عبر العصور.
وعن آلية الحصول على المعلومات والوثائق قالت الخليل.. "إن البحث يجري بالدرجة الأولى عن طريق الانترنت والاستفادة من ميزة الحصول على الصور الموجودة في بعض المواقع الالكترونية والاستعانة بالكتب التاريخية" مضيفة.. "أن عملية جمع المعلومات والصور تتبعها صياغة هذه المعلومات بطريقة بسيطة وبعدد قليل من الكلمات وترجمتها للغة الانكليزية".
وعند سؤالها عن دور المكتبات العامة في تزويد الصفحة بالمعلومات والوثائق أوضحت الخليل أن الفريق بصدد التواصل مع إدارة مكتبة الأسد التي تمتلك أرشيفا كبيرا وغنيا حول تاريخ سورية إضافة لتعاونها مع العديد من المكتبات كمكتبة المتحف التاريخي بدمشق.
وعن آلية ضبط الآراء والالتزام بإظهار النموذج الأمثل لمثل هذه الصفحات أشارت الخليل إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء نظام داخلي خاص بالصفحة ملزم لجميع الأعضاء حيث يتم حظر الأعضاء المخالفين لقواعد النظام ومنعهم من المشاركة في الصفحة لافتة "إلى أن من أهم الصعوبات التي يواجهها أعضاء الصفحة كارتفاع تكلفة الاتصال بالانترنت على اعتبار أن جميع القائمين على هذه الصفحة هم من شريحة الطلاب إضافة لبعض الأمور التقنية المتمثلة بانقطاع الانترنت وعدم وجود بوابات كافية في العديد من مناطق سورية".
وقالت الخليل.. "كان لتواصل مجموعة من الشباب العربي القائمين على مشروع مترجم مع إدارة الصفحة بهدف التشبيك معهم أثر كبير في نفوس القائمين على صفحة التاريخ السوري حيث يعمل هذا المشروع على ترجمة مقاطع الفيديو والمقالات في جميع المجالات من صحة وعلوم وآداب وثقافة وتاريخ إلى جميع لغات العالم وتبلور هذا التعاون بمنح صفحة التاريخ السوري حيزا في المشروع يتم من خلاله الحديث حول تاريخ سورية وتراثها العريق".
وتضيف الخليل.. "تواصلنا مع مجموعة من الشباب الفلسطيني واتفقنا على إنشاء صفحة خاصة بتاريخ فلسطين وتوثيقه والحفاظ عليه ومواجهة محاولات طمسه وتشويهه وتزويره من قبل الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى البحث في إمكانية توسيع العمل وإنشاء صفحات تعنى بتاريخ الدول العربية بغية اطلاع جيل الشباب على التاريخ العربي المشترك والحضارة العربية بطريقة تجذبهم وتحاكي أحاسيسهم وتصقل معرفتهم".
وعن المشاريع المستقبلية لعمل الصفحة أكدت الخليل ان القائمين على الصفحة بصدد إطلاق مبادرة شبابية بالتعاون مع طلاب قسم التاريخ في الجامعات السورية بهدف إشراكهم في إبراز تاريخ سورية وتزويد الصفحة بالمعلومات التاريخية العلمية والموثقة إضافة إلى العمل على إطلاق موقع الكتروني متخصص بالتاريخ السوري يترجم محتواه إلى جميع اللغات الأجنبية.
وأوضحت الخليل أن التاريخ السوري هو ملك للشعب السوري وواجب على الشباب السوري طرح هذا التاريخ بطريقة عصرية جذابة موجهة الدعوة لجميع شباب سورية ليكونوا اداة فاعلة في إظهار الجوانب الحضارية العريقة لتاريخ سورية المشرق.
يشار الى أن عدد اعضاء صفحة التاريخ السوري وصل الى نحو25 ألف عضو يعمل جلهم على تزويد الصفحة بصور خاصة ونادرة لجميع مناحي الحياة في سورية قديما وحديثا.
سانا: رشا محفوض- فادي أحمد
التعليقات
شكراً لموفعكم الكريم
إضافة تعليق جديد