أن تكـونـي امـرأة مهمشـة فـي أفـريقيـا
«أن تكوني امرأة أكثر خطورة من أن تكوني جنديا في نزاع» مسلح، هو الواقع الذي تعيشه المرأة حسب رئيسة تجمع النساء في جنوب أفريقيا ميفيس ماتيلادي. وكأنه حكم على المرأة الأفريقية أن تكون كبش محرقة وسط متاريس تطلق النار من كل صـــوب، فــضلا عن تهميشها في الصراعات ومفاوضات الـسلام.
وقالت ماتيلادي «غالبا ما لا توجد امرأة أفريقية واحدة لم تشهد ممارسة العنف ضد امرأة أخرى. فالرجال يقاتلون في الحروب والنساء هن الضحايا سواء بسبب انهيار البنية التحتية، أو إجبارهن على الوقوع ضحية الاستغلال الجنسي للبقاء على قيد الحياة، أو معاناة آثار ما بعد الحمل، والأمراض المنقولة جنسيا».
هذا وتتحمل نساء أفريقيا وطأة الصراعات في القارة، ويطالبن الآن بدور حاسم لهن في حفظ السلام. فاعتمدت «قاعدة المرأة للعمل في أفريقيا 2011» في اجتماعها في نهاية أيلول الماضي قرارا بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة في مجال حفظ السلام وإدارة الصراعات. وشدد الاجتماع المنعقد تحت رعاية البرلمان الأفريقي على الحاجة الملحة لضمان تمثيل أفضل للنساء على المستويات الوطنية، بحيث يمكّن المرأة من المشاركة في نشاط في اتخاذ القرارات لمنع الحرب والتوسط في الصراعات.
وتقول النائبة الثانية لرئيس البرلمان الأفريقي فرانسواز لابيل موريشيوس «سنكون قادرين على بناء قاعدة للسلام فقط لو تمكنت المرأة من أن تلعب دورا كاملا وعلى قدم المساواة في عمليات الوساطة»، علما بأن السنة الحالية تتزامن مع مرور 11 عاما على قرار الامم المتحدة رقم 1325 الذي يتناول حقوق المرأة في النزاعات والحروب ومفاوضات السلام وعمليات إعادة الإعمار. ومع ذلك، لم تترأس أية امرأة أبدا أية مفاوضات سلام أممية، بل وتشكل النساء أقل من ثمانية في المئة من وفود التفاوض في عمليات السلام التي تتوسط فيها الامم المتحدة، في حين أن أقل من ثلاثة في المئة من النساء وقعن اتفاق سلام.
ومن جانبها قالت رئيسة تضامن نساء أفريقيا - وهي منظمة دولية غير حكومية متخصصة في قضايا المساواة بين الجنسين والسلام والتنمية - ماري لويز باريكاكو، أن قضية استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح لا تزال مهملة. وذكرت بأن هذا العنف الجنسي ضد المرأة «يفلت من العقاب، ويبقي الجناة أحرارا طلقاء، وهو ما يأتي بثقافة جديدة للاغتصاب والعنف الجنسي».
المصدر: آي بي إس
إضافة تعليق جديد