عنف متصاعد في العراق: 280 قتيلاً وجريحاً

70 قتيلاً، على الأقل، وأكثر من 210 مصابين، هي حصيلة يوم عراقي دام جديد نتج من تفجير أكثر من عشر سيارات وعدد من العبوات، مستهدفة بغداد ومحيطها. وتأتي هذه الأحداث لتكشف عن فصل جديد من فصول تصاعد وتيرة أعمال العنف اليومية خلال الأسابيع الأخيرة وتدهور أمني يبدو متسارعاً، ما يثير المخاوف من العودة إلى مربع حرب أهلية يغذيها وقود الانقسامات الطائفية في العراق والمحيط.
وجاءت هذه الهجمات بعد أقل من أسبوع على إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي عن إجراء تغييرات في قيادات العمليات وقادة الفرق العسكرية، كما جاءت التفجيرات بالتزامن مع دخول العملية العسكرية في منطقة الصحراء الغربية في محافظة الأنبار يومها الخامس، وهي الهادفة، وفقاً لما أعلن، لملاحقة عناصر «تنظيم القاعدة» وتعزيز الانتشار على طول الحدود العراقية ــ السورية.
وقتل 70 عراقياً، على الأقل، وأصيب ما يزيد عن 210 بجروح في سلسلة هجمات استهدفت بغداد ومحيطها، إضافة إلى هجومين محدودين في كركوك والموصل، فيما لم تتبن أي جهة الهجمات، علماً أن تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، الفرع العراقي لـ«تنظيم القاعدة»، كان يتبنى عادة هجمات مماثلة.
وذكرت مصادر أمنية أنّ تفجيرات بغداد وقعت في مناطق أم المعالف، والحرية، والكاظمية، والبياع، والسعدون، كما استهدفت مناطق بغداد الجديدة، والحبيبية، والصدرية، وجسر ديالى، وسبع البور، والشعب، والبلديات، والمدائن. ووقعت أكبر التفجيرات بحسب المصادر الأمنية والطبية في الحبيبية حيث قتل 12 شخصاً على الأقل، وأصيب نحو 35 بجروح إثر تفجير سيارة استهدف معرضاً للسيارات المستعملة. وقال مالك المعرض فاضل حنون، بينما كان يقف بين مجموعة من السيارات المحترقة تماما، إنّ «سيارة بيضاء انفجرت هنا. الشخص الذي كان بداخلها ركنها وذهب يتمشى ثم فجرها عن بعد»، مضيفاً بصوت خافت «الزجاج كله وقع علينا والناس ماتت». وتابع تحت أنظار أصحاب معارض السيارات المجاورة لمعرضه، وهو يدل على السيارة المفخخة التي تحولت إلى كتلة صغيرة من الحديد، «الدولة فاشلة هنا. الدولة فاشلة، فالحرس هنا والسيارة تنفجر هنا، كيف يمكن أن نقبل ذلك؟».
وفي أم المعالف، قتل ثمانية أشخاص، على الأقل، وأصيب نحو 35 بجروح جراء تفجير سيارة، كما أدى تفجير سيارة أخرى في سبع البور في سوق إلى مقتل 8 أشخاص، على الأقل، وإصابة حوالي 26 آخرين. وفي منطقة البياع قتل ستة عراقيين، على الأقل، وأصيب حوالي 16 نتيجة تفجير سيارة أخرى. وفي السعدون أدى حادث مماثل إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 14 بجروح، بينهم أربعة شرطيين.
وبينما كان «ملعب الشعب» في شرق بغداد يستضيف مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبي العراق وليبيريا، وقع تفجير قوي في مكان قريب من الملعب قبل أن يتصاعد الدخان من الموقع. وبعد نحو عشرين دقيقة، وقع انفجار ثان في مكان آخر قريب من الملعب، وتصاعد دخان كثيف حمل معظم الجماهير التي كانت تشاهد المباراة على التوجه نحو حافة المدرجات ومحاولة تحديد موقع الهجوم. وذكرت مصادر أنّ التفجير الذي استهدف المنطقة أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو تسعة آخرين.
وفي منطقة الحرية قتل خمسة وأصيب حوالي 14 شخصاً إثر تفجير سيارة، كما قتل أربعة وأصيب نحو 11 آخرين بجروح في تفجير سيارة في منطقة الكاظمية. وفي هجوم آخر، قتل شخـــص وأصيــب نحــو تسعة آخرين بجروح في عملية تفجير سيارة مركونــة في منطقـــة بغداد الجديدة.
وفي منطقة الصدرية، قتل ثلاثة أشخاص، على الأقل، وأصيب حوالي 11 آخرين بجروح جراء تفجير سيارة مركونة. وفي منطقة جسر ديالى قتل خمسة، على الأقل، وأصيب نحو 12 آخرين بجروح في انفجار سيارة مركونة.
كما أدت عمليات مماثلة إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل في منطقة البلديات وجرح حوالي 11، إضافة إلى مقتل ثلاثة، على الأقل، وإصابة حوالي 9 أشخاص في المدائن. كما قتل ضابطان عراقيان ومدني في هجمات متفرقة في مدينتي الموصل وكركوك.
وفي هذا الوقت، أعلنت قيادة القوات البرية العراقية عن دخول العملية العسكرية في منطقة الصحراء الغربية في محافظة الانبار يومها الخامس، «محققة نتائجَ أمنية كبيرة تتعلقُ بقتل واعتقال أعدادٍ كبيرة من الإرهابيينَ ومصادرةِ العديد من مخابئ الأسلحة والأعتدة ضمن قواطع المسؤوليات».
وقال قائد القوات البرية الفريق أول الركن علي غيدان إن «العمليات العسكرية المنفذة في الصحراء الغربية من العراق دخلت يومها الخامس وقد حققت نتائج كبيرة تفوق ما حققته خلال 48 ساعة من انطلاقتها»، مضيفاً أن «هناك عمليات عسكرية جارية حاليا في مناطق المسؤوليات في قيادات عمليات الجزيرة والبادية وسامراء ودجلة لتعقب إمكان وجود التنظيمات الإرهابية».
وأكد قائد القوات البرية أن «عمليات الجيش العسكرية ستتواصل في أي مكان فيه إرهابيون»، موضحاً أن «العمليات العسكرية تتم بمشاركة قوات من مكافحة الإرهاب وطيران الجيش العراقي».

المصدر: وكالات