سلفيون تونسيون يحرقون مقاما اثريا في سيدي بوسعيد
أحرق مجهولون مساء أمس مقام سيدي بوسعيد الاثري بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية حيث اتت النيران على المقام بالكامل فأتلفت جميع محتوياته من مصاحف وسجادات صوفية وحصر قش وبلاستيك وكراس خشبية وغيرها من أثاث المقام بما في ذلك التابوت الذي اشتعل بالكامل.
وقالت صحيفة الشروق التونسية.. إن الشكوك تدور حول أن الجهات السلفية تقف وراء الحادث كونها أقدمت في وقت سابق على إحراق مقامات عديدة من قبل مثل مقام السيدة المنوبية الشهير.
وحمل مواطنون تونسيون على صفحات الشبكة الإجتماعية مسؤولية حرق المقام لحركة النهضة الاسلامية التي تدعم التوجهات المتطرفة والاصولية للتيارات الدينية السلفية في البلاد وتسعى لتحويل تونس إلى امارة اسلامية.
وذكر شهود ان عناصر من الحماية المدنية ساهموا بإطفاء الحريق بينما حضرت الفرق الأمنية المختصة وباشرت تحقيقا في الجريمة لتحديد ملابساتها.
ويقع المقام على سقف القهوة العالية في قرية سيدي بوسعيد أهم المعالم السياحية في العاصمة التونسية.
وتعد ضاحية سيدي بوسعيد من اوائل المواقع المحمية في العالم ويعود تأسيسها إلى القرون الوسطى وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس و يقطنها نحو 5000 معظمهم من المثقفين والفنانين التشكيليين وتمثل مكانا سياحيا رائعا وتتميز بفن معماري خاص بها إذ انك تجد جل البيوت بهذه الضاحية بيضاء ذات أبواب عتيقة يغلب عليها اللون الازرق كما تحتوي هذه الأبواب على نقوش وزخارف اثرية غاية في الجمال.
ويجاهر المتشددون من السلفيين وغيرهم من التيارات الاصولية بنزعتهم لتدمير منتجات الحضارة الانسانية من تماثيل وابنية واضرحة اذ يعدون زيارتها حراما تستحق العقاب وهم بذلك يسيرون على نهج حركة طالبان التي دمرت تماثيل بوذا في أفغانستان ويطبقون دعوات اصوليي مصر الذين دعا بعضهم لهدم الاهرامات وتماثيل محمد علي وسعد زغلول وعبد الحليم حافظ التي يباهي بها المصريون ويعتزون بانجازات اصحابها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد