إسرائيل تراهن على كعكةهندية لاستثمارات عسكرية بـ100مليار دولار
كشف النقاب في إسرائيل أمس عن مشروع كبير للصناعات العسكرية الإسرائيلية في الهند. ويدور المشروع أساسا حول شراكة بين «سلطة تطوير الوسائل القتالية» (المعروفة باسم «رفائيل»)، وهي إحدى أهم شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، مع شركة هندية لإنتاج بعض منتجات الشركة الإسرائيلية في الهند. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن الحديث يدور عن مشروع بمليارات الدولارات يشكل إضافة للعلاقة العسكرية القائمة أصلا بين الهند وإسرائيل، والتي تطورت بشكل كبير في العقدين الأخيرين. وتأمل إسرائيل في أن تنال أكبر قدر ممكن من كعكة الاستثمار الهندي في الصناعات العسكرية في العقد المقبل، والتي تقدر بما لا يقل عن مئة مليار دولار.
وبحسب ما نشر أمس في المجلة الاقتصادية لصحيفة «معاريف» فإن شركة «رفائيل» الإسرائيلية ستقيم بالشراكة مع شركة «بهارات ألكترونيكس» (المعروفة باسم «بل») الحكومية الهندية مشروعا لتطوير منظومات صواريخ متقدمة. ونقلت «معاريف» هذه المعلومات عن نائب المدير العام للتسويق في «رفائيل» لوبا دروري الذي شارك في معرض «ديف إكسبو» لمنظومات الدفاع البرية والبحرية الذي انتهى قبل يومين. وبحسب دروري فإن شركة «بل» الهندية ستحتفظ بحوالى 74 في المئة من أسهم المشروع الجديد فيما تملك «رفائيل» الحصة الباقية.
وأوضح دروري لصحيفة «معاريف» أن شركته، «رفائيل»، غير معنية بامتلاك 49 في المئة من أسهم المشروع. غير أنه عاد وأقر بأن الحكومة الهندية لن توافق على منح الشركة الإسرائيلية مثل هذه الحصة. وبالعموم شدد دروري على أن المشروع سيركز على تطوير تكنولوجيا حديثة للصواريخ وأن حجمه النهائي سيرتبط بعدد خطط التطوير التي ستتم في الهند. ونقلت «معاريف» عن مصادر في «رفائيل» تأكيدها أن التقديرات تشير إلى أن قيمة المنظومات التي سيتم تطويرها في هذا المشروع ستبلغ مليارات الدولارات.
من جهة أخرى، أكد مصدر رفيع المستوى في شركة «بل» الهندية لـ«معاريف» أمر الاتصالات الجارية مع شركة «رفائيل» من أجل إقامة المشروع الجديد. وبحسب كلامه فإن الصواريخ المنتجة في الهند تحوي منظومات توجيه مسيطرا عليها، لكن بالتأكيد هناك مجال لإدخال تكنولوجيات أكثر تقدما. وهكذا فإنه بعد المصادقة على المشروع من جانب الحكومة الهندية، سيقام المشروع في المنطقة الصناعية التابعة لشركة «بل» في بنغالور وحيدر أباد. وتشدد الهند في مشروعها مع إسرائيل على إدراج منتجاتها الوطنية ولذلك فإن شركة «رفائيل» تستعد لتلبية هذا الطلب.
وكان قد انتهى قبل يومين معرض «دف إكسبو» الذي يعقد للسنة السادسة على التوالي. وشاركت فيه هذه المرة 650 شركة من 23 دولة. وشددت «معاريف» على أن إسرائيل جذبت الأنظار من بين كل هذه الدول. فقد شاركت من إسرائيل 24 شركة بينها «رفائيل» و«الصناعات الجوية»، وقد عرضت كل واحدة من هذه الشركات منتجاتها من الأسلحة والمعدات الحربية المتطورة. وبلغت مساحة الجناح الإسرائيلي 1248 مترا مربعا.
وأنهى المعرض العقد الأخير الذي غدت فيه إسرائيل المصدر الثاني، من حيث الحجم، للسلاح إلى الهند، ونفذت عقودا بحوالى مليار دولار. وثمة قناعة بأن الهند ستستثمر في الصناعات العسكرية في العقد المقبل ما لا يقل عن مئة مليار دولار لشراء عتاد ومنظومات دفاع مختلفة.
ونقلت «معاريف» عن السفير الإسرائيلي في الهند مارك سوفير، الذي زار معرض «دف إكسبو» برفقة المدير العام لوزارة الدفاع أودي شني، قوله ان «الهند هي إحدى أكبر الأسواق في عالم الصناعات الأمنية، ونحن ببساطة لا يمكننا السماح لأنفسنا بالغياب عن معرض كهذا». وأشار إلى أن إسرائيل لا تحاول في هذه المرحلة منافسة شركات السلاح الكبرى من روسيا وفرنسا وأميركا وهي تركز على تطوير وإنتاج منظومات سيطرة للطائرات تسمح لها بالبقاء في المنافسة.
ورفض سوفير والمسؤولون الإسرائيليون الإسهاب في الحديث عن المنتجات الإسرائيلية التي تنوي تل أبيب بيعها للهند، لكن في أعقاب الهجمات الإرهابية على مومباي في تشرين الثاني العام 2008، توثق التعاون الأمني بشكل كبير بين الدولتين. وبحسب ما نشر في الصحافة الأجنبية، فإن إسرائيل عرضت على الهند أسلحة متطورة ووسائل رؤية من خلف الجدران أو حول الجدران، بل قامت بتدريب رجال أمن هنود.
وتشير الزيارات المتبادلة بين رئيسي الأركان في إسرائيل غابي أشكنازي والهند ديباك كابور في الأشهر الأخيرة إلى تعميق التعاون العسكري والعلاقات الأمنية بين الدولتين. وبقدر ما هو معلوم فإن إسرائيل زودت الهند بصواريخ «باراك»، ومنظومات صواريخ «سبايدر»، وأجهزة رادار وطائرات من دون طيار ومعدات أخرى.
وبموازاة ذلك، فإن إسرائيل والهند تطوران بشكل مشترك منظومات دفاعية بينها منظومة «MRSAM» القادرة على تدمير الطائرات والطائرات من دون طيار على مسافة 120 كيلومتراً، وكذلك منظومة «IAI DRDO» المعدة لسلاح البحرية الهندي.
كما أن إسرائيل والهند تتعاونان بشكل كبير في مجال الفضاء والأقمار الصناعية. وفي كانون الثاني من العام الماضي، أطلقت وكالة الفضاء الهندية قمرا صناعيا إسرائيليا لأغراض بحثية. كما أطلقت الهند في نيسان الماضي قمرا صناعيا إسرائيليا للتجسس أعد لمراقبة الحدود الهندية الباكستانية. وقد كثفت الهند بعد عملية مومباي من عمليات شراء الأقمار الصناعية الإسرائيلية بهدف تحسين قدراتها الأمنية.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد