أزمة الخيز في طرطوس: مخالفات وضبوط تموينية كثيرة بحق المخالفين
تعيش محافظة طرطوس ـ هذه الأيام ـ أزمة يومية في تأمين رغيف الخبز... حتى بات الحصول على ربطة خبز إنجاز كبير عند المواطن... ومشكلته وحديث أهالي المحافظة...
من ازدحام كبير الى الوقوف الطويل أمام ابواب المخابز الى نقص وزن ربطة الخبز الى سوء تصنيع الرغيف الى التلاعب بأسعار الرغيف عدة شكاوى شفهية وكتابية وردت الى مكتب « تشرين» حول هذا الموضوع المهم المتعلق بحياة المواطن وقوت أطفاله اليومي تشرين تابعت هذا الموضوع من خلال جولات ميدانية قامت بها على مخابز القطاع الخاص والعام والاحتياطية... واجرت عدة لقاءات مع المواطنين وأصحاب المخابز والمعنيين بالامر.
- يقول المواطن عدنان أحمد: نعاني في تأمين رغيف الخبز لاطفالنا ـ منذ بداية هذا العام وحتى تاريخه ـ فعشرات المواطنين يصطفون على أبواب المخابز للحصول على ربطة خبز وننتظر احياناً أكثر من ساعة للحصول على ربطة خبز ـ وليت الامر يتوقف عند الانتظار.... وانما نشتري ربطة الخبز بوزن ناقص لايتجاوز ( 950 ـ 1100) ع فقط لاغير ويباع في المخابز الاحتياطية بعدد الارغفة وليس بالوزن ويختلف عدد ارغفة الخبز في الربطة الواحدة من مخبز احتياطي الى آخر ففي المخبز المجاور لمديرية التموين تباع ربطة الخبز وفيها( 9) أرغفة فقط وفي المخبز الاحتياطي في السجن تباع الربطة وفيها (10) ارغفة وفي مخبز البرانية تحوي ربطة الخبز( 9 ـ 10) أرغفة من الحجم العادي.
وتؤكد المواطنة ام على من وادي الشاطر المعاناة الكبيرة في تأمين رغيف الخبز لدى المواطن فتقول: هنالك معاناة حقيقية في تأمين رغيف الخبز اليومي وهذا عائد الى ان مخابز القطاع الخاص لايخبزون كامل مخصصاتهم اليومية من مادة الدقيق... وانما تخبز كميات قليلة... ويباع القسم الأكبر دقيق لانه يحقق لهم ربحاً أكثر
- يشير المواطن منذر شاهين الى حجم المشكلة بقوله:
يوجد مخبز بجانب منزلي« في الحي» بالرغم من ذلك لاأستطيع تأمين أرغفة لأطفالي اليومية من مادة الخبز... فالخباز يخبز ساعة الى ساعتين فقط... وباقي الطحين يباع دون خبز..؟!
- وتقول المواطنة فرح غانم: ينتظر المواطن فترة طويلة على أبواب المخابز يذكرنا بمشكلة المواد التموينية في الثمانينيات من القرن الماضي حيث الازدحام امام المؤسسات الاستهلاكية لتأمين علبة محارم او علبة سمنة... أو.. فالمواطن ينتظر اكثر من ساعة للحصول على ربطة الخبز اليومية عدا عن التدفيش والكلام غير اللائق الذي يسمعه من هذا أو ذاك...
