(الجمل) تكشف أوراق <تيار المستقبل> في لبنان
الجمل: في السادس عشر من حزيران عام 2005 ,قام سفراء أمريكا وبريطاني وفرنسا في لبنان ,إضافة إلى تيري لارسن (مبعوث الأمم المتحدة) بالدخول في اجتماع خاص مغلق بالعاصمة الفرنسية باريس ناقشوا فيه الأضرار والاختراقات التي أصابت خطتهم الرئيسية، وما أفرزته نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة من تهديدات لمخططاتهم,والتي بدأت مؤشراتها واضحة في نتائج التصويت بجنوب لبنان,وفي مواقف العماد ميشيل عون,والذي كان يمثل الدعامة الرئيسية لهذه المخططات.
كشفت الأنباء لاحقاً,أن اجتماع باريس المشار إليه, قد انتهى بالتوصل إلى بديلين,قرر المجتمعون تبنيهما كأجندة سرية,من أجل إنقاذ وتعويض وترميم مايعرف ب(إستراتيجية لبنان)والتي قام المشاركون مسبقاً قبل ذلك بوضعها والتخطيط لتنفيذها,وقد كانت أبرز ملامح هذه الخطة,إزاء الانتخابات اللبنانية السابقة تتمثل في الآتي ,بحسب ماإنكشف مؤخراً:
*أن تتعهد وتدعم الحكومات الغربية الثلاثة على نشر (ماكينة)من العملاء السريين,للتأثير في عملية التصويت بشمال لبنان,وذلك من أجل دعم قائمة الحريري المعادية لسوريا,وإضعاف أللبنانين المتحالفين مع سوريا ,مع ضرورة أن يركز هؤلاء (الوكلاء)السريون على طرح المزيد من الأموال,في عملية شراء (جامعي) الأصوات المحلية في شمال لبنان.
*إعداد برنامج عمل لفترة مابعد الانتخابات يتكون من خمس نقاط,وذلك من أجل أن يتبنى تطبيقه جماعة تيار المستقبل خاصة نوابها الفائزون،والأفراد ذوي الفعالية في التيار.
النقاط الخمسة هي:
1- الضغط على العماد ميشيل عون بشتى السبل من أجل دفعه لدعم عملية انتخاب سعد الحريري رئيساً للوزراء.
2- الضغط من أجل إنهاء رئاسة إميل لحود.
3- الضغط من أجل تعديل الدستور, بما يقلل من صلاحيات وسلطات رئيس الجمهورية اللبنانية.
4- التلميح لميشيل عون باحتمالات دعم توليه لمنصب رئاسة الجمهورية
5- العمل بقوة من أجل نزع سلاح حزب الله.
كذلك, تضمنت ملاحق البرنامج, وعداً بأن تعمل كل من الولايات المتحدة, وفرنسا, وبريطانيا, والأمم المتحدة، من أجل تعويض الثغرات والفجوات التي ستواجهها حكومة (تيار المستقبل)من جراء الانسحاب والخروج السوري.
عندما وقف النائب سعد الحريري معلناً انتصار تيار المستقبل في يوم 20 يونيو2005 كان واضحاً أنه يجهل طبيعة العملية السياسية في لبنان,وعلى مايبدو أن إدراكه آنذاك لم يكن يتجاوز حدود الحملات الانتخابية الأربع والتي تم وضع مخططاتها بإشراف ومباركة الولايات المتحدة وبتدخلها المسبق.
لم يكن النائب سعد الحريري ,وبقية أطراف تيار المستقبل تحسب حساباً لما هو أهم في المنطقة,والذي يتمثل في العامل الإسرائيلي..حيث كان باستطاعته أن يفهم كل شيء, لو سأل نفسه سؤالاً بسيطاً:لماذا تبذل الولايات المتحدة الأمريكية كل هذا الجهد..وهل حقاً تقصد دعم لبنان..أم تقصد شيئاً آخر!!؟
وبرغم أن الإجابة على هذا السؤال وغيره من الأسئلة المشابهة..يمكن التوصل إليها بكل سهولة في حال انتبهت جماعة تيار المستقبل إلى الإصرار والإلحاح الشديد من جانب أمريكا ,بريطانيا,فرنسا,ومعهم الأمم المتحدة على عملية نزع سلاح حزب الله,لكن قادة تيار المستقبل بذلوا أقصى الجهود من أجل إنجاح مهمة ميليس الهادفة إلى تركيب الأدلة المزورة لإدانة سوريا بعملية اغتيال الحريري...وأيضاً لم يتنبهوا مرة أخرى إلى الهدف من ذلك..
حالياً ,تأكد تماماً,أن حكومة تيار المستقبل قدأصبحت عاجزة تماماً عن مواجهة الأزمة اللبنانية ,والتي أصبحت مفاعيلها الداخلية في يد حزب الله ,ومفاعيلها الخارجية في يد إسرائيل,وذلك على النحو الذي يؤكد تماما أن سعد الحرير ي بعد تحركاته التي شملت واشنطن ,القاهرة ,السعودية ,فرنسا ,وانتهت بالأردن قد أكدت تماماً... أن سعد الحريري قد فقد الاتجاه ودفع ثمن تجاهل حساباته ل(سلبية تأثير العامل الإسرائيلي)و(إيجابية تأثير العامل السوري)في معادلة الأمن الإقليمي الإستراتيجي الشرق أوسطي والتي تضم لبنان جنباً إلى جنب مع دول المنطقة الأخرى..
الجمل:قسم الترجمة والدراسات
إضافة تعليق جديد