الجمهور لا يمل من شباك تذاكر السينما التسجيلية
يفخر القائمون على مهرجان سينمائي سوري محلي للأفلام التسجيلية بأنهم تمكنوا من إقناع الأمريكيان د.ا. بينيبيكر (أحد مؤسسي السينما المباشرة) وكريس هيغدس بقبول حلولهما ضيفين على الدورة الثالثة من أيام سينما الواقع DOX BOX في دمشق، كما يطرح اسم سينمائي آخر كضيف استثنائي وهو المخرج التشيلي باتريسيو غوسمان صاحب ثلاثية « حرب تشيلي»، فيما عتذر عن حضور الدورة القادمة السينمائي فريديريك وايزمان.
والمهرجان نتيجة ثلاث سنوات من تنظيم وإعداد قامت به شركة «بروآكشن فيلم» التي طلبت في الوقت نفسه إسناد رعاية الحدث للمؤسسة العامة للسينما بدمشق، بينما تخضع الأفلام للجنة تحكيم دولية. وتمر تظاهرة دوكس بوكس بثلاث مدن سورية، فمن انطلاقتها في 3 آذار (مارس) في دمشق، تتجه نحو حمص بعد يوم، وطرطوس بعد يومين مستمرة حتى 11 من الشهر ذاته.
«صيغة المهرجان واضحة في هذه الدورة، والعلاقة مع المؤسسة الرسمية مريحة»: يقول مدير برنامج دوكس بوكس عروة نيربية. ويضيف «الواقع التسجيلي السيِّئ للفيلم العربي يبدو أفضل منه مما في التخيل».
ان ما تحاول هذه الظاهرة توفيره هو «فرص بديلة للإنتاج والتوزيع التسجيلي في العالم العربي» مرسخة في برنامجه وعروضه المتضمنة خمسة وأربعين فيلماً تسجيلياً من 57 دولة صنفت ضمن تظاهرات هي «المختارات الرسمية» و «جائزة الجمهور»، «الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة»، «رجال ونساء»، «روائع المهرجانات»، بالإضافة إلى تظاهرة «أصوات من سورية» المستقطبة لتجارب سورية في الفيلم التسجيلي. واختيرت الأفلام النهائية على برنامج العروض من بين حوالى 620 فيلماً أتت من أنحاء العالم. أما الجائزة الأبرز فهي DOX BOX – Soura الممنوحة لأفضل فيلم تسجيلي سوري وتم إنشاؤها بالتعاون مع شركة «صورة» للإنتاج الفني المدارة من قبل المخرج حاتم علي.
في الإطار نفسه سيكثف مخيم تدريبي لشبان يعملون على إخراج الفيلم التسجيلي في الوطن العربي، طاقات مدربيه للتركيز على مجالات الإنتاج والإخراج والتصوير والمونتاج، ويتوجه برنامج تدربي آخر تحت عنوان (تكوين) للمهتمين غير العارفين بأساسيات بالفيلم التسجيلي.
ان «العمل بطريقة تشبه العدالة لعرض أفلام تتناول الم الواقع» أمر يأتي متوازناً بشكل ما مع رقابة المؤسسة العامة للسينمائية في سورية، ويرى نيربية أنه «ليس مطلوباً فعل أي نوع من المراوغة، لهذا فكل الأفلام تخضع لرقابة المؤسسة الحكومية بما فيها السياسية»، وبالمقابل لا يخفي نيربية أنه «لا يحب ولا يوافق أي منطق رقابي». ويقول نيربية هنا ان «التعاون مع مؤسسة رسمية يرفع من مستوى الثقة للمهرجان» فمراسلة أجراها الدوكس بوكس مع جهات ومؤسسات سورية مكنته من إنجاز أجندته «دون التأثير على عقليته الخاصة» فالأمر باختصار «إما ان نتواجد كنشاط ثقافي ديناميكي أو لا نتواجد، ولأجل ذلك يجب أن نخضع للرعاية».
بشكل عام تعمل «بروآكشن للفيلم» على تجهيز الأساسيات لـ «مهرجان مفتوح على التحاور وإفادة الإبداع الشاب» مبتعدة عن سياسة الربح والخسارة. الدعوات وجهت للمختصين من منتجين وموزعين وممثلي محطات تلفزيونية وصناديق دعم ومهرجانات لـ «المشاركة في مجموعة من النشاطات المتشابكة»... كما ان دخول العروض سيكون مجانياً للجميع.
ويرى نيربية ان من بين طموحات «الدوكس بوكس» الوصول إلى سمعة عربية تحسن في واقع السينما التسجيلية العربية: «الطموح هو النظر في مرآة الواقع. ابتداء بسورية وانتهاء بالدول العربية»، أما الفائض المالي فهو أمر غير موجود في مهرجان يعتمد على تمويل ومساعدات «غير دائمة التوافر».
رنا زيد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد