أين اختفت «آلاف المليارات»؟

18-10-2008

أين اختفت «آلاف المليارات»؟

تبخرت »آلاف المليارات«، إن كانت بالدولار أو اليورو أو الين في البورصات العالمية، ويتساءل البعض: أين اختفت كل هذه الاموال؟.
وبعد أسبوع من التقلبات من وول ستريت الى طوكيو مروراً ببورصات لندن وفرانكفورت وباريس، لا تزال البورصات العالمية الرئيسية متراجعة بشكل كبير بنسبة تراوح ما بين ٣٠ الى ٥٠ في المئة مقارنة مع مستوياتها قبل ١٢ شهراً.
وأمام هذا التراجع، من الصعب القول إن الخسائر لم تكن كبيرة أكان الفرد وسيطاً في مصرف كبير او من أصحاب الودائع البسيطة او مساهماً منذ عشرين سنة في خطة تقاعد. ويبقى السؤال: من المستفيد من كل هذه الخسائر؟ أهم تجار الذهب، المعدن الذي لم يتدهور سعره على خلفية الأزمة المالية؟ او المستثمرون الذين يستفيدون من انهيار البورصات لتحقيق أرباح؟ او صناديق المضاربة التي تجني أرباحاً على هوى تقلبات الأسواق؟.
وعلى غرار رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الذي رأى ان »مليارات الدولارات او اليورو كانت اصطناعية قبل تصحيح البورصات«، قلل خبراء اقتصاد من شأن الأرقام المعلنة وأكدوا ان الاموال لا تزال موجودة. وقال البريطاني جون سلومان من جامعة بريستول »عندما نقول إن الخسائر تقدر بآلاف المليارات فإننا نسيء التعبير. وعلينا القول إن قيمة سوق الأسهم تراجعت بآلاف المليارات وهو أمر مختلف تماماً«.
وحلل الاميركي روبرت شيلر من جامعة يال الوضع بالطريقة ذاتها. وقال »تصوروا ان تطلبوا يوماً من مؤسسة تحديد قيمة منزلكم اذا أردتم بيعه. في اليوم التالي تجدون مؤسسة اخرى تعطيكم سعراً اقل ب١٠ في المئة. فهل خسرتم مالا؟. بالطبع لا ما زال لديكم أموالا في جيبكم او في حسابكم المصرفي«. وتابع إن »الأمر سيان في البورصة. لا احد يخسر مالاً بما لهذه الكلمة من معنى. ليس هناك اي لغز لأن المال لا يزال موجوداً. إن الاسواق تخسر فقط من قيمتها«.
ويؤكد الخبيران إنه لا يمكن تثمين البورصات بشكل مطلق. وقال سلومان ان »قيمة الأصول رهن بالعرض والطلب. انه السعر الذي تحصلون عليه في هذا اليوم اذا قررتم البيع ولا يتعلق إلا بالأسهم التي يتم التداول بها. بينما قال شيلر إن »الدول تحتسب الأموال المتوفرة من خلال جمع الأوراق والقطع النقدية المتداول بها وودائع الأفراد في المصارف. وهذا الإجراء لا يعكس التقلبات اليومية للبورصات«. لكنه اقر بأنه »من الصعب« التمييز بين ثروة السوق وقيمتها.
في بريطانيا يتم حالياً، بحسب أرقام المصرف المركزي البريطاني، التداول بـ٥٠ مليار جنيه (٦٤ مليار يورو) بالأوراق والقطع النقدية، في مقابل ١٨٠٠ مليار قيمة الودائع المصرفية. وهذه المبالغ التي تحتسب شهرياً تزداد باستمرار حتى منذ بداية السنة. وهذا المفهوم يدعم رأي رجل الأعمال الاميركي الثري روبرت سارنوف الذي توفي عام ١٩٩٧ واعتبر ان المالية »ليست سوى فن انتقال الاموال من يد الى اخرى حتى تختفي«.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...