الاخوان يواصلون معركتهم الإعلامية... بالطائفية
قبل عزل محمد مرسي، كانت وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين تكذب على الرأي العام للتغطية على فشله كأوّل رئيس بعد «ثورة يناير». وبعد عزل مرسي، ضاعفت وسائل الإعلام الإخوانية أكاذيبها على أمل أن يعود إلى القصر من جديد. لكن لأنهم باتوا الطرف الأضعف، أصبحت الأكاذيب أكثر ولونها الطائفي واضح للعيان. بعد إغلاق القنوات التي تتحدث بلسان الجماعة داخل مصر، لعبت «الجزيرة مباشر مصر» وبعض القنوات المملوكة لحركة «حماس» دوراً في تضخيم تلك الأكاذيب ونشرها على نطاق واسع.
هذه المرة، تصدّى المعارضون لحكم مرسي للإفتراءات الإخوانية لحظة بلحظة، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الإخوان بكثافة لضمان إرتداء دور الضحية طوال الوقت. على سبيل المثال، بعد ساعة واحدة من واقعة إعتصام الحرس الجمهوري فجر الإثنين الماضي، قال الناقد الكروي الإخواني علاء صادق أن عدد الضحايا وصل إلى 200 والجرحى أكثر من 10 الآف، ليعلّق النشطاء بسخرية «هل يضرب الجيش المصري بالأسلحة النووية». وبعد ساعات معدودة، كان العدد الرسمي للضحايا أقل من 60 شخصاً أي ربع الذي ذكره صادق الذي يتهم الجيش المصري كل ساعة بالخيانة. في خطوط موازية، إستدعى نشطاء الإخوان صور الأطفال ضحايا الأحداث في سوريا وأقنعوا قليلي الحيلة في مصر بأنّهم من ضحايا فضّ إعتصام الحرس الجمهوري. فردّ عليهم المعارضون لمرسي سريعاً بما يُثبت عدم وقوع ضحايا أطفال في القاهرة، مترحمين على أطفال الشام الذين ما زالوا يستخدمون سياسياً حتى بعد مصرعهم. وإنتشرت «بوستات» اخوانية تؤكّد أن نصف من يحتشدون في «ميدان التحرير» من عناصر الجيش والشرطة هم بلباس مدني بغية رفع معنويات إعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي، مع نقل بوست يقول إنّ «سي. أن. أن» أكدت أنّ عدد مؤيدي مرسي وصل إلى 45 مليوناً، وطبعاً لن يذهب أحد إلى شاشة القناة الأميركية للتأكد. وعصر أمس، اعتلت سيدة إخوانية منصة إعتصام رابعة العدوية لتؤكد أنّ إبنها المجنّد ينزل إلى «ميدان التحرير» بلباس مدني بأمر من ضابطه، ولا يستطيع المخالفة. وهي المنصة التي شهدت قبل أيام إعلان سيدة إسلامها كما تزعم فهلّل لها وكبّر المتواجدون هناك. وقد وظِّف سلاح الطائفية المقيت في المعركة، فروّج الاخوانيون أنّ الرئيس المؤقت عدلي منصور مسيحي، فإضطرت وسائل الإعلام لذكر اسمه الثلاثي عدلي محمود منصور. ثم خرج حساب منسوب لمذيع «الجزيرة» أحمد منصور يؤكد أنّ الرئيس المؤقت تعود جذوره إلى طائفة يهودية قبل أن ينفي منصور علاقته بالحساب.
محمد عبد الرحمن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد