أدونيس

07-07-2017

أدونيس: العروبة تناجي نفسَها

في بيانٍ ليس لأحد،

لها وحدها

قالت العروبة تناجي نفسَها، وهي في سرير المرَض:

لا أتحدّث عن البشرـ أصدقاءَ، أو أعداءَ. أتحدّث عن حروفٍ في الأبجدية

العربية تحاول أن تفتح ثقوباً أخرى تنبثق منها أشعّةُ الشمس ـ

ثقوباً في بشرة الفضاء،

ثقوباً في النّهار والليل،

ثقوباً في الكتب والدفاتر والمعاجم،

ثقوباً في السياسة والسلطة والإدارة،

ثقوباً في كلّ خليّةٍ في كلّ عضوٍ من أعضائي

أنا العروبة، المعزولة، المريضة التي لم تعد

إلاّ مجرّد لفظة.

باسمي يُصدِر أبنائي، كلّ يومٍ،

حكماً عليَّ بالقتل

شعوراً، وفكراً ،

26-06-2017

أدونيس: لبيتُ الفارغُ ـ سلاماً وحرباً

- 1 -

ينهضُ منطقُ التّقنية، عمليّاً، على القبول بإمكان أن يكون قتلُ الإنسان ثمناً للتقدّم. وهو ما تؤكّدُه التّجربة، يوميّاً، في بعض الجوانب التقنيّة، المرتبطة بالحرب، على الأخصّ.

لكن، ماذا يعني التقدُّم، آنذاك؟

وماذا تعني السّلطة التي تؤسِّس لها سياسةُ هذا التقدّم؟

 

- 2 -

لا مكانَ على الأرض لبيتٍ فارغ، يقول السّلام.

16-06-2017

أدونيس: هكذا قالتِ امرأةٌ غامضة، تحبّ الشعر

- 1 -

«المقبرةُ البحرية» التي رسمها فاليري بشعره للموتى، تحلّ محلَّها اليوم، «مقبرةُ البحر» التي ترسمها الهجرةُ للأحياء.

خُذْ قارباً من الشاطئ، أيّ شاطئٍ للهجرة، وامْلأْهُ بالبشر، وسوف ترى أنّه يصل إلى الشاطئ، أيّ شاطئٍ آخر، فارغاً.

هذا بعضٌ ممّا قلته بيني وبينَ نفسي، أمسِ، حول الهجرة المعاصِرة، في مدينة نيس الفرنسيّة، فيما كنت أجلسُ على شاطئها الإنكليزيّ الذي يمتلئ بركّاب السُّفن والطّائرات الآتية من جهات الأرض.

أهلاً بك، أيُّها الرّذاذُ الذي ينزل من الغيم العابرِ، كأنّه يصعد مع الموْج العائد، لكي يقومَ بنزهةٍ قصيرةٍ على الرّصيف، إلى جانبي.

10-06-2017

أدونيس: لبيتُ الفارغُ ـ سلاماً وحرباً

- 1 -

ينهضُ منطقُ التّقنية، عمليّاً، على القبول بإمكان أن يكون قتلُ الإنسان ثمناً للتقدّم. وهو ما تؤكّدُه التّجربة، يوميّاً، في بعض الجوانب التقنيّة، المرتبطة بالحرب، على الأخصّ.

لكن، ماذا يعني التقدُّم، آنذاك؟

وماذا تعني السّلطة التي تؤسِّس لها سياسةُ هذا التقدّم؟

 

- 2 -

لا مكانَ على الأرض لبيتٍ فارغ، يقول السّلام.

24-02-2017

أدونيس: إنسان المغاور، مغاوِر الإنسان

- 1 -

صار من الضروريّ، أن يعيد علماء الاجتماع و «علماءُ الثّورات» النّظرَ في المسلَّمة القائلة: «الشّعبُ لا يُخطئ».

«الشعب»، شعب «الإيديولوجيّات»، على الأخصّ، يخطئ هو أيضاً. وهو أحياناً، لا يرتكب الأخطاء الفادحة وحدها، وإنّما يرتكب أيضاً الأخطاء القاتلة.

 
- 2 -

27-01-2017

أدونيس: مرّةً أخرى، يا هملت: أن نكون أولا نكون

- 1 -

تؤكِّد الأحداث في العالم كلّه أنّ قادتَه السّياسيين يمارسون أكثر فأكثر سياسةً منفصلة عن الثقافة في بلدانهم، وفي علاقاتهم مع البلدان الأخرى، على السّواء.

ومن البدَهي أنّ غياب الثّقافة في الرؤية السياسيّة، هو غيابٌ للسياسة نفسها.

- 2 -

تطرح هذه الظّاهرة أسئلةً عديدة، أوّلها ( بين الأسئلة التي تهمّني ) هو التّالي:

01-01-2017

أدونيس: أهناك زمنٌ شابّ؟ أهناك زمنٌ شيخ ؟

- 1 -

«رأس السّنة»، «عيد الميلاد»: رمزان للتجدُّد يحتفي بهما البشر، على مستوى الكون، وفي تنويعات وتفريعاتٍ مختلفة.

يحتفي بهما كذلك الفنّانون، على نحوٍ خاصّ، والشعراء على نحوٍ أخصّ.

يذكّرني وضعنا العربيّ، في هذا الصّدَد، بشاعرين كبيرين. يقول الأول:

«قَوْمِيَ استَولوا على الدّهر فَتىً»،

ويقول الثّاني :

«أتى الزّمانَ بنوه في شبيبتهِ

فسرَّهُم وأتيناه على الهَرَمِ».

هكذا يصفُ كلٌّ منهما علاقةَ الإنسان بالزّمَن والتّاريخ، ومستوى هذه العلاقة، وظروفها، كأنّهما «يقرآن» الوجودَ ذاتَه:

«فتى» في القراءة الأولى، و «هَرِماً» في القراءة الثانية.

09-12-2016

أدونيس: "الوردة، هي أيضاً تبكي "

- 1 -

«الجمهور» يحلّ محلّ «النّخبة» في الغرب الأميركيّ - الأوروبّي. هذه ظاهرةٌ «انقلابيّة» في تاريخه الحديث. مع ذلك، يبسِّطها كثيراً أولئك الذين يتمّ هذا الانقلاب ضدّ سلطاتهم وهيمنتهم السياسيّة - الاقتصاديّة، والذين يسمّون أنفسَهم «يساراً». يُبسّطونها إلى درجة أنّهم يطمسونها بالقول أنّها «صعود» اليمين، بتنويعاته جميعاً. وهي، في الواقع، أبعد من ذلك وأكثر تعقيداً.

19-11-2016

أدونيس: "ضفاف"

1 -

يتأسّس شكلٌ جديدٌ للاستعمار :

الغربُ السّياسيّ، الأميركيّ - الأوروبيّ، يبتكر لجيشه جيشاً آخر: «هامشاً» حيناً، «طليعةً» حيناً. يختار أفرادَه من الشّعوب «الصّديقة». جيشٌ عابرٌ للقارات. يقيم هؤلاء الأفراد حيث هم - في قراهم، ومدنهم.

11-10-2016

الخميس جائزة نوبل للآداب.. وأدونيس مرشحا دائما عليها منذ 19 عاما

هل باتت «جائزة نوبل للآداب» أشبه بسباق خيول، ينتظر المتفرجون ـ كلّ عام ـ وصول «الحصان المحظوظ» إلى خط النهاية؟ من يتابع مكاتب المراهنات الغربية على عدد من المواقع الالكترونية المعنية بهذا الشأن، كما بعض مواقع الصحافة الأجنبية، سيجد نفسه فعلاً، في مضمار، وهو يشاهد ذاك «السباق العنيف»، وتلك المراهنات، و«ذاك الجنون» في إعلان أسماء «مرشحين» للفوز بـ «الجائزة الكبرى».