«الوصيـة» مشـروع أمـل لئـلا يسـتكين الفلسـطينيون
«الإسرائيلي يقلع الأشجار، لأنها تذكره بنا.. لكنه لا يعرف أننا مثل أشجارنا مهما اقتلعنا سنشرش من جديد». جملة تكررت أكثر من مرة في مسرحية أسرت مشاهديها في دار الأوبرا السورية في دمشق، ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009.
في مسرحية «الوصية»، استمع المشاهدون، وغالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إلى حوار طويل بين كهل فلسطيني يدعى أبو شحادة وابنته، بعد قراره العودة إلى بلاده، اثر تسلمه رسالة مطمئنة من ابنه الذي يقيم في فلسطين.
وتدور أحداث المسرحية الراقصة حول رفض أبو شحادة العودة إلى فلسطين قبل تنفيذ وصية ابنه الآخر الذي طلب أن يعاد دفنه في حيفا. فينبش القبر ويضع عظامه في تابوت يجره خلفه في مسيرة العودة.
وصفق الجمهور بابتهاج مصاحبا العديد من الأغاني الفلسطينية الشعبية، فيما كانت فرقة «نداء الأرض» الفلسطينية تؤدي رقصات فولكلورية بالأزياء التقليدية.
وقال معد «الوصية» ومخرجها الممثل الفلسطيني زيناتي قدسية إن المبدعين الفلسطينيين «بحاجة إلى الانتقال بأعمالهم من حالة التراجيديا إلى تقديم أعمال احتفائية بهذه الإرادة التي لم تنكسر على مدار قرن»، باعتبار أن «مشروع مقاومتنا منجز على الأرض ومهمتنا تقديم لمسة الفرح والأمل»، مؤكداً أن مسرحيته تهدف إلى إظهار أن «شعبنا لم يستكن، أناسنا يقاتلون العدو يوميا».
ويستحضر ابو شحادة في ذاكرته محطات الصراع العربي الإسرائيلي منذ ما قبل النكبة. وفي كل مرة ينتقل فيها إلى محطة جديدة يكرر أن «الإسرائيلي يقلع الأشجار لأنها تذكره بنا لكنه لا يعرف أننا مثل أشجارنا مهما اقتلعنا سنشرش من جديد».
في ديكور العرض، زرعت شجرتان، الأولى هي أول شجرة اقتلعت من ارض فلسطين وتظهر بأغصان يابسة تنتشر عليها الكوفيات بدل الأوراق، والثانية هي آخر شجرة اقتلعت ولا تزال خضراء.
ويفاجأ ابو شحادة عند وصوله إلى حدود فلسطين بأن تطمينات ابنه في العودة لم تكن تعني تحرير الأرض بل إن «تسوية» حصلت فيسخر من التسوية ويصر على إدخال تابوت ابنه معه رغم رفض الإسرائيليين فيصل إلى حد التعارك معهم قبل أن تناله نيران بنادقهم، ليوصي ابنه الثاني، قبل أن يلفظ أنفاسه، بأن يدفنوه في حيفا مع عظام ابنه.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد