معـرض «هـنّ وهـم» فـي فرنسـا: كسـر المفاهيـم حـول الجنسيـن
«لا يعني تحقيق المساواة بين الجنسين، بأن الأفراد سيصبحون كائنات مستنسخة أو شبيهة في ما بينها، فكلّ فرد هو شخص فريد ومختلف من دون أن يشكّل الاختلاف سبباً لعدم نيل الحقوق ذاتها»، تقول عالمة الاجتماع الفرنسية سيلفي كرومر، في مقابلة لصحيفة « ليبراسيون» الفرنسية، بالتزامن مع أنشطة معرض «هنّ وهم» الذي يستضيفه منتدى العلوم في مدينة «فيلنوف داسك» الفرنسية منذ كانون الأول الماضي، ويستمر حتى العاشر من تشرين الثاني المقبل.
تشرح كرومر، وهي عضو في الهيئة العلمية للمعرض، أنه «على المؤسسات والعائلة والمدرسة ترسيخ مفهوم المساواة بين الجنسين، إذ لا تحدث الأمور بطريقة تلقائية أو طبيعية بل تنقل التربية قيماً تتجسّد في معايير وأعراف».
تساهم عوامل عدة، وفق كرومر، في تشكيل الفوارق بين الذكور والإناث. فعلى سبيل المثال، تختلف الألعاب والثياب بين الفتاة والصبي، وتختلف لغة التخاطب، إذ نصف الفتاة بالجميلة بينما نتباهى بقوة الصبي.
تظهر نتائج دراسة، شملت 150 طفلاً في الثامنة من العمر من فرنسا وإيطاليا واسبانيا، أن الأولاد يرون في رسم دمية دب مع مئزر أو مريول طويل صورة لمرأة أو لأم، لأن الأم في الغالب ترتدي المئزر. في المقابل، لا يحيلون صورة دب مرمي على الكنبة إلى المرأة، إذ لا تأخذ المرأة في الغالب تلك الوضعية.
يهدف المعرض إلى رفع الوعي بشأن المساواة بين الجنسين، وإلى دعوة الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وستة أعوام إلى التعبير عن خياراتهم ورغباتهم بحريّة، من دون التقيّد بأعراف مسبقة مرتبطة بكونهم ذكوراً أو إناثاً. يمكن للصغار أن يختاروا اللعب مع مجموعة الفتيات أو الفتيان أو رفض تلك التصنيفات.
وأظهر خمسة طلاب، من أصل مجموعة من 25 طالباً، رغبتهم في عدم اختيار جنس معيّن، ويبدو الأمر عادياً، إذ لا يكتمل الوعي بالانتماء إلى جنس معيّن قبل سن السادسة.
وفي هذا الصدد، تشير عالمة الاجتماع جنيفيف غرسون، وهي عضو في الهيئة العلمية للمعرض، إلى أن «الصغار يرصدون المؤشّرات ورموز التمثيل المحيطة بهم. ونحن نعيش اليوم في عالم يزيد من حدّة الفوارق المبنية على النوع فلا يسمح للفتى بالتنكّر بزي الأميرة من دون تقديم التفسيرات أو الشروحات له».
يسلّط المعرض الضوء على الفوارق والتشابه بين الجنسين، من دون غلبة عامل الجنس على العوامل الأخرى.
واختار القيّمون على المعرض الألوان بطريقة بعيدة عن التصنيفات الثنائية مثل الأصفر أو الأحمر الخفيف وغيرها. كما يطلب المشرفون على المعرض من الأولاد اختيار الأشياء أو الألعاب التي يحبّونها في سبيل إظهار، وعلى سبيل المثال، أن الغيتار الإلكتروني يلائم الذكور والإناث. ثم ينتقل الأولاد إلى محترف المشاعر، حيث يتم تصوير الغضب والسعادة والخوف والحزن بواسطة صور لصغار أو كبار من الجنسين.
وتلفت المسؤولة عن المعرض صوفي تيافن إلى أنه في الغالب، يتم في المدرسة إقران مشاعر الغضب بالذكور ومشاعر الحزن بالإناث.
يعيد الصغار في محترف المكعبات بناء الشخصيات حيث يمكن للفتى أن يصبح ممرّضاً يتابع حالة المرأة الحامل والمولود، ويمكن للفتاة أن تصبح رائدة فضاء.
ملاك مكي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد