استقبال تركي فاتر للطالباني

08-03-2008

استقبال تركي فاتر للطالباني

أكدت الشرطة العراقية ارتفاع حصيلة التفجيرات في حي الكرادة وسط بغداد الى 70 قتيلا و120 جريحاً، فيما أثار تنفيذها بعبوات، أسئلة كثيرة عن جدوى الإجراءات الأمنية في هذا الحي الذي تقطنه غالبية شيعية وأعداد كبيرة من المسيحيين. ويعتبر الحادث من أكثر الهجمات دموية في بغداد منذ حزيران (يونيو) الماضي.

على صعيد آخر، اعترف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ضمناً، بانشقاقات في تياره، معلناً ان «بقاء الاحتلال وانحراف الكثيرمن المقربين»، ورغبته في الدراسة، كلها أسباب دفعته الى الانعزال منذ أكثر من عام.

الى ذلك، لم يقبل الجيش التركي تنفيذ الاجراءات البروتوكولية الخاصة باستقبال الزوار الرسميين، رافضاً استعراض حرس الشرف لدى استقبال الرئيس عبدالله غل نظيره العراقي جلال طالباني في أنقرة، كما رفض تأمين حراسته، ما اضطر الرئاسة التركية الى اعتبار الزيارة زيارة عمل.

واكدت الشرطة العراقية أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير عبوتين متزامنتين وسط حي الكرادة التجاري في بغداد الى 70 قتيلاً و120 جريحاً. و «الكرادة» منطقة سكن عريقة في بغداد، فيها مجمعات تجارية يقصدها الأهالي من مناطق مختلفة. وكانت الشرطة لجأت، بعد تفجيرات متكررة في الحي، الى منع وقوف السيارات على جانبي الطريق، لكن الاجراء لم يحل دون تعرضه لهجمات.

ودان رئيس الوزراء نوري المالكي التفجيرين، وقال في بيان انها «جريمة بشعة جديدة ضد المدنيين الأبرياء تكشف الحقد المتأصل للإرهابيين ضد الشعب العراقي ويأسهم من تحقيق مخططاتهم الشريرة بعد الهزائم المتكررة التي تلقوها على أيدي أبناء قواتنا المسلحة».

ويتبنى عادة تنظيم «دولة العراق الاسلامية» حوادث من هذا النوع بعد أيام من تنفيذها. وكانت مصادر عسكرية في محافظة ديالى قالت ان «ستار جابر وزير المال في التنظيم وعمار حمد دعيان الذي يلقب بمحافظ صلاح الدين لقيا مصرعهما أمس مع أربعة من عناصرهما في غارة أميركية».

الى ذلك، أصدر زعيم التيار الصدري في العراق، رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، أمس بياناً يحدد أسباب قراره «الانعزال والانزواء»، أبرزها «الدراسة والتعلم» وفقاً «لوصية» والده الإمام محمد صادق الصدر، و «تفرق الكثير من المقربين لأسباب دنيوية ونزعة تسلطية».

لكنه وصف هذه الأسباب بأنها «ثانوية»، وانتقد «انغماس الكثيرين ممن كنا نحسن الظن بهم في مهاوي السياسة والدنيا، فعبرت عن عدم قبولي لهذا بالانزواء والانعزال ان صح التعبير». وقال إن من أهدافه «تحرير العراق وجعل مجتمعه اسلامياً مؤمناً مخلصاً (...) لعلي حتى الآن لم أفلح بكلا الأمرين (...) فبقاء المحتل وعدم انصياع الكثير وانحرافهم عن جادة الصواب دفعني للانعزال عنهم احتجاجاً على ذلك وإفراغاً لذمتي أمام الله». وتابع ان «الساحة العراقية الآن عبارة عن ساحة للسياسة الدنيوية المحضة. لذا، ارتأيت ان أكون بعيداً عنها الى ان أجد المصلحة في الرجوع ان زال باقي الأسباب».

وأكد، وفقاً للبيان، أن «هذا لا يعني عدم وجود مقربين وكّلتهم نيابة عني لإدارة أمور المجتمع وخدمته، فالمسؤول إما يباشر عمله بنفسه أو ينوب عنه غيره إذا كانت الظروف غير مواتية، لذا جعلت لجنة لإدارة أموركم».

ويتزعم الصدر ايضاً ميليشيا «جيش المهدي»، واتخذ قراراً جديداً بتجميده الشهر الماضي بعد انتهاء مهلة قرار أول اتخذه في آب (اغسطس) 2007 لمدة ستة أشهر إثر مواجهات دامية أوقعت عشرات القتلى في كربلاء.

من جهة أخرى، أجرى طالباني محادثات مع نظيره التركي عبدالله غل خلال زيارته الأولى لأنقرة، وقاطع الجيش التركي الزيارة، حتى انه رفض توفير الحماية المعتادة لكبار الزوار في المطار وفي القصر الجمهوري، ما اضطر الرئاسة الى وضع الزيارة في اطار زيارة عمل غير رسمية، بعدما رفض الجيش إجراء عرض لحرس الشرف أو اطلاق المدافع تحية، وهي تفاصيل بروتوكول الزيارات الرسمية.

وعلى رغم ذلك، أصر طالباني على زيارة ضريح اتاتورك وهو تقليد غير متبع في زيارات العمل ، فيما اعتبرت الاوساط السياسية التركية هذه الزيارة بمثابة اشارة الى احترام طالباني للتجربة العلمانية الديموقراطية في تركيا.

سياسياً، رحبت أنقرة بضيفها العراقي وكان نائب رئيس الوزراء جميل شيشيك في مقدم المستقبلين في المطار مع السفراء العرب والنواب الاكراد في البرلمان التركي، ما اعتبر رسالة اعتذار قوية من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم للرئيس العراقي.

وأعد القصر الجمهوري استقبالاً رمزيا لطالباني والوفد المرافق، وخلال المحادثات حاولت أنقرة الفصل بين عملياتها في شمال العراق والعلاقة مع بغداد، واكد المسؤولون الأتراك رغبتهم الجادة في فتح صفحة جديدة مع القيادات الكردية في العراق.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...