البدانة تؤدي إلى قلة الخصوبة والإنجاب
بعد ايام من نشر دراسة فرنسية تحذّر من ان التأخر في زواج الرجال الى ما بعد الخامسة والثلاثين يؤدي الى قلة الانجاب، ذكر العلماء امس ان البدانة، او داء العصر، اكثر تأثيراً سلبياً في الخصوبة خصوصاً عند الآباء الذين تزيد اوزانهم على المعدلات العادية.
ووفق دراسة قُدمت امام مؤتمر عن الخصوبة، عُقد في برشلونة امس، وبعد درس الحالات الصحية لما يصل الى ألفي «شريك حياة» يعانون مشاكل خصوبة تبين ان للزوج البدين عدداً اكبر من بويضات السائل المنوي لكنها عاجزة عن التلقيح بسبب ارتفاع حرارة جسمه، ما يمنع حمل المرأة من دون حوافز اصطناعية.
وضم العلماء البدانة للتدخين وتناول الكحول وداء السكري والتقدم في العمر الى العوامل التي تؤخر الانجاب او حتى تنهي الخصوبة.
وحض الدكتور غيث الشايب من جامعة أبردين في اسكتلندا، والذي اشرف على الدراسة، الزوجين الراغبين في الانجاب الى تعديل وزنيهما والعودة بهما الى المستوى الطبيعي تحت اشراف طبيب متخصص قبل محاولة الانجاب وحتى قبل استخدام الحوافز الاصطناعية. وقال «ان اتباع الحمية ونظام غذائي والرياضة يساعدان في تأمين الخصوبة والحمل طبيعي».
وقال الدكتور ايان كامبل رئيس المؤسسة الخيرية للحفاظ على وزن طبيعي: «نعتقد بأن لدى البدناء فرصاً اقل في الانجاب». وحض هؤلاء على انتهاز الفرصة لخفض اوزانهم.
ووفق منظمة الصحة العالمية بلغت قيمة تجارة محاربة البدانة نحو 1.4 تريليون دولار، وسترتفع الى تريليونين في السنة 2012.
وتحقق شركات الادوية ارباحاً خيالية من محاربة البدانة عبر الادوية التي تطرحها لذلك. وذكر ان خسارة الاقتصاد في الولايات المتحدة، التي فيها 119 مليون بالغ يعانون من الوزن الزائد، اي بنسبة 66 في المئة من السكان، من البدانة تصل سنوياً الى 117 بليون دولار.
ومن بين اكثر الاقتصادات تأثراً بالبدانة الصين التي تتوقع ان يصل عدد البدناء فيها الى نحو 347 مليون شخص في السنة 2015، ما سيزيد الضغوط على النظام الصحي في هذه الدولة العملاقة. كما تتوقع منظمة الصحة العالمية ان يرتفع عدد البدناء من 1.87 بليون شخص حالياً الى نحو ثلاثة بلايين في السنة 2020.
وتؤدي البدانة إلى 300 ألف حالة وفاة سنوياً في الولايات المتحدة، وإلى حوالي 30 الفاً في بريطانيا. وكان خبراء عرب وأجانب حذّروا منذ ما يزيد على السنتين من «الانتشار المأسوي» لمعدلات البدانة في العالم العربي الذي أصبح يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد الولايات المتحدة ومنطقة جزر الكاريبي.
وحذر البروفيسور فيليب جيمس رئيس الجمعية الدولية لمكافحة السمنة من أن دول منطقة الخليج بالذات «اكتشفت مخاطر البدانة نتيجة انتشار مرض السكري بصورة مريعة فيها»، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إيران، أصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في معدلات انتشار البدانة.
وألقى جيمس باللوم على تدني الوعي الغذائي، وتشجيع الحكومات في فترة من الفترات على دعم الأغذية الغنية بالشحوم والسكريات التي تعتبر السبب الرئيسي في تزايد معدلات البدانة وبالتالي الأمراض المصاحبة لها، خصوصاً مرضي السكري والقلب.
ويُقدر ان مردود سوق النوادي الصحية سيصل الى نحو 2.5 بليون دولار قبل نهاية العقد الجاري.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد