افتتاح المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني المصري

19-09-2006

افتتاح المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني المصري

يفتتح اليوم المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني الحاكم في مصر، وسط تضاؤل الاهتمام الشعبي، الذي لم تفلح الحملة الإعلامية الضخمة التي يقودها الحزب الوطني في حشد الدعم الجماهيري للمؤتمر الذي يعقد تحت عنوان الفكر الجديد والانطلاقة الثانية نحو المستقبل ، في وقت تتصاعد فيه وتيرة الجدل السياسي في مصر حول مصير ملفات مهمة، كالإصلاح السياسي وعملية الانتقال الديموقراطي والتوريث السياسي وحرية الصحافة والتعديلات الدستورية.
وتكهنت المعارضة المصرية بأن يدشن المؤتمر رسميا العد التنازلي لبدء توريث السلطة لجمال مبارك، نجل رئيس الجمهورية، أمين لجنة السياسات في الحزب عبر تسمية مبارك الابن أمينا عاما للحزب الوطني ليحل محل صفوت الشريف، الذي أشارت تكهنات إلى أنه بدأ يلملم أغراضه من مكتبه، وأن التغيير سيأتي في إطار المفاجآت التي يذهل بها الحزب الوطني جموع المصريين وخصومه من المعارضة في كل مرة يعقد فيها مؤتمره السنوي العام، إلا أن قيادات في الحزب الوطني نفت وجود أي نية للتغيير في هيكلية قيادة الحزب.
وكان مبارك نفى، خلال عودته من السعودية أمس الأول، ما يتردد من شائعات حول وجود تغيير في الحزب الوطني خلال المؤتمر. وقال إن هناك من يطلق الشائعات ثم يصدقها .
وسبب تلك التكهنات، قيام بعض قيادات الحزب الوطني برفع سقف التوقعات من مؤتمر الحزب، عبر التركيز على القضايا والمنجزات التي يتناولها المؤتمر، وتصويرها كأنها استكمال لخطة ما ظاهرها الإصلاح فيما باطنها، بحسب المعارضة، المزيد من الخطوات لتنصيب جمال مبارك رئيسا.
إلا أن محاولات الحزب الوطني منيت عشية بدء أعمال المؤتمر بضربة قاضية، حين كشفت صحيفة المصري اليوم المستقلة، أمس، أن 58 عضوا من الحزب الوطني وجهوا مذكرة إلى الرئيس مبارك، بوصفه رئيس الحزب، يحتجون فيها على اختيارات وسياسات المجموعة المحيطة بجمال مبارك .
وأشتكى هؤلاء، في هذه الخطوة غير المسبوقة، من أن التيار المسمى إصلاحيا يسيء الى الحزب وإرادة أعضائه ، مطالبين مبارك بدعمهم في مواجهة ما يسمى بالتيار الذي يستمد قوته من قربه من جمال مبارك، على حد قولهم. ومن شأن تلك الخطوة، التي من المتوقع أن تتعزز بحملة توقيعات داخل الحزب، أن تؤثر على الصورة التي يقدمها الحزب باعتباره موحدا، وتدحض محاولات الحزب التقليل من حدة الصراع بين الأجنحة المختلفة بداخله.
وأشارت مصادر في الحزب الوطني إلى أن أمانة السياسات قد أعدت 28 ورقة عمل لطرحها على المؤتمر، وهي تتراوح بين التعديلات الدستورية التي يقترحها الحزب لمعالجة المشكلات المزمنة، وعلى رأسها البطالة والمواصلات والإسكان.
وبرغم تأكيد الأمين العام للحزب صفوت الشريف أن التعديلات الدستورية المقرر تناولها خلال المؤتمر لن تتناول المادتين 76 و,77 إلا أن مفيد شهاب جدد بأن وضع ضوابط على صلاحيات الرئيس ستكون واحدا من أهم الملفات التي يتناولها المؤتمر، بالإضافة إلى قانون مكافحة الإرهاب الذي يدرس الحزب استبدال قانون الطوارئ به.
وبدت المعارضة المصرية غير منبهرة على الإطلاق بحملة الدعاية الضخمة والمحمومة للحزب. وأصدرت أحكاما قاطعة بأن المؤتمر ليس سوى مسرحية ، مطالبة ب محاكمة حزب الكوارث والخراب والفساد والتعذيب .
ليس ثمة توقعات كبيرة من المؤتمر، وهو أمر دفع إحدى المشاركين، وهي دبلوماسية أميركية سابقة تحضر المؤتمر، لأن تعرب عن استغرابها لحملة رفع التوقعات التي يقوم بها الحزب، في حين أن لا شيء جديدا سيرشح عنه . وقالت  إن ثمة خيبة أمل كبيرة في واشنطن حيال جمال مبارك وبرنامجه للإصلاح . وقالت إن موقف واشنطن من دعم الديموقراطية في مصر ما زال قائما ، إلا أن المشكلة تكمن في أي طريق نسلكه . وأضافت أن واشنطن لا تدعم سيناريو التوريث، وأنها تفضل شخصا ليبراليا تكنوقراطيا من خارج المؤسسة الأمنية والعسكرية .
واستغربت الدبلوماسية الاميركية إشادة الرئيس الاميركي جورج بوش مؤخرا بمن وصفهم بمجموعة الإصلاحيين، معتبرة أن ذلك دلالة على أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بوجهة النظر التي يتم الترويج لها، وهي أن هناك أخيارا وأشرارا داخل النظام المصري، وهو على هذا الأساس امتدح من اعتبرهم متفقين مع وجهة النظر الأميركية، فيما الآخرون الذين يقومون بأعمال تسلطية مثل حبس رئيس حزب الغد أيمن نور كما ضرب هو مثلا لا يتعاطى معهم .
وأشارت مصادر في الحزب الوطني إلى أن أعمال المؤتمر ستستمر ثلاثة أيام، تتضمن جلسات عامة، على أن يبدأ بجلسة افتتاحية برئاسة الشريف، فيما يتحدث رئيس الوزراء في اليوم الثاني للمؤتمر، الذي يختتمه مبارك مساء الخميس المقبل.
إلى ذلك، تظاهر المئات من أعضاء حركة كفاية وأحزاب المعارضة وسط القاهرة للتنديد بمؤتمر الحزب الحاكم. وهاجم المتظاهرون مبارك. وطالبوا بمحاكمة رئيس الوزراء أحمد نظيف وأعضاء حكومته على الكوارث التي شهدتها مصر، وبينها غرق عبارة مصرية في البحر الاحمر وحوادث القطارات.

اميمة عبد اللطيف

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...