البنوك المركزية العالمية تضخ مليارات الدولارات لوقف تراجع البورصات

11-08-2007

البنوك المركزية العالمية تضخ مليارات الدولارات لوقف تراجع البورصات

واصلت أسواق المال العالمية تراجعها الجمعة متأثرة بالأسواق الأميركية. وفي مواجهة تداعيات أزمة القروض العقارية بالولايات المتحدة، ضخت البنوك المركزية العالمية ما لا يقل عن 326 مليار دولار بنظمها المالية في الثماني والأربعين ساعة الماضية.
 وانخفضت قيمة الأسهم الأوروبية والآسيوية بعد خسائر مرتبطة بالائتمان العقاري الأميركي المعروف باسم "ساب برايم" وهي القروض السكنية التي تمنح دون اشتراط امتلاك المقترض سجلاً مالياً قوياً.
 وتسببت الأزمة المتفاقمة في انخفاض سعر النفط لليوم الثالث على التوالي، فيما سارع المضاربون إلى جني الأرباح من البنوك خشية إضعاف الطلب على الطاقة بسبب المخاوف حول الائتمان العقاري.
 وسارعت البنوك المركزية في العالم إلى ضخ عشرات مليارات الدولارات بالأنظمة المالية، وعرضت على البنوك التجارية قروضاً بمعدلات فائدة منخفضة لتأخير حدوث انخفاض حاد في قطاع الائتمان.
 وذكر محلل في بنك مورغان ستانلي الأميركي للاستثمار أن النظام المالي الأوروبي يواجه أزمة خطيرة ولكن ليست كارثية، مضيفاً أنه قد تمر أسابيع قبل تكشف العمق الحقيقي لمشكلة الائتمان.
وبعد أسابيع من الاضطراب بالأسواق المالية بسبب أزمة الائتمان العقاري الأميركي، بدأت المخاوف تتضاءل إلى أن أعلن مصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي الخميس تجميد ثلاثة صناديق استثمارية مرتبطة بسوق العقارات الأميركي.
 وبعد ذلك بفترة قصيرة قام المصرف المركزي الأوروبي بضخ 94 مليار يورو مسجلاً بذلك رقماَ قياسياً، ثم ضخ الجمعةً 61.05 مليار يورو.
 وضخ  بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي 38 مليار دولار على ثلاث دفعات الجمعة.
 كما ضخ بنك اليابان المركزي 8.45 مليار دولار في النظام المالي لتعزيز السيولة بالأسواق المحلية.
 غير أن الأسواق المالية بأنحاء العالم واصلت تراجعها حيث سجل السوق الأميركي انخفاضاً حاداً قبل استعادة بعض قوته منتصف فترة التداول.
 وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 0.23%، وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 0.45%، وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 0.04%.

أما مؤشر كاك الفرنسي فانخفض 3.13%، بينما خسر مؤشر داكس في فرانكفورت 1.48%.
  وكان أكثر المؤشرات هبوطاً في آسيا هو مؤشر كوسبي لبورصة كوريا الجنوبية الذي تراجع بنسبة 4.2%، وفي طوكيو انخفض مؤشر نيكي القياسي 2.37%.
 وفي أستراليا سجلت الأسهم أكبر خسارة لها منذ هجمات 11 سبتمبر، ليتراجع مؤشرالبورصة 3.7%. وانخفض مؤشر ستريتس تايمز لبورصة سنغافورة بنسبة 3.4% قبل أن يغلق على تراجع 1.58%.
 وفي هونغ كونغ تراجع مؤشر هانغ سينغ 2.88%، كما تراجع مؤشر "تيكس" لبورصة تايوان 2.74%. وفي بورصة نيوزيلندا التي تبدأ بها التعاملات العالمية، خسر على الفور مؤشر "إن زد إكس" 1.5% قبل أن يغلق متراجعاً 1.22%. وتراجعت الأسهم الهندية لينخفض المؤشر القياسي لبورصة بومباي 1.54%.
وتعود أزمة القروض المسماة "ساب برايم" إلى تهافت صناديق الاستثمار على السوق العقاري، تجذبها إمكانية الربح بشراء سندات تستند لقروض عقارية منحت إلى أسر تعاني صعوبات مالية.
 لكن تراجع أسعار العقارات بالولايات المتحدة بدءاً من منتصف 2006 والمترافق مع زيادة معدلات الفائدة، قضى على قدرة الأسر تسديد قروضها الأساسية من خلال رهن قيمة العقار بالسوق.
 فطالما كانت قيمة العقار ترتفع بالسوق كان بإمكان الأسر تسديد الأموال المستحقة، لكن مع تراجع العقارات بدأت العائلات مواجهة استحقاقات لا يمكنها الوفاء بها.
 وعندما بدأ المدينون يواجهون صعوبات في تسديد قروضهم، أثاروا ردة فعل متلاحقة تطورت تدريجياً حتى وصلت قمة الهرم المالي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...