الانفاق الإعلاني على الأنترنت العربية

21-09-2006

الانفاق الإعلاني على الأنترنت العربية

 بنهاية العقد التجاري الأول للإنترنت العالمية في عام 2010 سيبقى حجم مداخيل الإعلانات المنشورة على الإنترنت العربية هزيلاً، لكنه سيكون حقق واحداً من أسرع معدلات النمو في بلدان ومناطق العالم بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حسب توقعات اثنتين من المؤسسات الأميركية المعنية برصد الانترنت التجارية «نيلسون/نت ريتينغ» و»برايس ووترهاوس كوبرز.»

شهدت صناعة الانترنت أخيراً حدثين من شأنهما أن يعززا قدرة المواقع المؤهلة على نيل حصتها كاملة من الإنفاق الاعلاني الضخم.

فقد نشرت «نيلسون» الاسبوع الماضي نتائج أول رصد متخصص وشامل لنشاط الإعلان عبر الانترنت في الصين. كما أعلن كبار المعلنين العالميين من أمثال «بي إم دبليو» و»فورد موتور» و»فيزا» و»كيمبرلي كلارك» اتفاقهم على المطالبة بإخضاع فواتير الاعلانات التفاعلية لسلطة مدققي الحسابات قبل تسديدها اعتباراً من منتصف العام المقبل.

وطبقا لـ «مكتب الاعلانات التفاعلية»، يزيل اتفاق كبار المعلنين على توثيق فواتير الإعلان سحابة سوداء خيمت على صناعة الانترنت وتسببت بفضيحة مدوية لكبرى بوابات محركات البحث العالمية التي تنفرد بالجزء الأعظم من الإنفاق الاعلاني في أميركا. وأعلنت «نيلسون» من جانبها أن نتائج رصد نشاط الاعلان في الانترنت الصينية كشفت ظواهر أساسية أهمها أن المعلنين العالميين يبدون التزاما قوياً بالترويج لمنتجاتهم وسلعهم عبر الانترنت حتى في الدول التي لا تزيد نسبة انتشار استخدام الانترنت بين سكانها على 10 في المئة.

وأفادت «نيلسون»، التي تتخذ مقرها في نيويورك، أن لائحة المعلنين الأكثر انفاقاً في انترنت الصين تضم شركات السيارات (26 في المئة) والكمبيوتر والالكترونيات (22 في المئة) والسلع الاستهلاكية (11 في المئة). ثم، وبحصص إنفاق تتراوح بين 6 و3 في المئة، الاتصالات والترفيه وتجارة التجزئة والإعلانات المبوبة ومنتجات الأناقة والخدمات العقارية والمالية. وبلغ حجم إنفاق هؤلاء المعلنين في الصين، التي ترتبط بصفات مشتركة مع الكثير من الدول النامية والعربية، في الفترة من أيار (مايو) إلى تموز (يوليو) الماضيين 190 مليون دولار.

وإنفردت السوق الأميركية ومنذ بداية العقد بأكبر حصة من إنفاق المعلنين في الإنترنت. ولا يبدو بأنها تواجه منافسة جدية حتى من قبل الصين التي اقتربت جداً من التفوق عليها في توفير خدمات الانترنت العالية السرعة التي توفر بدورها أكبر دعم للنشاط الاعلاني. وبلغت قيمة مبيعات الإعلان في أميركا في العام الماضي 12.5 بليون دولار أي ما يزيد على ضعفي عوائدها في دول أوروبا الغربية مجتمعة على الرغم من تقارب نسبتي انتشار استخدام الانترنت على طرفي الأطلسي.

إلا أن «برايس ووترهاوس كوبرز» توقعت أن تسجل مداخيل الاعلان في الانترنت العربية واحدة من أسرع معدلات النمو حيث سيرتفع حجمها إلى 125 مليون دولار في عام 2010 مسجلاً، مع تواضعه النسبي، زيادة تناهز 260 في المئة سنوياً منذ عام 2001. وتعتبر هذه النسبة فائقة السرعة بالمقارنة مع الانترنت الأميركية وكذلك الأوروبية التي يتوقع أن تنمو مداخيلها من الاعلانات بنحو 95 في المئة سنوياً إلى 14 بليون دولار في 2010.

وشملت توقعات مداخيل اعلانات الانترنت 13 دول عربية هي حسب الترتيب الذي اعتمدته «برايس ووتر هاوس كوبرز»: السعودية والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وقطر وسورية والإمارات، مستثنية الدول العربية الأخرى التي ساهمت في ازدياد عدد مستخدمي الانترنت العربية بما يزيد على 12 ضعفاً في النصف الأول من العقد الجاري ليصل إلى نحو 20 مليون مستخدم شكلوا 5.9 في المئة من تعداد السكان في الدول العربية.

محمد خالد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...