موسكو

استأنف الجيش العربي السوري تقدّمه على محاور ريفَي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع محاولة فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» العاملة في جنوب إدلب استعادة نقاط جديدة كانت قد سقطت في قبضة القوات الحكومية في العمليات الأخيرة. 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، يوم أمس، إن «الجيش السوري واصل تقدّمه، وفرض سيطرته على قرى ومزارع حلبان وسمكة وتل خطرة وخربة نواف في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين». 

صرحت ليليا ياكوفليفا، رئيسة قسم أورام الرأس والرقبة في مركز لوغينوف العلمي السريري بموسكو، في حديث لها عبر إذاعة "موسكو" تقول: " من أهم الأعراض التي تشير إلى ضرورة مراجعة الطبيب هي آلاماً مجهولة المصدر، وأيضاً ملاحظة وجود مناطق تصلب أو أورام لم ينتبه لها الشخص. كما قد يكون ظهور طبقة بيضاء أو حمراء على اللسان أو الغشاء المخاطي للفم، أو صعوبة في بلع الطعام وكذلك عدم ثبات الأسنان دون سبب واضح.

ونوهت إلى أنه يجب ملاحظة نمو وتغير لون البقع الصبغية وكذلك ظهور التهاب مفاجئ في الأذن الوسطى، واحتقان الأنف وصداع لدى الشخص الذي لا يعاني من أمراض مزمنة.

يبدو أن مدينة معرّة النعمان الاستراتيجية، قد ضربت موعداً مع معركة كبرى. وما لم تكن الكواليس السياسية في موسكو قد أسّست لتغيير في خريطة التفاهمات، وتحديث للتوافقات بشأن الطريق الدولي M5، فإنّ المعركة الآتية قد تكون واحدة من أعنف المعارك التي شهدها الميدان السوري، منذ «معركة الكلّيات» الشهيرة في حلب، قبل ثلاث سنوات. 

مع التقدم المتسارع الذي حققه الجيش العربي السوري وانهيار الإرهابيين، سارع النظام التركي إلى إرسال وفد إلى روسيا لبحث الوضع في إدلب، رغم حصول محادثة هاتفية بين الجانبين بشأن الوضع في المحافظة.

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس أن دول الغرب حاولت استخدام مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود ليس لدعم المحتاجين، بل لتقويض سيادة سورية.

قرر الرحالة السوري عدنان عزام، إهداء حصان عربي أصيل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعبيرا عن عرفان سوريا على مساعدتها في محنتها بأحلك مراحل تاريخها.

وبدأ عزام رحلته الطويلة والشاقة مشيا على قدميه في أبريل الماضي من دمشق، مرورا بالعراق وإيران وأذربيجان حتى وصل إلى داغستان والشيشان الروسيتين مطلع ديسمبر، قبل أن يصل إلى موسكو ليقطع بذلك مسافة إجمالية قدرها 6 آلاف كيلومتر.

بينما أعربت واشنطن عن صدمتها من الفيتو الروسي الصيني المزدوج، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لنقل المساعدات الإنسانية إلى سورية يستغل الأوضاع الإنسانية فيها وينتهك سيادتها، اعتبرت موسكو أن نتائج اجتماع المجلس الآنف الذكر، تهدد بخطر إبقاء السوريين من دون مساعدات مستقبلاً، معتبرة أن محاولات تحميلها المسؤولية عن عدم تمديد الآلية، «غير مقبولة إطلاقاً».

بعد أن استقرّت القوى الفاعلة في الميدان السوري في نقاط تموضعها الجديدة، بعد الهجوم التركي الأخير على الشمال السوري، قفز إلى الواجهة الصراع المحتدم في المنطقة الشرقية على النفط السوري، في وقت تزداد فيه معاناة السوريين في الداخل من أزمات اقتصادية متعددة.

يتواصل تراكم التعقيدات على جبهة إدلب، وسط تصاعد عمليات القصف الجوي، وما يقابلها من تزايد في استهداف أحياء مدينة حلب، انطلاقاً من مناطق سيطرة المجموعات المسلّحة في ريف حلب الغربي. واستُكمل، خلال الأيام الماضية، التحشيد العسكري على طرفي الجبهات المتوقّع اشتعالُها برياً، ليبدو جليّاً أن إطلاق شارة البدء بات رهناً باللحظة السياسية المناسبة.