جنبلاط: سعد بنك متنقل وجعجع قاتل وأنا أميل للتسوية
الجمل ـ خاص : لقي الوزير اللبناني، بيار الجميل مصرعه إثر تعرّضه لوابل من الرصاص الثلاثاء 21-11-2006.، ونقل على أثرها الى مستشفى مار يوسف ، حيث فارق الحياة متأثراً بجراحه، وأ فادت الانباء نقلا عن شهود عيان ان الجميل كان في سيارته عندما قطعت سيارة الطريق عليه، وترجل منها ثلاثة مسلحين على الاقل اطلقوا 24 رصاصة على سيارة الوزير.
ونقل التليفزيون صورا لموقع الحادث حيث ظهرت اثار الرصاص وقد اخترقت سيارة الجميل بينما تهشمت مقدمة السيارة. وفي الوقت ذاته تجمع العشرات من مؤيدي الجميل في المستشفى التي نقل اليها حيث اخذوا في البكاء والصراخ بعد اعلان وفاته
و في أول رد فعل لوالد بيار الجميل أمين الجميل دعا محبي بيار الابتعاد عن الانتقام واالحفاظ على الهدوءوالابتعاد عن الانفعالات كي تنتصر القضية اللبنانية، وأنه سيتم الإعلان عن موقفه في بيان لاحق. وقد تداعت قوى 14 آذار إلى مشفى مار يوسف بعد ساعة من وقوع العملية ، ووصف الرئيس أميل لحود العملية بالعمل الإرهابي الذي لن يمر دون معرفة الفاعلين. ومن جانبه استغل سمير جعجع الحدث ليطالب باستقالة رئيس الجمهورية .
وفي مؤتمر صحفي قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن شهيدا جديدا يسقط على مذبح المحكمة الدولية، وأن هذا الاعتداء لن يزيدنا إلا صلابة ، ويجعلنا أشد التزاماً بإقامة المحكمة الدولية.
ومن جانبه استنكر ميشيل عون عملية الاغتيال واعتبرها جريمة تستهدف وحدة اللبنانيين وتفتعل فتنة داخل الصف المسيحي .
وقد وقعت العملية في منطقة المتن على اتوستراد سن الفيل ـ الجديدة ، وتعتبر تلك المنطقة مركزاً للقوات اللبنانية ، وتحت سيطرتهم ، كما أن الوزير بيار جميل محاط بالحماية الأمنية ، كباقي زعماء 14 آذار، حيث تنتشر الدبابات والآليات العسكرية في محيط إقامتهم ، ما يجعل أمر الاختراق صعبا ، كما أن الطريقة المتبعة هذه المرة في عملية الاغتيال (إطلاق رصاص في وضح النهار) دفعت أطرافا لبنانية الى توجيه الشبهات نحو قوى في الأكثرية يأمن جانبها الوزير الجميل وتستفيد من عملية الاغتيال ، وحددت مصادر لبنانية الأهداف من هذه العملية التي تزامنت مع مناسبة عيد الاستقلال ، لإعادة الزخم الى شارع قوى الأكثرية ، لتعطيل خطة النزول إلى الشارع التي أعلنت عنها قوى المعارضة وحزب الله لاسقاط الحكومة، وتأتي عملية اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل لتعيد شحن الشارع الذي يصطف مع "قوى الأكثرية" والتي تمر بأزمة منذ إعلان ستة وزراء إستقالتهم من الحكومة بحيث فقدت شرعيتها، ومن ثم تهديد حزب الله وقوى المعارضة بالنزول الى الشارع، وقد قامت قوى الأكثرية بزعامة تيار المستقبل بحملة إعلانية باسم "لن ننسى" جرى فيها حجز لوحات الإعلان الطرقية بكثافة كبيرة ، وتضمنت اللوحات صورا ضخمة للشخصيات اللبنانية التي تعرضت للاغتيال :"لرئيس رفيق الحريري والوزير باسل فليحان ومروان حمادة وجبران تويني وسمير قصير ومي شدياق وجورج حاوي ".. وبحسب مراقبين فإن تلك الكثافة بالحملات الإعلانية دليل على تهتك قوى الأكثرية وتراجعها، ونقلت مصادر مطلعة ما يشير بالدليل القاطع على أن قوى الأكثرية باتت مدركة تماماً أنها فاقدة للشرعية والحيلة، ولم يبق لديها سوى مسألة المحكمة الدولية كي تتمسك بها، ونقلت تلك المصادر عن مقربين من وليد جنبلاط قوله لهم قبل أيام قليلة، أنه يريد تسوية بأي شكل كان ، وأنه على استعداد لتلبية كل مطالب حزب الله من أجل التسوية، وعن تحالفه مع سعد الحريري وسمير جعجع فقال أنه لا يرى في الحريري أكثر من بنك متحرك ، وجعجع ليس أكثر من قاتل ، لكنه مضطر للتحالف معهم إذ لا خيار آخر أمامه و ذكرت المصادر أن هذا الكلام قاله جنبلاط بحضرة أثنين من مقربيه ، وقد كان بوضع متوتر للغاية . وحين سألوه عن مسألة المحكمة الدولية وكيف يمكن له التراجع قال : المحكمة الدولية "بتموت لحالها" .
