واشنطن وسيول ترفعان درجة الاستنفار
رفعت كل من أميركا وكوريا الجنوبية، أمس، مستوى المراقبة العسكرية المشتركة بينهما في مواجهة «التهديد الحيوي» من كوريا الشمالية، التي تزداد المخاوف من أن تكون على وشك إطلاق صاروخ أو أكثر مع اقتراب ذكرى عيد ميلاد مؤسس البلاد كيم إيل سونغ في 15 نيسان الحالي.
وبحسب مسؤول عسكري، فضّل عدم الكشف عن هويته خلال حديث لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، فإن القيادة المشتركة للقوات الأميركية والكورية الجنوبية رفعت من 3 إلى 2 مستوى المراقبة المشتركة، مع العلم أن مستوى المراقبة يكون 4 في أوقات السلم و1 في أوقات الحرب.
وقد تخوّف وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ - سي أمام البرلمان من أن إطلاق صاروخ يمكن أن يحصل «في أي وقت اعتبارا من الآن»، محذراً بيونغ يانغ من العقوبات الجديدة التي ستفرض عليها في حال قيامها بمثل هذا العمل.
وفي سياق تصعيدي آخر، اعتبر نائب كوري جنوبي، واسع النفوذ، أنه يتوجب على بلاده أن تطور سلاحها الدفاعي النووي بعد الانسحاب من معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية أو أن تستعيد الترسانة النووية الأميركية التي سحبتها العام 1991 مع نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.
كما اتهمت كوريا الجنوبية نظيرتها الشمالية بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية الواسعة النطاق التي استهدفت مؤخرا الشبكات الرئيسية والأنظمة الحاسوبية لوسائل الإعلام والبنوك.
وأتى ذلك في وقت أعلنت اليابان «حالة الاستنفار» لاعتراض أي صاروخ يهدّد الأرخبيل. وهي كانت نشرت، أمس الأول، صواريخ «باتريوت» في قلب عاصمتها استعدادا للدفاع عن سكان طوكيو، ومن المرتقب نشر بطاريات أيضا لاعتراض صواريخ في جزيرة أوكيناوا، جنوبي البلاد.
إلى ذلك، كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية النقاب عن اجتماع ديبلوماسي رفيع المستوى حصل بين واشنطن وبيونغ يانغ في نيويورك منتصف شهر آذار الماضي، قبل أيام قليلة من إعلان كوريا الشمالية عن سلسلة تهديداتها بالحرب النووية.
وذكرت المجلة الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص للمحادثات السداسية المتوقفة حاليا كليفورد هارت قد اجتمع بنائب السفير الكوري الشمالي للأمم المتحدة هان سونغ ريول الشهر الماضي، وذلك وفقا لمصادر ديبلوماسية مطلعة.
وكشفت المصادر أن الاجتماع عُقد من خلال ما يعرف داخل الدوائر الديبلوماسية بـ«دائرة نيويورك»، الوسيلة الرئيسية للتواصل بين واشنطن وبيونغ يانغ، لكنه لم يسفر عن إحراز أي تقدم حقيقي في ظلّ عدم تقديم واشنطن أي عروض جديدة للجانب الكوري الشمالي.
ووسط هذه الأجواء، تعوّل أميركا على الموقف الصيني، الذي تنتظر أن يذهب إلى أبعد من مجرّد تعنيف بيونغ يانغ وأن تطبق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، لكن ما زالت واشنطن تتعثر أمام محدودية رغبة الصين بتشديد العقوبات وذلك خشية من أن يقود انهيار جارتها الفقيرة إلى تدفق اللاجئين إلى أراضيها والعواقب الكارثية التي قد يخلّفها اللجوء.
أما لجهة الموقف الروسي، فقد نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن موسكو تتفق مع موقف الولايات المتحدة بشأن كوريا الشمالية، لكنه حذر من أي خطوات عسكرية، وذلك خلال اجتماع مع نظيره الأميركي جون كيري في لندن.
إلى ذلك، أبلغ الاتحاد الأوروبي كوريا الشمالية بأن الوضع الميداني لا يبرر إجلاء ديبلوماسيي الدول الأعضاء في الاتحاد، وذلك رداً على تحذير بيونغ يانغ بأنها لا تستطيع ضمان سلامة الديبلوماسيين بعد العاشر من نيسان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد