وقائع مؤتمر مجمع اللغة العربية بدمشق
افتتح العلامة الدكتور نبيل علي مدير مؤسسة هندسة اللغة العربية بالقاهرة المؤتمر السنوي الخامس لمجمع اللغة العربية بدمشق امس الاول بمحاضرة عنوانها «اللغة العربية والانفجار المعرفي».
وحدد الدكتور علي اطارا عاما لمحاضرته حددها باربعة اقسام هي: المعرفة وظاهرة انفجارها والعلاقة بين اللغة والمعرفة عموما والعلاقة بين اللغة والمعرفة تكنولوجيا ودور المجتمع.
وقدم العلامة والباحث المصري وجهة نظره في هندسة اللغة العربية في رسالتين الاولى ارادها عامة تفيد انه لاتنمية ثقافية او اجتماعية او اقتصادية.. او على اي مستوى دون حسم العلاقة بين العربية وتكنولوجيا المعلومات والرسالة الثانية ارادها خاصة.. تؤكد انه لاحل لاشكاليات اللغة العربية الا بالنظر الى المعلوماتية كمدخل اساسي.
واكد مدير هندسة اللغة العربية بالقاهرة انه لكي تكون لغويا حاسوبيا يجب ان تكون لغويا ومن ثم حاسوبيا وليس ان يجلس اللغوي الى جانب الحاسوبي ويرى ان كل العلوم ركيزتها اللغة القاسم المشترك بين جميع العلوم.
واوضح الدكتور علي انه اذا كان للثقافة في عصرنا الحاضر دورعظيم في بناء الاستراتيجيات والتكتيكات فان للغة دورا محوريا في منظومة هذه الثقافة لان اللغة هي النسق الرمزي لجميع الانساق المعرفية الاخرى وقال: ان لغتنا العربية تكره الشذوذ وهي ذات منظومة متوازنة.
وقد عقدت مساء امس الاول في قاعة المحاضرات في مقر مجمع اللغة العربية الجلسة الاولى تحت عنوان «اللغة العربية ومجمع المعرفة» ترأسها الدكتور موفق دعبول عضو مجمع اللغة العربية تناولت موقع اللغة العربية في الدراسات الانسانية وقدرتها على مواكبة العلوم الحديثة وتحديات الازدواجية اللغوية والثنائية اللغوية والصعوبات التي تواجهها ودور المؤسسات اللغوية في تلبية مطالب مجتمع المعرفة.
وتحت عنوان «اللغة مركز الدراسات الانسانية» اكد الدكتور محمود السيد عضو مجمع اللغة العربية المكانة الاولى للغة المنظومة باعتبارها وسيلة اتصال صوتية واشار الى ان دراسة اللغة لم تعد تقتصر على اللغويين وحدهم بل تتجاوز ذلك الى الفلاسفة والمناطقة ورجال الدين والعاملين في مختلف التخصصات العلمية.
ووضع الدكتور السيد عددا من النقاط على طريق النهوض اللغوي منها سيرورة المفهوم المنظومي للغة والنظرة الشمولية الى الاصلاح اللغوي وضرورة بث الوعي اللغوي وايلاء البرامج التربوية اللغوية الصدارة في سلم الاولويات والحاجة الى تطوير معاجمنا العربية وايجاد معاجم جديدة تستجيب للتطورات المعاصرة.
وطرح الدكتور عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية الاردني في محاضرته ضرورة وجود مجمع واحد للغة واحدة في هذا العصر الذي نعيش يحل محل المجامع الاقليمية بعد ان تاه مشروع اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في ادراج النسيان منذ سنوات وسنوات.
ورأى الدكتور خليفة ان موضوع التعريب الشامل هو قضية سياسية بالدرجة
الاولى وقضية علمية لغوية في المرتبة الثانية واشار بهذا الصدد الى حرمان جميع مجامع اللغة العربية من اركان نجاحها في اداء مهمتها عندما حجب عنها جميعا النص بالالزام على تنفيذ قراراتها التي بقيت على شكل توصيات.
وتحدث الباحث التونسي عبد اللطيف عبيد عن دور الحاسوب في وضع معجم اللغة العربية المنشود مشيرا الى ان المعاجم الحالية هي دون ما يتطلع اليه الباحث وهي تكاد تكون استنساخا مستحدثا للمعاجم القديمة وقال: ان معاجمنا تتعدد ولا تتنوع.
وقال الدكتور مروان المحاسني نائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق في محاضرته تحت عنوان « اللغة العربية ومواكبة العلوم الحديثة»: ان عالمنا العربي تسكنه جماعات مازالت تنظر الى ماضيها ولاتخطط لمستقبلها في عالم سريع التطور.
ويري المحاسني ان اللغة هي مفتاح الوصول الى المعرفة وانه لن نصل الى الفهم العلمي الصائب الا عن طريق المصطلح الدقيق والمعنى الواضح واعتماد الترجمة والتعريب هدفا استراتيجيا.
اما الدكتور ظافر يوسف رئيس قسم اللغة الالمانية في معهد تعليم اللغات في جامعة حلب فقد كانت محاضرته بعنوان «اللهجات العربية المحكية وتحديات العولمة » اشار فيها الى ان الازدواجية اللغوية المتمثلة في المستوى الرسمي للغة المكتوبة بقواعدها المعروفة في الاصوات والنحو والصرف والمستوى الشعبي المتمثل في اللهجات محلية التي تستخدم خارج النطاق الرسمي.
وقال يوسف: ان هذين المستويين الرسمي والشعبي كانا سائدين منذ نشأة اللغة العربية وان مثل هذه الازدواجية ظاهرة طبيعية موجودة في كل اللغات.
ويرى ان اللهجات العربية المحكية ما لم تتحول الى لغة مكتوبة لاخطر منها ويرى ان المشكلة ليست في هذه اللهجات وهذه الازدواجية وانما في انتشار الامية ودعا الى نشر التعليم في مختلف الارجاء وبين مختلف الفئات واعادة النظر في مناهج تعليم اللغة العربية.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد