الأمريكان متأكدون من إمساك الأسد بالسلطة بعد عامين من العمل ضده
أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، خشيته من أن يؤدي النزاع في سوريا إلى «تفكك» هذا البلد، وذلك عشية اجتماع لمجموعة «أصدقاء سوريا» في اسطنبول غداً، فيما شككت قيادات عسكرية أميركية بإمكانية التدخل المباشر في الأزمة السورية.
وقال كيري، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إن «الوقت ليس في مصلحة حل سياسي، إنه يؤدي إلى مزيد من العنف ومزيد من العناصر المتطرفين والى تفكك سوريا».
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن كيري سيلتقي في اسطنبول «شركاء أساسيين وأعضاء في ائتلاف المعارضة السورية ليبحث في العمق سبل تمكن المجتمع الدولي من دعم المعارضة والتعجيل في (حصول) عملية انتقال سياسي في سوريا». وأضاف إنه سيزور بروكسل بين 22 و24 نيسان للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، وسيلتقي على هامشه نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأضاف كيري، في مجلس الشيوخ، «ما زلت آمل أن يظهر الروس روحاً بناءة في هذه العملية وأن نتمكن من إيجاد طريق للتفاوض». وأوضح أن الهدف من هذه المحادثات هو «وضع الجميع على الموجة نفسها» بالنسبة إلى مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، مشدداً على ضرورة التوصل إلى تفاهم بين قطر والسعودية ودولة الإمارات وأوروبا.
وسيتم التطرق أيضاً إلى مسألة إمداد المقاتلين المعارضين بالأسلحة في ظل خشية الدول الغربية من أن تصل هذه الأسلحة إلى مجموعات متشددة. ولفت كيري إلى أن المخاوف تزداد في سوريا من «مواجهة بين الطوائف، بالغة الخطورة على المدى البعيد، ومن إمكان أن يحصل أشخاص سيئو النية على أسلحة كيميائية».
وقال مدير وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الجنرال مايكل فلين إن الأسد «لا يزال ممسكاً بالسلطة»، مضيفاً إن الحكومة السورية «تحافظ على الأفضلية العسكرية، خاصة في القوة النارية والتفوق الجوي»، كما أنه يبدو أن «الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد لا تزال متماسكة إلى حد كبير»، لكنه أشار إلى أن السلطات السورية «تواصل صراعها مع المنشقين ومشكلة المعنويات وعدم قدرتها على هزيمة المعارضة بشكل كامل». وتابع «لا يوجد أي مجموعة معارضة استطاعت توحيد المجموعات المختلفة حول استراتيجية لاستبدال النظام».
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أعلن أن التدخل العسكري الأميركي لدعم المعارضة السورية «هو الحل الأخير»، لكنه قد يدخل الولايات المتحدة في نزاع طويل. وأضاف إن «التدخل العسكري في هذه المرحلة قد يؤدي إلى إعاقة العمليات الإنسانية، وقد يورّط الولايات المتحدة في حرب عسكرية طويلة، وقد يكون له عواقب غير مقصودة عبر دخول الولايات المتحدة في نزاع إقليمي واسع أو حرب بالوكالة».
وفي حين تعهّد هايغل «بإيجاد طريقة ما يمكننا عبرها مساعدة المتمردين السوريين»، فإنه أشار إلى أن الرئيس باراك أوباما لم يطلب منه أي توصيات بشأن عمل عسكري.
وحيال مطالبة نائب ديموقراطي بإنشاء «مناطق آمنة» للمسلحين ونقل منظومات صواريخ «باتريوت» الموجودة في تركيا إلى قرب الحدود السورية، قال رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي إن نشر «الباتريوت» سيكون غير ذي جدوى لإنشاء «مناطق آمنة»، لانه يجب ان يكون هناك سيطرة على الأرض. وأعلن ان عملية تسليح المعارضة معقدة، لأنها غير منظمة ولا يُعرَف إلى أين ستذهب الأسلحة.
السفير نقلاً عن («بلومبرغ»، ا ف ب)
إضافة تعليق جديد