- يؤكد المواطن محمد علي وجود ازمة رغيف الخبز فيقول: مشكلة الرغيف في محافظة طرطوس مفتعلة من قبل أصحاب مخابز القطاع الخاص بسبب بيع جزء كبير من مادة الخبز كأعلاف للحيوانات وتهريب قسم كبير من مادة الخبز الى خارج القطر ويقول المواطن عيد الشيخ ديب تباع ربطة الخبز السياحية وزن كغ واحد بـ 40 ليرة فأين الرقابة التموينية ممايحصل من مخالفات هنا وهناك أحد المواطنين رفض ذكر اسمه قال: يوجد عدد كبير من مخابز القطاع الخاص دون معتمدين وان وجد معتمدون فغالبيتهم وهميون هل تصدقوا ان احد المعتمدين يأخذ( 1000) ربطة خبز يومية...؟!! فأين تباع هذه الكميات من الخبز، وكيف يسمح له الشراء من أكثر من مخبز... وتباع ربطة الخبز وزن( 950 ـ 1100)غ
-للتعرف على أسباب المشكلة عن قرب من وجهة نظر أصحاب المخابز والتنظيم الحرفي التقينا ممثل التنظيم الحرفي وصاحب مخبز بالوقت نفسه... السيد عبد اللطيف سليمان محمد المعروف ( الضابط) الذي أوضح اسباب المشكلة من وجهة نظره فقال اعمل في التنظيم الحرفي منذ عام 1970 وأسوأ فترة يمر فيها اصحاب مخابز القطاع الخاص هذه الفترة ويعتبر نقص وزن ربطة الخبز مشكلة القطر العربي السوري وليست مشكلة طرطوس فقط فالقطاع العام يأخذ الطن الواحد من مادة الطحين بأقل من( 200) ليرة سورية عن القطاع الخاص ومع ذلك يخسر بالملايين فقد تمت دراسة تكلفة الكغ الواحد من الخبز من قبل الوزارة والمديرية العامة للمخابز منذ عام 1982 وجميع الاسعار تضاعفت 100% ألايؤثر ارتفاع أسعار المواد الاولية والايدي العاملة على ارتفاع تكلفة رغيف الخبز وترتفع الاصوات عالية من قبل جمعية المخابز والمعجنات ـ في جميع المؤتمرات الحرفية وغير الحرفية مطالبة اعادة النظر بتكاليف ربطة الخبز نتيجة لزيادة اسعار المواد الاولية الداخلة في تصنيعه وحتى تاريخه لم يرد علينا أحد.
فالقطاع العام يخسر بملايين الليرات والدولة تتحمل نتيجة خسارته ولكن من يتحمل نتيجة خسارتنا... وهل يقبل أحد العمل بخسارة..؟
فنحن نخسر فعلاً اذا بعنا ربطة الخبز وزن 1550 غ بـ 15 ليرة سورية
ويضيف السيد الضابط قائلاً: لقد اجتمعنا أكثر من مرة مع السيدان أمين الفرع والمحافظ وطلبنا منهما اعداد دراسة دقيقة وموضوعية لتكلفة رغيف الخبز وفعلا تمت الدراسة واجرينا التجربة اللازمة بحضور السيدين مدير التموين وعضو المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة وكانت نتيجة التجربة أن تكلفة الكغ الواحد من مادة الخبز اربعة عشر ليرة دون اي هامش ربح ونتساءل« والحديث للضابط» كيف يطلب منابيع ربطة بـ 15 ليرة وزن 1550 غ تريدون ان نعمل بخسارة... نحن نعمل لنعيش بشرف وأسرنا.. وتطلب منا مديرية التموين اعطاء المواطن حقه... ونحن بدورنا نسألهم هل اعطونا حقنا كي نعطي المواطن حقه وهل يقبل احد العمل بخسارة...
فيومياً تسجل مديرية التموين عدة ضبوط تموينية بحق المخالفين (نقص وزن او تهريب الدقيق) حيث يكلفنا الضبط التمويني دفع مبلغ( 27500) ليرة لصاحب المخبز... وكأنهم يقولون لنا( اغلقوامخابزكم)
وعند اغلاق المخابز بسبب المخالفات التموينية تزداد الازمة تعقيداً بسبب النقص الحاصل في رغيف الخبز... كما التقينا السيد محمود غدير مدير المخبز الاحتياطي حي البرانية ـ الذي أشار الى اهمية ودور المخابز الاحتياطية كأحد أهم ركائز القطاع العام في التخفيف من ازمة رغيف الخبز في المحافظة فقال: نخبر يومياً( 5،6) طن من الخبز و( 170 ـ 180) طن في الشهر الواحد ولاتوجد مشكلة لدينا، فانتاجنا من الخبز مرغوب لدى المواطنين والدليل على ذلك الازدحام الكبير على ابواب مخابزنا وعلى باب المخبز التقينا المواطن محمد حبيب عباس وسألناه حول نوعية رغيف الخبز ووزنه