اشتعال محور تلعفر: عيون «الحشد» على الحدود السورية
بعد مرور نحو اسبوعين على بدء القوات العراقية عمليات تحرير الموصل من تنظيم «داعش» في الـ17 من الشهر الحالي، أشعلت قوات «الحشد الشعبي» معارك محور تلعفر لقطع طريق الامدادات عن التنظيم الارهابي، متوعدة الارهابيين بمطاردتهم حتى الداخل السوري، نظراً لتداخل الجبهات.
المتحدث باسم «الحشد الشعبي» احمد الاسدي أكد، أمس الأول، أن «هدف العملية في محور تلعفر هو قطع الامداد (لداعش) بين الموصل والرقة»، موضحاً أن «العمليات انطلقت من منطقة سن الذبان (جنوب الموصل) وتهدف الى تحرير الحضر وتل عبطة وصلال وصولا الى تلعفر».
واستعادت قوات «الحشد» عدداً من القرى ومساحة شاسعة من الاراضي خلال اليوم الاول من المعارك، وقد بلغت قرية امريني التي تبعد 45 كيلومترا عن مركز قضاء تلعفر.
وأوضح الأسدي أن «القوات وبعد تحرير كل قرية أبقت على السكان في منازلهم وقامت بتوفير كل ما يحتاجونه»، مشيراً الى أنه «في كل المحاور التي نتقدم بها يشترك معنا الآلاف من ابناء هذه المناطق لتطهيرها من سيطرة تنظيم داعش».
وفي سياق تلاقي المحاور، أشار الأسدي إلى أن «الساحتين السورية والعراقية متداخلتان، ما يستدعي الذهاب الى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي وهذا سيكون من خلال التنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية». وأعرب عن استعداد قوات «الحشد» لعبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات الجيش السوري بعد تحرير الموصل من «داعش».
وكان مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض أعلن في وقت سابق، إمكانية دخول القوات العراقية إلى الأراضي السورية بعد تحرير الموصل.
وقال خلال مشاركته في ندوة بعنوان «تحديات الأمن الوطني بعد تحرير الموصل» عُقدت في النجف، أن «العراق يشترك مع سوريا بحدود ومناطق مشتركة واسعة»، مشيرا إلى أن «الساحة السورية متداخلة بالساحة العراقية، وقد نضطر للدخول في مناطق سورية لردع تنظيم الدولة، بعد تحرير الموصل». وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من كلام مماثل لنائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس جاء فيه أن الوجهة الآتية لـ «الحشد» بعد معركة الموصل هي الأراضي في الشرق السوري.
من جهته، قال قائد «منظمة بدر» التابعة لـ «الحشد» هادي العامري، متحدثاً من قرية عين ناصر على الضفة الغربية لنهر دجلة، إن «معركة الموصل ليست نزهة.. تحتاج إلى زمن تحتاج إلى دقة تحتاج الى نَفَسٍ طويل».
بدوره، اتهم المتحدث العسكري باسم حركة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، أمس، القوات الأميركية بأنها تحاول عرقلة سير العمليات العسكرية في المحور الغربي «من خلال بث ترددات خاصة للتشويش على منظومة اتصالاتنا».
وتقدمت القوات العراقية باتجاه مدينة الموصل من جهتي الجنوب والجنوب الشرقي، أمس، مدعومة من «التحالف الدولي». كما أحبطت القوات العراقية الجمعة محاولة جديدة لتنفيذ هجوم لـ «داعش» يستهدف الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار غرب العراق.
وفي تكرار لأخطاء «التحالف الدولي»، أفادت مصادر امنية، أمس الأول، عن مقتل اربعة من قوات الجيش العراقي إثر تعرض إحدى قطعاته لقصف مصدره «التحالف» قرب تلكيف.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أكد خلال حفل لمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية في أنقرة، أن بلاده تعتزم تعزيز قواتها المنتشرة في بلدة سيلوبي الواقعة على الحدود مع العراق، محذراً قوات «الحشد الشعبي» من مهاجمة التركمان في بلدة تلعفر، قائلاً: «إذا قام الحشد الشعبي بزرع الرعب هناك، فسيكون ردنا مختلفا»، من دون ان يحدد التدابير التي سيتخذها.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «نيويورك بوست» في عددها الصادر أمس الأول، أن «أردوغان يمكن أن يقوِّض جهود سحق داعش، وهناك مخاطر بأن يفعل هذا بطريقة يمكن أن تشعل فتيل حرب إقليمية جديدة». واشارت الى أنه في وقت يخشى فيه الرئيس التركي من المكاسب التي حققها أكراد سوريا في مواجهة «داعش»، فإنه يطالب بأن يكون لديه مكان على الطاولة في معركة تحرير الموصل في العراق. وإذ لفتت إلى أنه قام بإرسال قواته وانتهك الأراضي العراقية، أشارت إلى أنه ربما يخطط لإبقاء تلك القوات في العراق.
وذكَّرت بقوله إن «تركيا لن تقبل طواعية بعد الآن حدود بلادنا» المرسومة، في إشارة واضحة إلى مطالبة بلاده باسترجاع الموصل والتي يعتبر انها امتداد لاراضي الحقبة العثمانية.
من جهة ثانية، أوضح المستشار الإعلامي لرئيس برلمان إقليم كردستان طارق جوهر، أمس الأول، أن العلاقة بين بغداد وأربيل تحتاج إلى إعادة صياغة، وتشكيل «كونفدرالية» بين الإقليم وباقي أجزاء البلاد، لافتاً إلى أنه في حال فشل ذلك سيكون الاختيار هو إجراء استفتاء على الاستقلال وإنشاء الدولة الكردية في شمال العراق.
وأضاف: «في السابق، كان بحث هذا الموضوع صعباً وغير مقبول، لكن بعد الأحداث التي مر بها العراق خلال السنوات الأخيرة تغير الوضع، ويجب على الساسة العراقيين، أن ينظروا إلى مستقبل العراق وما يهدد وحدته من أخطار».
يذكر أن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان البرزاني أدلى مؤخرا بتصريح لمجلة «بيلد» الألمانية أكد فيه أنه يريد مناقشة «استقلال» الإقليم المتمتع بحكم ذاتي واسع، حال تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش».
وكالات
إضافة تعليق جديد