الإبراهيمي يبلغ كلينتون أنه لا يستعجل خطته والجيش يتقدم في حلب
ابلغ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في نيويورك أمس، انه غير مستعجل لتقديم خطة جديدة لحل الأزمة السورية، بينما اغتنم قادة دول عربية وغربية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس، لمواصلة هجومهم على النظام السوري. وبينما طالب البعض برحيل الرئيس بشار الأسد، دعا آخرون، وتحديدا قطر وفرنسا، الى اما الى تدخل عسكري عربي او «حماية المناطق» التي يحتلها المسلحون، بينما أكدت طهران انه «لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون سوريا الداخلية بحجة دعم الشعب فيها»، مكررة أنها ستدافع عن السيادة والشعب في سوريا باعتبارها محورا للمقاومة أمام إسرائيل.
إلى ذلك، تحتضن دمشق اليوم مؤتمرا جديدا للمعارضة بعد أيام على انتهاء «مؤتمر الإنقاذ الوطني في سوريا». ويجمع «مؤتمر المعارضة الوطنية» أكثر من 30 تياراً وحزباً، بين أحزاب خرجت إلى العلن بموجب قانون الأحزاب الجديد وقوى لها وجود تاريخي في البلاد، مثل الشيوعيين والقوميين السوريين، بالإضافة إلى قوى أخرى تطالب بالتغيير السلمي.
في هذا الوقت، أعلنت القوات النظامية السورية السيطرة على حي العرقوب الكبير في شرق حلب. وقال مصدر عسكري على الأرض لمراسل وكالة «فرانس برس»، إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وان عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». ووقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق» وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «انفجار عبوتين زرعتهما مجموعة إرهابية مسلحة في المبنى» تسبب بإصابة سبعة أشخاص.
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي قوله إن كلينتون والإبراهيمي بحثا، لأكثر من ساعة في نيويورك، سبل توحيد المعارضة السورية ودفع العملية الانتقالية سياسيا. وأوضح أنهما بحثا أيضا «استراتيجيات جديدة للتعامل مع النظام والانتفاضة في سوريا». وأشار إلى أن الإبراهيمي قد يبقي على بعض العناصر التي كانت موجودة في خطة سلفه كوفي انان، موضحا أن «الإبراهيمي ابلغ كلينتون انه غير مستعجل لتقديم خطة جديدة».
وقال مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، خلال لقائه وفدا برلمانيا سوريا في طهران، «لا يحق لأي دولة، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، عربية أو غير عربية، التدخل في الشأن الداخلي السوري بحجة دعم الشعب هناك، وهذا حق متعارف عليه في العلاقات الدولية».
واعرب ولايتي عن اعتقاده أن «الحكومة والشعب السوري تعرضا خلال العام ونصف العام الأخير لاختبار مهم، ولحسن الحظ انه بفضل همم الشعب السوري فشلت المؤامرات ضد سوريا». وقال إن «الأزمة السورية هي رد فعل من جانب مجموعة الدول الغربية بزعامة أميركا، وبدعم من الصهاينة والرجعيين العرب وعدد من المجموعات غير الواعية في سوريا»، معتبراً أن «هذه المجموعات شاركت في تحالف ضد سوريا اثر خطأ في حساباتها».
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي أن «20 شهرا من المساعي التي بذلتها بعض الدول لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا باءت بالفشل، وباتت اليوم كافة الدول تعتقد أن الأزمة السورية يجب أن تحل عبر السبل السياسية». واعلن أن «إيران جادة في الدفاع عن الشعب والسيادة الوطنية في سوريا، باعتبارها محورا للمقاومة أمام الكيان الصهيوني، وستقف دوما إلى جانب الشعب السوري». وأضاف ان «مجلس الشورى الإسلامي يدعم أي خطوة في الدفاع عن سوريا أمام مؤامرات أعدائها». واعتبر أن «أي حل للازمة السورية من دون موافقة الحكومة محكوم بالفشل».
وكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن النظام السوري «يجب أن ينتهي»، داعياً إلى فرض عقوبات عليه. وأكد أن على المجتمع الدولي التحرك من أجل الحيلولة دون أن يتحول التمرد ضد الأسد إلى «دائرة من العنف الطائفي»، مضيفاً ان الولايات المتحدة تريد سوريا «متحدة وجامعة. هذه هي النتيجة التي نعمل من اجل التوصل إليها، من خلال فرض العقوبات ومحاسبة المضطهدين، وتقديم المساعدة والدعم لمن يعملون من اجل المصلحة العامة»، لأن هؤلاء «ستكون لديهم القوة والشرعية ليقودوا» بلادهم.
ودعا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخل عسكري وسياسي عربي في سوريا، مشيراً إلى أن «تدخل القوات العربية أواسط السبعينيات لوقف الاقتتال الداخلي في لبنان أثبت جدواه». وحث جميع الدول على «تقديم كل أنواع الدعم للسوريين حتى يحصلوا على حقوقهم المشروعة».
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال، في مقابلة مع قناة «سي ان ان»، «أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا خلال أسابيع خطة بديلة. ينبغي قبل كل شيء إقامة مناطق آمنة للناس. وهذا يتطلب منطقة حظر جوي. وإذا أراد السوريون خرق هذا، فهذا موضوع آخر. هذا أيضا يحتاج إلى صاحب بأس يقول لهم: لا تفعلوا هذا لأنه غير مسموح به».
وقاومت قوى غربية الفكرة، لكن حمد أشار إلى أن بعض الدول قد تكون مستعدة لتخطي مجلس الأمن الدولي. وأضاف «كثير من الدول العربية ستشارك، وستشارك كذلك دول أوروبية، وآمل أن تنظر الحكومة الأميركية بعد الانتخابات إلى هذه المسألة بطريقة مختلفة، وأنا لا أقصد تدخلاً عسكرياً»، مشددا على ضرورة «اتخاذ بعض التدابير لإنقاذ الشعب السوري».
واعتبر أن «حدوث مواجهة بين السنة والشيعة سيكون كارثة». وقال «هذا سيناريو خطير للغاية، أخشى إذا وقعت حرب أو تصعيد بين السنة والشيعة، فلن يفوز أحد فيها. ستحرق النار الجميع. يجب أن نتجنب هذا بكل السبل».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر أن ما يحصل «كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية»، مضيفاً إنه يتعين على العالم «وقف العنف وتدفق السلاح على الجانبين وبدء عملية انتقالية يقودها السوريون في أسرع وقت ممكن». وتابع «أدعو المجتمع الدولي، خصوصا أعضاء مجلس الأمن ودول المنطقة، إلى دعم جهود الأخضر الإبراهيمي بشكل حازم وملموس».
اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فشدد على ضرورة القيام بتحرك «عاجل» للمجتمع الدولي في سوريا. وقال «النظام السوري ليس له مستقبل بيننا». وأضاف «من دون أي إبطاء أدعو الأمم المتحدة لان توفر على الفور للشعب السوري كل الدعم الذي يطلبه منا وحماية المناطق التي تم تحريرها».
وحول إمكانية نقل عدوى النزاع السوري إلى لبنان، أشار هولاند إلى رغبة فرنسا أن «يكون لبنان محمياً قدر الإمكان». وأضاف «قد تكون هناك مصلحة من قبل النظام السوري في زعزعة لبنان». وأوضح «حتى الآن، الأمر ليس كذلك»، مؤكداً دعم «الجهود» التي يبذلها الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للحفاظ على استقرار البلاد.
السفير، ا ف ب، ا ب، رويترز
إضافة تعليق جديد