فأكد لنا ان نوعية الخبز جيدة في المخبز وقال: صحيح انني انتظر احياناً ساعة واكثر للحصول على أرغفة الخبز لعائلتي إلا اني سعيد بالحصول على خبز جيد وساخن وعدد الارغفة في الربطة( 10) أرغفة حول أسباب مشكلة رغيف الخبز ونقص الوزن والازدحام الكبير على ابواب المخبز وتهريب الدقيق والخبز وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية على المواطن وصاحب المخبز التقينا السيد حسين طيارة مدير التموين بطرطوس الذي أكد لنا وجود مشكلة في تأمين رغيف الخبز، وتقوم مديرية التموين بمعالجتها عن طريق العودة الى المعتمدين وتنظيم الضبوط التموينية وتحويلهم الى القضاء العكسري حيث قال: تم التوجيه من قبل الوزارة ـ خال الفترة الاخيرة ـ العودة الى تجربة المعتمدين بالمحافظة ـ حيث يتم توزيع مادة الخبز عن طريق المعتمدين ولكافة الافران « الخاص والعام والاحتياطية»
وبذلك نستطيع حصر الكميات المنتجة ومعرفة كيفية توزيعهاعن طريق تسجيل قوائم اسمية لدى المعتمدين باسماء المواطنين المستفيدين من هذه المادة وسيحاسب صاحب المخبز على كمية الطحين المسلمة بإعطاء مايقابلها من مادة الخبز وتوزيعها على معتمدي الخبز، ونقوم الآن بتسمية معتمدين في كافة القرى واحياء المدن الرئيسية بالمحافظة. كي نستطيع ضبط عملية بيع الخبز المنتج والموزع وحل مشكلة الازدحام على أبواب المخابز وتصبح عملية بيع وانتاج رغيف الخبز شبه مضبوطة بشكل كامل واية مخالفة نقوم بضبطها وتنظيم ضبوط تموينية بحق صاحب الخبز المخالف.
فقد تم اغلاق اربعة مخابز لمدة اسبوع بسبب مخالفات تموينية متنوعة (نقص وزن ربطة الخبز، البيع بسعر زائد الاتجار بمادة الدقيق والاتجار بالخبز)
ويضيف السيد طيارة حول أسعار ربطة الخبز السياحية بقوله: ان ربطة الخبز السياحية محررة من أسعارها وتم تنظيم ضبوط عديدة خلال الفترة الماضية.
نرى ان هنالك عدة مشكلات يعاني منها المواطن في تأمين رغيف الخبز من( ازدحام امام ابواب المخابز الى نقص في وزن ربطة الخبز مابين 200 ـ 400غ) القطاع الخاص والاحتياطية الى سوء في نوعية الرغيف في «المخابز الآلية »وتعود اسباب ذلك الى تهريب الخبز الى خارج القطر العربي السوري بسبب انخفاض سعره، وبيع الخبز كأعلاف للحيوانات، و تهريب مادة الدقيق وبيعها بدلاً من خبزها، إضافة إلى مشكلة اساسية يعاني منها القطاع الخاص ـ ارتفاع تكلفة الرغيف عنده عن المخابز الآلية والاحتياطية بسبب الدعم الذي توليه الدولة للقطاع الاخير وعدم مقدرة المخابز الخاصةعلى المنافسة ضمن شروط العمل وأسعار المواد الأولية والايدي العاملة ، مما جعله يلجأ الى أساليب غير صحيحة كي لايعمل بخسارة كما أشار أصحاب المخابز الى هذه الناحية المهمة.
مما جعل اصحاب المخابز يلجؤون الى التلاعب بوزن ربطة الخبز ـ على مزاجهم ـ لانه ليس امامهم الا هذا الحل وإلايغلقون مخابزهم.
لذا.. نأمل بتكليف لجنة وزارية من وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية والمديرية العامة للمخابز الآلية والاحتياطية وممثلي التنظيم الحرفي باعادة دراسة تكلفة الكغ الواحد من الخبز، وفي ضوء النتائج التي يتم التوصل إليها تحدد سعر ربطة الخبز أو يخفض وزنها اويزداد سعرها بالفرق مابين الكلفة وهامش الربح او يبقى سعرها ثابت ويحاسب اصحاب مخابز القطاع الخاص على نقص الوزن كي لانفسح المجال أمام اصحاب المخابز الخاصة والاحتياطية وحتى العامة في بعض الاحيان بالتلاعب بحياة وقوت المواطن اليومية.. فإعطاء هامش ربح بسيط أو تخفيض وزن الربطة بـ 100 ـ 200غ أفضل بكثير من سرقة( 400) غ للربطة الواحدة وبطريقة غير شريفة كما رأينا
عائدة ديوب
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد