«أم الدنيا» تمنع الفنانين العرب من التمثيل فيها
لم يكتف نقيب الممثلين المصريين رئيس «البيت الفني للمسرح»، الدكتور أشرف زكي بالزوبعة التي أثارتها تصريحاته عن منع الفنانين العرب من العمل في أكثر من عمل فني مصري واحد في العام، إضافة الى تقنين عمل الوجوه الجديدة. بل ملأ الدنيا صخباً وضجيجاً وتصريحات هنا وهناك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، لتأكيد صواب قراراته «من أجل حماية الفن المصري والحفاظ على كرامته». وأكد أن القرارات لا رجعة عنها خصوصاً أنها صادرة عن جمعية عمومية. واعتبر كثيرون في مصر أن زكي يقف ضد منطق أن الفن لا يعرف الجنسية، وهو تناسى حسبما قال المنتج المصري محمد حسن رمزي إن السينما المصرية قامت على أكتاف الكثير من الأجانب والعرب.
واللافت أن بعض الفنانين المصريين تبنى وجهة نظر نقيب الممثلين ودافع عنها بشراسة. والمستغرب أن يكون من بينهم الفنان المصري هشام سليم، الذي عاد قبل أسابيع من سورية حيث كان يصور مشاهد مسلسل «ظل محارب» بمشاركة بعض الفنانين السوريين.
وتعليقاً على قرارات زكي، سأل معنيون: ما ذنب الفنان اللبناني أو السوري أو الأردني وغيرهم... إذا كان هناك ممثلون مصريون لا يعملون، وأي حفاظ على كرامة الفن والفنان المصري ستتحقق للمصريين عندما يمنع نقيب الممثلين العرب من المشاركة في الأعمال الفنية؟ واعترفت أوساط متابعة بأن العرب غير الموهوبين يعملون في مصر، «ولكن ذلك لا يعني على أية حال أن نغلق الباب، وأن نقول مثلاً إن هند صبري – عليها أن تكتفي بعمل واحد في العام، بعد أن باتت قاسماًَ مشتركاً في الدراما المصرية سينمائية وتلفزيونية وكذلك اللبنانية نور وسلاف فواخرجي وجمال سليمان.»... وعندما سُئل زكي عن هند صبري تحديداً، قال إنها تزوجت مصري وباتت مصرية.
واتخذ زكي القرار المذكور من دون الرجوع الى النقابات السينمائية والموسيقية واتحاد النقابات المهنية، لأن وفق منطق القرار، عليه أن يمنع المطربين العرب من الغناء في مصر وكذلك المخرجين من العمل.
وذكر نقيب السينمائيين ممدوح الليثي أنه يتعاطف مع زكي، «لأنه يعاني من مشاكل في نقابته ولديه عدد كبير من ممثلي الأدوار الثانوية والمساعدة، لا يعملون، ولكن المسألة لا تُحل بهذا الشكل، لا سيما أن النجوم في مصر يُعدون على أصابع اليد الواحدة، في حين يتجاوز الإنتاج السينمائي المصري الـ 60 فيلماً سنوياً».
وعلق الممثل يحيى الفخراني على القرار بالقول: «لا أستطيع أن أفهم هذا القرار الذي أراه غريباً لأن الفن المصري لم يعرف يوماً هذه الحالة من الانغلاق على نفسه». وأضاف: «هناك العديد من الموهوبين العرب الذين أثبتوا وجودهم في السينما المصرية والفن المصري، وأيضاً هناك عدد من الدخلاء وهذا طبيعي في الفن، والجمهور وحده القادر على فرز المواهب والتصويت للشخص صاحب الموهبة بعيداً من جنسيته». وسأل: «هل نمنع مخرجاً بحجم محمد خان من العمل في السينما المصرية لأنه باكستاني الأصل؟».
وأشار زكي الى رفض الفنان السوري جمال سليمان سيناريو مسلسل «عبد الناصر» للمؤلف يسري الجندي، معتبراً أنه «أهان السيناريو». ولوح بأن النقابة ستُفَعّل ما يسمى بحق الضبطية القضائية، بمعنى أنه بات بإمكان ممثل النقابة تفتيش البلاتوه ومنع التصوير حال وجود ممثل غير معتمد.
وكان زكي أعلن أنه أصبح «جاهزاً للمعركة»، متحدثاً عن «حضور مجموعة من الفتيات العاريات» إلى مصر لأغراض أخرى. وقال: «نحن ننفي عن أنفسنا أن نكون قوادين». وأعلن مجموعة من القرارات أهمها: ألا يشارك أي نجم أو نجمة عربية سوى في عمل واحد في السنة، وأنه إذ لم يتم الالتزام بذلك فسيطلب من الداخلية والنائب العام الكشف عن تصاريح عملهم وسيطلب ترحيل الوجوه الجديدة منهم، إضافة إلى إيقاف كل التصاريح الجديدة بدءاً من 5 نيسان (ابريل) الجاري لمدة عام كامل ومواجهة مكاتب الـ «ريجيسرات» ومكاتب الـ «كاستينغ» وورش التمثيل، ومواجهة ظاهرة أفلام الشباب ومنع عرض التصاريح، إذا خالفت شروط النقابة. ويسمح بثلاثة تصاريح في العام الواحد للذين سبق لهم الحصول على تصاريح من المصريين على أن يكون الدور رئيساً في العمل، إضافة إلى عدم الاعتراف بأي من برامج المسابقات التي يتم اختيار وجوه جديدة من خلالها حتى لو أنتجها التلفزيون المصري.
علا الشافعي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد