الأفغانيات يدافعن عن حقوقهن من وراء المقود
في اليوم الأول لسقوط نظام طالبان، ارتدت شاكيلا ناديري عباءتها وبرقعها، وجلست وراء مقود السيارة، وطالبت زوجها بتعليمها القيادة.
وأصبحت شاكيلا المرأة الوحيدة في كابول التي تعلم الفتيات قيادة السيارات، وهو أمر يلقى معارضة قوية من قبل المتشددين. وتقول ناديري (45 عاماً): «قيادة الفتيات تزعج الرجال، لكنني لم أكن خائفة منهم ولن اخاف الآن».
فتحت ناديري مدرستها لتعليم القيادة قبل أربع سنوات بمساعدة زوجها إقبال خان الذي كان سائق أجرة يشعر بالأسى على الأفغانيات اللواتي كن يتعذبن للحصول على وسيلة نقل في بلد لا يسمح فيه للنساء بالتحدث الى الرجال باستثناء الأقارب.
وعندما افتتحت ناديري مدرستها، تلقت تهديدات شفهية من جهات محافظة في المجتمع تشجب قيادة الناس وتعتبرها امراً مخالفاً للاسلام. تراجع بعضهم عن تهديداتهم، لكن ناديري تشكو من أن السائقين غالباً ما يسخرون منها ويحاولون ملاحقتها مما يتسبب أحياناً بانحرافها عن الطريق بطريقة خطيرة. ولا تزال بعض العائلات تمنع بناتها من القيادة خوفاً من أن يؤدي بهن ذلك الى «الضلال»، ومنهن ابنتا ناديري اللتان منعتهما عائلتا زوجيهما من تعلم القيادة.
في البداية تقدمت خمس فتيات بطلبات لتعلم قيادة السيارة وخضعن للتدريب لمدة 36 يوماً للحصول على رخصة قيادة. اما اليوم، فتضم المدرسة 80 فتاة بعضهن من قرى مجاورة. وعلى ناديري ان تقرأ إرشادات القيادة للفتيات في دولة اكثر من 80 في المئة من فتياتها أميات. وأصدرت وزارة النقل الأفغانية 312 رخصة قيادة للنساء في العام الماضي.
وبينما تهم ناديري بالمغادرة متجهة الى سيارتها، تصرخ مجموعة من الرجال: «أنت! نحن نستطيع القيادة ايضاً». «أنا اتصدى لهم كما يفعل الرجال»، تقول ناديري بتجهم، وتروي كيف انها يوماً خرجت من سيارتها، صرخت بوجه رجل كهؤلاء، صفعته على وجهه بقوة لدرجة انه نزف الدماء، ثم عادت الى سيارتها وتابعت تعليم احدى الفتيات القيادة».
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد