احتجاجات على السكن بالجزائر
اشتبك عشرات الشبان في بلدية شرقي الجزائر العاصمة مع الشرطة التي تصدت لقنابلهم الحارقة وحجارتهم بالغازات المسيلة للدموع، في مشهد بات شبه مألوف في هذا البلد، لكن دون أن تستطيع المعارضة مع ذلك خلق زخم حقيقي في الشارع تضغط به على النظام.
وبدأت الاشتباكات صباحا في حي ديار المحصول في بلدية المدنية عندما أغلق بضع عشرات من الشبان إحدى الطرق، مطالبين بتوفير مساكن محترمة، لتتدخل الشرطة -بعد رفضهم فتح المسلك- بالعصي والغاز المسيل للدموع، وتقع اشتباكات سقط فيها جرحى حسب الموقع الإخباري "كل شيء عن الجزائر".
وقال الموقع إن مسؤولا كبيرا طلب من المحتجين -الذين ارتفع عددهم لاحقا إلى 150- تعيين ممثلين عنهم لبحث مطالبهم، لكنهم رفضوا المحادثات، وطالبوا بالكشف عن برنامج تفصيلي وعدت به السلطات قبل عام ولما ينفذ بعد، تضمن ترحيلهم من الحي الذي تقطنه 1500 عائلة، وبني قبل نحو 50 عاما، ويعد من أكثر أحياء الجزائر كثافة سكانية.
وقال أحد المحتجين لرويتزر "نعيش كالكلاب، نعيش في شقة واحدة مع كل العائلة ونحن هنا منذ الستينيات".
لكن المحتجين حسب ما نقلت رويترز أكدوا أن مطالبهم ليست سياسية ويريدون فقط مساكن أفضل.
وبات الاحتجاج في الجزائر مشهدا مألوفا في السنوات الأخيرة، لكنه ظل محليا، ولم تستطع المعارضة رغم التململ الاجتماعي الكبير (الذي تجسده إضرابات شبه يومية في قطاعات كثيرة) خلق زخم في الشارع تضغط به على السلطة.
وتحول السبت إلى مناسبة تقليدية تنظم فيه بعض منظمات المجتمع المدني وأحزاب صغيرة مسيرة أسبوعية، تتراوح مطالبها بين إسقاط النظام وإجراء إصلاحات حقيقية، لكن أعداد المشاركين فيها مع ذلك ما فتئ يتناقص.
وينظر النظام الجزائري بعين الريبة إلى أي احتجاج في ضوء ثورتين أطاحتا برئيسيْ تونس ومصر، وتدفع بقوات كبيرة جدا لاحتوائه ولو كان عدد المحتجين محدودا، وكذلك كان الشأن في مواجهات اليوم، إذ كان معدل رجال الشرطة نسبة إلى المحتجين واحدا إلى اثنين تقريبا.
المصدر: رويترز+الصحافة الجزائرية
إضافة تعليق جديد