إسرائيل تستضيف مؤتمراً لحظر التجارب النووية!
في وقت تحتدم فيه الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية حول الاتفاق النووي مع إيران، من المقرر أن تستضيف إسرائيل الأسبوع المقبل مؤتمراً دولياً، بحضور عربي وإسلامي بشأن حظر التجارب النووية.
ويتسم عقد هذا المؤتمر في إسرائيل بأهمية خاصة، نظراً لأن تل أبيب من الدول النووية المعروفة، والتي تطالب الدول العربية بإلزامها بالانضمام إلى معاهدة حظر السلاح النووي.
وأشارت صحيفتا «معاريف» و «هآرتس» إلى أن المؤتمر الدولي الذي يُعقَد في إسرائيل سيشارك فيه حوالي مئة مندوب، بينهم مندوبون عن دول إسلامية لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، وعربية منها مصر والأردن.
وقد خصّص المؤتمر لبحث موضوع حظر التجارب النووية. وذكرت «معاريف» أنه كشرط لعقد المؤتمر، وعدت وزارة الخارجية بالحفاظ على سلامة وأمن المشاركين من الدول التي ليست لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل.
وتعقد المؤتمر منظمة المعاهدة الدولية لمنع التجارب النووية، والتي تعتبر إسرائيل أحد أعضائها. ويهدف لاستخلاص الدروس من نتائج مناورة ميدانية جرت في تشرين الثاني العام 2014 في الأردن، ونشرت للمرة الأولى في «معاريف» هذا الأسبوع. وقد فحصت المناورة، التي أحد مدرائها إسرائيلي، جاهزية مراقبي المنظمة للعثور، التشخيص والتعطيل لتجارب نووية مشبوهة، في حال تنفيذ تجارب كهذه.
وفي إطار المؤتمر ستنظم اللجنة الإسرائيلية للطاقة النووية ورشة عمل حرفية حول موضوع حظر التجارب النووية. وسيعقد قسم من ورشة العمل في رمات غان، فيما سيعقد القسم الثاني في حزيران المقبل في فيينا. وسيستمر المؤتمر حوالي خمسة أيام.
ومعروف أن منظمة معاهدة حظر التجارب النووية أقامت في أرجاء العالم مئات المحطات التي تهدف لاكتشاف التجارب النووية. وفي إسرائيل أقيمت محطتان كهذه، واحدة قرب إيلات وأخرى في جبل ميرون، ويوجد أيضاً مختبر يعمل في المفاعل النووي في ناحل سوريك. ويترأس المؤتمر المدير العام لمنظمة معاهدة حظر التجارب النووية لسينا جورب، وسيلتقي بوزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتس، ومع قادة لجنة الطاقة الذرية في إسرائيل ومع شخصيات أخرى.
وأشارت «معاريف» إلى أن أحد أهداف زيارة جورب إلى إسرائيل هو السعي لإقناعها بالتصديق على المعاهدة. وكانت تل أبيب وقعت على المعاهدة في العام 1966، لكنها لم تصادق عليها بعد. وإسرائيل هي واحدة من ثماني دول لم تفعل ذلك. والدول الأخرى هي الولايات المتحدة، إيران، كوريا الشمالية، باكستان، الهند، الصين ومصر. ومن دون مصادقة الثماني، لا تكون المعاهدة سارية المفعول. وفي منظمة حظر التجارب النووية يقولون إنه إذا لم تصادق إسرائيل على الميثاق، فسيسير في أعقابها باقي أو قسم من الدول التي لم تفعل ذلك. وقد وقعت على معاهدة حظر التجارب النووية 183 دولة في العالم، وهو ما سهّل إنشاء منظومة لمراقبة التجارب النووية حول العالم.
وكانت التجربة التي أجريت في الأردن، بمشاركة خبراء من دول عدة، شملت جمع عينات من التربة والمياه لاكتشاف الإشعاعات فيها. وفي ختام التجربة أعلن الأمين العام للجنة الدولية أنه عبر هذه التجربة «أظهرنا للعالم أنه لا أمل البتة في إمكانية أن يحاول أحد إخفاء عنا قيامه بتفجير نووي».
ونشرت «هآرتس» أنه في إطار تبادل الرسائل بين المندوبة الإسرائيلية في الوكالة الدولية للطاقة النووية ميراف أوديز وجورب، تمّ التوافق على أن الهدف الأساس للورشة هو تنفيذ «تقييم شامل» للتجربة الميدانية التي أجريت في الأردن والبحث أيضاً في اقتراحات لأعمال لاحقة. وقالت الصحيفة إن 50 مندوباً من دول مختلفة، فضلاً عن 20 خبيراً من الوكالة الدولية، سيشاركون في المؤتمر.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد