الأسد: لا أمل بسلام قريب ونتبادل الدعم مع قبرص

05-11-2010

الأسد: لا أمل بسلام قريب ونتبادل الدعم مع قبرص

أكد الرئيسان بشار الأسد والقبرصي ديمتريس خريستوفياس، أمس، ضرورة حل قضايا المنطقة بالحوار وعلى أسس الشرعية الدولية، واتفقا على «أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام الذي يعيد الأمور إلى طبيعتها في العلاقات بين الجميع». وأشار الأسد إلى أن «موقف قبرص من عودة الجولان والالتزام بالشرعية الدولية مطابق للموقف السوري»، مكررا التأكيد على «عدم وجود أمل حقيقي في السلام في المستقبل القريب بسبب الممارسات الإسرائيلية». خريستوفياس ينحني للأسد خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في نيقوسيا أمس
وفي حين أكد الأسد أنه لم يبحث مع نظيره القبرصي في الاجتماع المغلق سوى القضية القبرصية، أكد خريستوفياس ردا على سؤال أنه لا يستبعد أن تؤدي سوريا دورا في هذا الموضوع «في حال كانت الظروف مناسبة». وشدد الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بشكل يسمح لكلا البلدين أن يشكل جسرا بين الشرق والغرب. ووقع الجانبان على خمس اتفاقيات مشتركة.
وأكد الرئيسان، في مؤتمر صحافي مشترك بعد اختتام اجتماعين ثنائي وموسع، «على أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومبنية على المصالح المشتركة والدعم المتبادل في القضايا الوطنية».
وأكد خريستوفياس  أن علاقته مع سوريا مبنية على مبادئ شخصية وتاريخية، ابتداء من العلاقة التي جمعت الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مع الزعماء القبارصة وانتهاء بالعلاقة الجغرافية والتاريخية بين البلدين.
ورأى الأسد أن البلدين «جاران يتشاطران البحر وجمال الطبيعة والتاريخ العريق، والعلاقة بينهما تحمل خصوصية موجودة بين أي بلدين جارين أقاما علاقات تاريخية قديمة على المصالح المشتركة وعلى الدعم المتبادل في القضايا الوطنية».
وركز الأسد على الموقع المتميز للبلدين بالنسبة لبعضهما البعض، منوها بموقع «قبرص في شرق المتوسط» وعضويتها في الاتحاد الأوروبي ما «يعطيها ميزة مهمة جداً ويجعلها قاسماً مشتركاً بين المنطقتين من الناحية السياسية والجغرافية والثقافية والاقتصادية».
وقال الأسد «عملياً نحن في سوريا نجاور الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر من خلال جوارنا لقبرص، وهذا الموقع يعطي قبرص ميزة داخل الاتحاد الأوروبي من خلال احتكاكها مع القضايا المعقدة والمشاكل الشائكة في منطقتنا، وتأثرها المباشر بهذه القضايا. لذلك قبرص الآن هي الأقدر على حمل هذه الحقائق الموجودة في المنطقة، ونقلها إلى طاولة المباحثات في الاتحاد الأوروبي لمساعدة نظرائهم الأوروبيين على فهم حقائق منطقتنا بدقة، وبالتالي تفعيل الدور الأوروبي الذي نطالب به دائماً». وشدد على أن هدف الطرفين هو «تعميق هذه العلاقات إلى أبعد الحدود»، حيث اتفقا على «ضرورة تحقيق السلام في المنطقة، وأن الطريق الوحيد هو المفاوضات بهدف تحقيق السلام، الذي يعيد الأمور إلى طبيعتها في العلاقات بين الجميع»، لافتا إلى أن «موقف قبرص من عودة الجولان والالتزام بالشرعية الدولية مطابق للموقف السوري».
وشكر الأسد الرئيس والحكومة القبرصية لموقفهما من الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى تميزها السياسي بالرغم من انتمائها للاتحاد الأوروبي، معتبراً أن «هذا يعني بكل وضوح أن الانتماء لتجمعات كبرى في العالم، وهو شيء ضروري ومفيد لا يلغي الانتماء الأساسي لأي دولة، ولا يلغي الانتماء الجغرافي ولا الانتماء لقضايا الشعوب التي تنتمي إليها».
وقال الرئيس السوري «تحدثنا في المباحثات المغلقة عن القضية القبرصية، وخاصة بعد المبادرة الأخيرة التي أخذها خريستوفياس لحل هذه القضية. واطلعت من خلال شرح الرئيس على مضمون هذه المبادرة التي تبنى على الحل السلمي وعلى المفاوضات. ونحن نتفق في القضايا الوطنية المشتركة حول الأسلوب نفسه للحل بغض النظر عن اختلاف التفاصيل. وأن بناء الثقة ضروري لنجاح مثل هذه المبادرة».
وحول العلاقات الثنائية، قال الأسد إن النقل البحري ربما لا يكون مجدياً الآن باتجاه نقل البضائع، ولكن لا بد من العمل على تأسيس خط لنقل المسافرين والتركيز على الاستثمار في مجال خدمات المصارف والسياحة والاستثمارات المتوسطة والصغيرة، وفي مجال الطاقة البديلة. وأضاف «نستطيع أن نكون جسراً طبيعياً بين الشرق والغرب بشرط أن ننزل بالعلاقات بين البلدين إلى المستوى الشعبي، وفي كل المجالات».
بدوره أكد خريستوفياس أن قبرص وسوريا ملتزمتان بمبادئ القيم، كتطبيق الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة والوحدة الإقليمية والسيادة الوطنية، و«لدينا هدف مشترك في دعم الحل السلمي للخلافات بين الدول».
وقال «خلال المباحثات أطلعت الأسد على آخر تطورات القضية القبرصية ووضعته بصورة حزمة المقترحات التي قدمتها مؤخرا لدعم عملية المفاوضات، وشرحت له تفاصيلها، وأبدى اهتمامه الكبير جدا، وأشكره على هذا الاهتمام. وأكدت مجدداً التزامنا بالتوصل إلى حل عادل يعيد توحيد الدولة والشعب والمؤسسات والاقتصاد على أساس مبادئ الشرعية الدولية، وصولا إلى دولة تتمتع بسيادة وشخصية دولية وجنسية واحدة وتتسم بالاحترام التام لحقوق الإنسان لجميع مواطنيها»، مضيفا «أكدت للأسد الاستمرار في الجلوس معا حول طاولة المفاوضات بنية حسنة، وبمقترحات تدعم العملية السلمية».
وحول إمكانية أن تقوم سوريا بدور وساطة بين الطرفين، قال خريستوفياس إنه «في حين ومتى تكون الظروف مناسبة لا استبعد ذلك».
وعن العلاقات الثنائية، قال خريستوفياس «ناقشنا مع الرئيس الأسد سبل تطويرها وتعميقها، وكذلك سبل الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للبلدين، والدور المهم الذي تؤديه سوريا في العالم العربي وقبرص في أوروبا».
وعبر خريستوفياس عن دعم بلاده لمحاولات إيجاد حل لقضية الشرق الأوسط على أساس مبادئ الشرعية الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة. وقال «لا يمكن أن يعم السلام الدائم في الشرق الأوسط إلا باحترام وقبول قرارات مجلس الأمن من جميع الأطراف، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك حل لقضية الشرق الأوسط من دون إعادة الجولان المحتل لسوريا».
وعن موقف بلاده من المساعدات الإنسانية لغزة، قال «نحن قمنا بمبادرة، وقدمنا مع الحكومة اليونانية اقتراحا للحكومة الإسرائيلية باستخدام مرفأ ليماسول لإيصال المساعدات الإنسانية لغزة، وننتظر جوابهم النهائي، إذ لم يرفضوا بعد، ونرجو أن لا يرفضوا، لأنه من غير الإنساني الاستمرار في هذا الحصار».
وأكد الأسد، خلال لقائه رئيس البرلمان ماريوس غارويان، «سعي سوريا المتواصل لتحقيق السلام، رغم عدم وجود أمل حقيقي في السلام في المستقبل القريب بسبب الممارسات الإسرائيلية ورفضها القبول بقرارات الشرعية الدولية». واطلع الأسد من غارويان على «آخر مستجدات الجهود المبذولة لحل المشكلة القبرصية»، حيث أكد الأسد «أهمية استمرار الحوار وتكثيف الجهود للوصول إلى حل يرضي الطرفين».
وتم التوقيع على مذكرتي تفاهم وثلاثة برامج تنفيذية للتعاون بين سوريا وقبرص في مجالات الطاقة المتجددة وحماية البيئة والنقل البحري والضمان الاجتماعي والإعلام. كما تبادل الرئيسان الأوسمة الرفيعة، قبل أن يزور الأسد كبير الأساقفة في قبرص خريسوستموس الثاني. ومن المتوقع أن تختتم الزيارة اليوم بلقاء بين الأسد وعمدة قبرص، قبل أن يفتتح الرئيسان ملتقى رجال الأعمال المشترك بين البلدين.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...