وكان من اللافت أن جنبلاط كان أول الواصلبين الى مشفى ماريوسف لتعزية أمين الجميل ، وانتهز الحادثة ليبعلن أن "المحكمة الدولية آتية آتية لا محال" بعد اعتباره اغتيال بيار الجميل يوماً حزيناً للبنان .
كما عقد سليمان فرنجية زعيم تيار المردة المعارض مؤتمراً صحفياً حمل فيه المسؤولية عن كشف تفاصيل عملية الاغتيال لقوى الأكثرية الممسكة بالأجهزة الأمنية، وقال إن الغاية من الاغتيال تعطيل النزول الى الشارع وتقل المسيحيين من الموقع الذين هم فيه الآن الى موقع آخر تريده أمريكا، واعتبر أن بيار الجميل شهيد المعارضة قبل أن يكون شهيد قوى 14 آذار.
وكان النائب سعد الحريري أول من سارع الى إصدار رد فعل على نبأ الإغتيال متهماً سوريا بالضلوع بهذه العملية ، وقال أنهم بدأوا مسلسل الاغتيالات وينفذون ما يعدون به ، المحكمة الدولية بيننا .
في دمشق أدان دان مصدر اعلامى رسمى بشدة جريمة اغتيال بيير الجميل وزير الصناعة اللبنانى ، ونقلت وكالة سانا عن المصدر الرسمي قوله ان هذه الجريمة النكراء تستهدف زعزعة الاستقرار والسلم الاهلى فى لبنان مشددا على حرص سورية على امن لبنان واستقراره ووحدة ابنائه والحفاظ على سلمه الاهلى .
وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت ادانت بدورها بشدة الاغتيال، وقال نظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي ان "الهدف من هذا الاغتيال ضرب الاستقرار في لبنان". من جهته اعتبر نيكولاس بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ان هذا الاغتيال هو عمل ارهابي وان والولايات المتحدة صعقت عندما علمت الخبر". واضاف بيرنز ان "واشنطن ترى انه من مسؤولية الجميع دعم حكومة فؤاد السنيورة".
وفي نيويورك، قال جون بولتن ممثل الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية إن اغتيال الوزير الجميل يؤكد الحاجة للاسراع في عقد المحكمة الدولية الخاصة بعملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري. وأدلى بولتن بهذه التصريحات في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الامن لاصدار قراره حول المصادقة على تشكيل المحكمة. وقال بولتن إن اغتيال الجميل "يؤكد لنا ضرورة دعم القوى الديمقراطية في لبنان." واضاف: "ان العملية التي تمت اليوم تضع لبنان، والمنطقة برمتها، امام منعطف تاريخي حاد."
ينتمي بيار الجميل لحزب الكتائب اللبناني،والجميل من مواليد بكفيا في لبنان في 1972 . وهو مسيحي ماروني وعضو لقاء قرنة شهوان وحركة 14 آذار المعارضة لسوريا.وكان نائبا عن المقعد الماروني في في المتن من 2000 إلى 2005 قبل أن يتسلم حقيبة وزارة الصناعة في 2005 .
وبيار الجميل حاصل على شهادة في الحقوق من جامعة الحكمة في بيروت وهو نجل أمين الجميل الذي تولى رئاسة لبنان في 1982 ، وجده الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب ورئيسه لأكثر من 40 سنة.ومعلوم أن عمه بشير أيضا اغتيل في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) وهوالأخ الأصغر لأمين الجميل..
موضوعات متعلقة
بعد القصف المدمر، إسرائيل ستبدأ بتنفيذ قائمة الاغتيالات في لبنان
الجمل
إضافة تعليق جديد